الرأس الحجرى لشعوب اليوروبا فى متحف متروبوليتان.. نموذج للفن الأفريقى
ثقافة أول اثنين:
تتنوع مقتنيات متحف المتروبوليتان في الولايات المتحدة الأمريكية ومنها التماثيل الأفريقية ومنها الرأس الأفريقي الحجرى لشعوب اليوروبا.
ويعد هذا الرأس الحجري لامرأة جزءًا من مجموعة تضم أكثر من ألف منحوتة معروفة تم تحديدها في موقع في بلدة يوروبا في إيسي في شمال وسط نيجيريا حيث تم العثور على مجموعة من تماثيل الحجر الأملس لنساء ورجال وحيوانات ملقاة في بستان غابة، وتظهر على معظمها علامات الضرر المتعمد الناتج عن عمل واضح من أعمال التشويه المنظم.
ولا يُعرف متى تم إنشاء هذه القطع أو تخريبها، على الرغم من أنه من المقدر أنها تم نحتها بين القرنين الثاني عشر والخامس عشر وقد أدى ذلك وفقا لمتحف متروبوليتان إلى الحد من محاولات تقديم التواريخ وتحديد الأصول الثقافية لهذه الأعمال، ومع ذلك، فحتى أفضل التقديرات تظل مجرد تكهنات مستنيرة.
ويمتلك هذا الرأس المنحوت العديد من السمات المشتركة بين شخصيات إيسي، بما في ذلك العيون اللوزية المحددة بشكل حاد، والأذنين المتجهتين إلى الخلف على الرأس، وثلاث علامات خدوش بارزة بجانب عينه اليسرى وفي حين تم وصف بعض التماثيل من إيسي بأنها مهيبة في التعبير، يبدو هنا أن الفم ينفصل بابتسامة طفيفة ولكنها لطيفة وقد أولى النحات اهتمامًا خاصًا لتصفيفة شعر المرأة المتقنة، والتي تكاد تكون كبيرة مثل رأسها وتوفر تباينًا حيويًا لها.
كان هذا الرأس المجزأ في الأصل جزءًا من منحوتة تصويرية كاملة الحجم وتبدو رؤوس جميع شخصيات إيسي كبيرة بشكل غير متناسب مع أجسادهم، وهو تأكيد بصري شائع أيضًا في التقاليد النحتية في إيفي، والتي تمت مقارنتها بها أحيانًا. وكما هو الحال في فنون العديد من الشعوب الأفريقية، فإن هذه اللكنة البصرية للرأس كانت تهدف بلا شك إلى عكس الأهمية التي تمنحها لها الثقافة.