خالد بن الوليد يهزم الروم ويفتح مدينة بصرى بالشام.. كيف كانت الرحلة؟
ثقافة أول اثنين:
تمر اليوم ذكرى هزيمة جيش الروم على يد جيش المسلمين بقيادة خالد بن الوليد، وفتح مدينة بصرى بالشام، وذلك بعدما استطاع اقتحام حصون المدينة فى 30 يونيو عام 632، الموافق 13 هـ.
وحسب ما جاء في كتاب “شخصيات إسلامية عرفها التاريخ ولن ينساها لـ أحمد نافذ المحتسب”: لقد كتب الخليفة أبو بكر رضي الله عنه- إلى خالد بأن يسير إلى الشام وأمره بأن يأخذ نصف الناس وأن يستخلف المثنى بن حارثة على النصف الآخر، وإذا فتح الله عليهم رجع خالد وأصحابه إلى العراق، وبعدها قسم خالد الجيش إلى نصفين فقال المثنى: والله لا أقيم إلا على أنفاذ أمر أبي بكر كله في استصحاب نصف الصحابة أو بعض النصف وبالله ما أرجوا النصر إلا بأصحاب رسول صلى الله عليه وسلم فأنت تعريني منهم، فأرضاه خالد وأصبح خالد يفكر ويقول: كيف لي بطريق أخرج فيه من وراء الروم فإني إن استقبلته حبستني عن غياث المسلمين، فقال رافع بن هبيرة الطائي- وهو دليل خالد في مسيره إلى الشام إنك لن تضيف ذلك بالحيل والأحمال عليها واللّه أن الراكب المفرد ليخافها على نفسه وما يسلكها إلا مغرراً، إنها حمس ليال جياد لا يصاب فيها ماء من مضلتهما، فقال له خالد: ويحك أنه والله إن لي بد من ذلك أنه قد أتتنى من الأمير عزمه، فمرني بأمرك، فقال رافع: لا تختلفن هديكم ولا يضعفن يقينكم واعلموا: أن المعونة تأتي على قدر النيلة والأجر على قدر الحسبة، وأن المسلم لا يبغي له أن يكترث بشيء يقع فيه مع معونة الله له فقالوا: إنك رجل قد جمع الله لك الخير، فشأنك.
وبعدها جهز الجيش نفسه وحمل من الماء والطعام ما يكفي لمدة خمسة أيام حيث كان تعداد الجيش لا يقل عن تسعة آلاف مقاتل، وسار بهم خالد بن الوليد-رضي الله عنه- حتى شرب الجيش كل ما حملوا معهم من الماء فخشي خالد على أصحابه، فقال رافع انظروا: هل ترون شجيرة من عوسج كعقدة الرجل فقالوا:لا، فقال: انظروا فاطلبوها، فلما طلبوها وجدوها، فكبروا وكبر رافع وقال: احفروا في أصلها فلما حفروا استخرجوا عيناً فشربوا حتى ارتووا، فلما انتهى خالد أغار على أهل بهراء قبل الصباح وكان أناس فيهم يشربون الخمر في جفنة، وانتصر خالد ثم سار إلى أرك وصالحوه أهلها وبعدها أتى على القريتين وقاتلهم وانتصر عليهم وغنم غنائم كثيرة وبعدها سار إلى حواريين، وبعدها إلى قصم وانتصر عليهم وبعدها سار إلى ثنية العقاب- وهي بقرب دمشق- ناشراً راية سوداء كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتسمى العقاب فأخرج لهم بطريقها نزلاً وخدماً وقال له: احفظ هذا العهد، فوعده بذلك ثم أتى إلى مرج راهط وأغار عليهم في يوم عيدهم وانتصر عليهم ومن ثم أرسل سرية إلى كنيسة الفوطة فقتلوا الرجال وسبوا النساء وبعدها سار-رضي الله عنه- إلى بصرا وقاتل أهلها وانتتصر عليهم فكانت أول مدينة فتحت بالشام على يد خالد بن الوليد وقد كان فرح خالد آنذاك هو التقاءه بأبي عبيدة عامر بن الجراح حيث كان أبو عبيدة وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان يحاصرون البصرى.