دراسة تكشف تأثيرات التغيرات المناخية على نهر النيل عبر العصور
ثقافة أول اثنين:
على الرغم من أن نهر النيل هو أحد أكبر الأنهار في العالم ولعب دورًا مركزيًا في الحياة المصرية القديمة، إلا أنه لا يُعرف سوى القليل عن استجابته للتغير المناخي خلال عصر الهولوسينى.
وقد قدمت مجلة ناتشر العلمية إطارًا لتطور النيل، موضحًة في دراسة أجرتها جامعة ميتشجان الأمريكية كيف شكلت التغيرات المناخية والبيئية المناظر الطبيعية لوادي النيل المصري على مدار 11500 عام الماضية، بما في ذلك حضارة مصر القديمة (منذ 5000 إلى 2000 عام تقريبًا).
باستخدام بيانات من أكثر من 80 عينة من الرواسب التي تم حفرها في منطقة تمتد عبر وادي النيل بالقرب من الأقصر، وتم تثبيتها زمنيًا بواسطة 48 عصرًا من التلألؤ المحفز بصريًا، قام الباحثون بإعادة بناء ديناميكيات نهر النيل خلال عصر الهولوسين بالقرب من مواقع التراث العالمي لليونسكو مثل الكرنك ومعابد الأقصر.
وتبين أنه حدث شق الوادي منذ ب يقرب من 4000 عام مضت، ثم تحول بسرعة إلى تفاقم السهول الفيضية الهائلة وهذا التغيير المفاجئ نسبيًا في المشهد النهري بالقرب من الأقصر من العصر الهولوسيني الأوسط إلى أواخره كان مرتبطًا بالتحول نحو مناخ مائي إقليمي أكثر جفافًا في هذا الوقت تقريبًا وكان من الممكن أن يكون لمثل هذا التغيير الجذري في ديناميكيات الرواسب النهرية عواقب زراعية واقتصادية محلية.
واعتمدت الدراسة التى قاست استجابة النيل لتغير المناخ بشكل كبير على البيانات التي تم جمعها من دلتا النهر، البحرية في أعماق البحر الأبيض المتوسط، ومنخفض الفيوم وركزت دراسات قليلة على المجال النهري نفسه ويُعرف سوى القليل جدًا عن التطور الهولوسيني لوادي النيل المصري.
وتوضح الدراسة كيف تغيرت بيئة السهول الفيضية بشكل كبير خلال فترة الأسرات وكيف تم إعادة تشكيل اللوحة البيئية التي تطورت عليها الثقافة القديمة وازدهرت ثم تراجعت إطارًا للنيل المصري بالقرب من الأقصر مع سد الفجوة التي تلوح في الأفق في المعلومات المناخية المائية الموجودة بين مواقع المنبع والمصب داخل حوض النيل.