تعد رسومات الثعابين القديمة من بين أكبر الفنون الصخرية المعروفة في جميع أنحاء العالم

تعد نقوش الثعابين العملاقة التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ على طول نهر أورينوكو في أمريكا الجنوبية من بين أكبر الأمثلة على الفن الصخري الذي نعرفه في أي مكان في العالم، حيث يمتد بعضها لأكثر من 40 مترًا.

نهر أورينوكو هو أحد أكبر الأنهار في العالم، ويتدفق عبر فنزويلا وعلى طول حدودها مع كولومبيا. يقول خوسيه أوليفر من جامعة كوليدج لندن: “هناك سجل رائع للفن الصخري على طول نهر أورينوكو، وخاصة على الجانب الفنزويلي”. “عادةً ما تكون هذه اللوحات موجودة في الملاجئ الصخرية.”

ويقول إن النقوش شائعة في العديد من المواقع المفتوحة على طول النهر، لكن لم يتم تسجيلها كلها رسميًا.

منذ عام 2015، قام أوليفر وزملاؤه بعدة رحلات إلى مناطق على طول أطراف النهر الكولومبية والفنزويلية لتكوين صورة أفضل للنقوش الصخرية.

يقول فيليب ريريس، عضو الفريق من جامعة بورنماوث في المملكة المتحدة: “لم يكن من الصعب العثور على مواقع جديدة”. “في كل مرة تلتف حول الزاوية، كان هناك دائمًا المزيد.”

ومن بين 157 موقعًا فنيًا صخريًا تمكن الفريق من زيارتها، كان 13 موقعًا يتكون من نقوش يبلغ ارتفاعها 4 أمتار على الأقل. يقول ريريس: “أي شيء بهذا الحجم يعد هائلاً من وجهة نظرنا”. “وهذا يعني أنها غالبًا ما تكون مرئية من مسافة بعيدة جدًا، ربما من 500 متر إلى كيلومتر واحد.”

تصور معظم النقوش أشخاصًا وثدييات وطيورًا ومئويات ولفائف وأشكال هندسية، لكن الثعابين كانت من بين أكبر الزخارف، حيث يبلغ عرض أكبرها 42 مترًا. يقول ريريس: في أساطير شعب أورينوكو الأصليين، تعتبر الأناكوندا والأفعى العاصرة من المبدعين البدائيين، لذا فهي تحظى باحترام كبير.

يشير بروز الفن الصخري على طول النهر إلى أن المنحوتات القديمة ربما كانت علامة إقليمية للإشارة إلى أن مجموعة معينة تعيش هناك، ولكن ليس بالضرورة تحذيرًا بالابتعاد. يقول ريريس: “قد لا تكون النقوش إقصائية، بل هي ممارسة شاملة كانت مشتركة بين المجتمعات”.

يحتوي الخزف المكتشف في المنطقة والذي يعود تاريخه إلى ما قبل 2000 عام على زخارف مماثلة لتلك الموجودة على النقوش، مما يشير إلى أن الفن الصخري تم إنشاؤه بالمثل قبل ألفي عام.

ويأمل الفريق في اكتشاف المزيد من هذه المنحوتات وجمع أدلة حول أصولها والغرض منها. على سبيل المثال، يظهر الكثير منها بالقرب من الملاجئ الصخرية مع مدافن، مما يشير إلى أنها قد تكون مرتبطة بالممارسات الجنائزية القديمة.

يقول أندريس ترونكوسو من جامعة تشيلي: “هذا بحث قيم”. “إنه يسلط الضوء على الفن الصخري لمنطقة غير معروفة في أمريكا الجنوبية، ويستمر في ملء معرفتنا بهذه المنطقة.”

يقول باتريك روبرتس، من معهد ماكس بلانك لعلم الإنسان الجيولوجي في ألمانيا: “غالبًا ما تقفز العقول الأوروبية الأمريكية إلى الماموث وأسود الكهوف والثدييات الكبيرة في مواقع كهوف العصر الجليدي في أوروبا الغربية عندما يفكرون في الفن الصخري”. “ومع ذلك، فإن نقوش الثعبان العملاقة التي تمت دراستها في البحث هي من أكبر صور الفن الصخري المنفردة في أي مكان في العالم وتأتي من قلب بيئة استوائية منخفضة.”