قد تكون الأكزيما في بعض الأحيان ناجمة عن تناول الكثير من الملح
تم ربط تناول الكثير من الملح بالإكزيما بعد أن وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من حالة جلدية لديهم مستويات مرتفعة من الصوديوم في البول.
يعاني أكثر من 200 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من الأكزيما، التي تسبب جفاف الجلد وتشققه وحكة. تشمل المحفزات الشائعة المهيجات الموجودة في الصابون والمنظفات، بالإضافة إلى المواد المثيرة للحساسية البيئية أو الغذائية. وربطت الأبحاث السابقة أيضًا بين استهلاك الوجبات السريعة المتكرر وزيادة خطر الإصابة بالأكزيما الشديدة لدى الأطفال.
ولمعرفة ما إذا كان الملح قد يلعب دورًا، قامت كاترينا أبوبارا – من جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو – وزملاؤها بفحص بيانات عينة بول من أكثر من 215800 بالغ في دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وكان أكثر من 10800 منهم مصابين بالأكزيما.
استخدم الباحثون عينة بول من كل مشارك لتقدير إفراز الصوديوم في البول على مدار 24 ساعة. يتم طرح حوالي 90% من الصوديوم الغذائي لاحقًا في البول، مما يجعل النفايات وسيلة موثوقة نسبيًا لقياس استهلاك شخص ما للملح.
بشكل عام، أفرز المشاركون في الدراسة ما يقدر بـ 3.01 جرام من الصوديوم في بولهم على مدار 24 ساعة في المتوسط. عادة ما تكون كمية الصوديوم الموصى بها للبالغين حوالي 2.5 جرام يوميًا، أي ما يعادل 6 جرام أو ملعقة صغيرة من الملح.
ووجد الباحثون أنه مقابل كل جرام إضافي من الصوديوم يفرزه المشاركون، ترتفع احتمالات تشخيص إصابتهم بالإكزيما بنسبة 11%. كما زاد خطر إصابتهم بالإكزيما في ذلك الوقت بنسبة 16 في المائة.
ويعترف الفريق بأن عينة بول واحدة قد لا تعكس بدقة كمية الملح المعتادة التي يتناولها الشخص. ولكن في جزء آخر من دراستهم، قام الباحثون باستطلاع مجموعة منفصلة تضم أكثر من 13000 شخص بالغ في الولايات المتحدة حول نظامهم الغذائي اليومي، ووجدوا المزيد من الارتباطات بين تناول كميات كبيرة من الملح والأكزيما.
وقد أظهرت الأبحاث السابقة أن الصوديوم يمكن أن ينشط الخلايا في الجهاز المناعي، مما يؤدي إلى بعض المسارات الالتهابية، كما يقول أبوبارا. يعاني الأشخاص المصابون بالإكزيما من استجابة مناعية مفرطة النشاط لمسببات الحساسية أو المهيجات، مما يسبب التهاب الجلد والأعراض اللاحقة.
على الرغم من أن الدراسة تظهر وجود علاقة بين ارتفاع مستويات الصوديوم في البول والأكزيما، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لإثبات أن الأول يسبب الأخير، كما تقول عضو الفريق بريندا تشيانغ، وهي أيضًا في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو.
من السابق لأوانه القول إن خفض مستويات الصوديوم الغذائي يمكن أن يقلل من شدة الأكزيما أو خطر الإصابة بها في المقام الأول، كما يقول كارستن فلور من جامعة كينجز كوليدج في لندن.
وتقول أبوبارة إن فريقها سيبدأ قريبًا في تسجيل الأشخاص للمشاركة في دراسة تمولها معاهد الصحة الوطنية الأمريكية، تبحث في العلاقة بين الصوديوم الغذائي ومستويات الصوديوم على الجلد وشدة الأكزيما.
المواضيع: