جائزة إيكروم الشارقة تواصل استقبال الأعمال.. ونموذج بيت يكن فى مصر الدليل
ثقافة أول اثنين:
تواصل جائزة إيكروم الشارقة للممارسات الجيدة فى حفظ وحماية التراث الثقافى فى المنطقة العربية، استقبال المشاريع التى تنافس على الدورة الجديدة من جائزتها.
وقد مدت الجائزة فترة التقديم حتى يوم السبت 1 يونيو المقبل، والجائزة تعكس التزام مركز ايكروم الإقليمى فى الشارقة بدعم حماية التراث الثقافى المنقول وغير المنقول فى المنطقة العربية؛ وتهدف الجائزة، التى تمنح كل عامين، إلى التعريف بالمشاريع المتميزة والاستثنائية التى تعنى بحماية وصون التراث الثقافى فى المنطقة العربية والاحتفاء بها، وتكريم الأشخاص أو الجهات التى تقف خلف نجاحها.
ومن المشاريع التي فازت بها في مصر مشروع ترميم وحفظ بيت يكن وذلك في دورتها لعام 2019-2020، وهي الجائزة التى أطلقها مركز ايكروم الاقليمى فى الشارقة، تحت رعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وتعنى بالتراث الثقافى فى المنطقة العربية.
وتقول المهندسة شيرين ساحوري، مديرة مشاريع التنمية والتطوير فى مركز إيكروم الإقليمى فى الشارقة إنه “من خلال عرض المبادرات الجيدة وتكريمها، مثل مشروع بيت يكن فى القاهرة، تلهم جائزة ايكروم الشارقة للممارسات الجيدة فى حفظ وحماية التراث الثقافى فى المنطقة العربية الجهات والمؤسسات المعنية بالحفاظ على الإرث الثقافى لتطبيق مقاربات مشابهة فى بلدانهم، وتحفز الآخرين على اتخاذ الإجراءات اللازمة التى تستجيب للاحتياجات الآنية والمستقبلية، مما يخلق تأثيرًا مضاعفًا يعزز شبكة الأفراد والمنظمات المشاركة فى الحفاظ على التراث الثقافى فى المنطقة العربية.”
وحول الدورة الحالية تؤكد السيدة شيرين ساحورى على أهمية مشاركة الخبرات والمشاريع المصرية، إلى جانب أشقائها من الدول العربية فى المسابقة، والمنافسة على الجائزة.
ويقع بيت يكن فى قلب القاهرة التاريخية فى منطقة الدرب الأحمر، المشهورة بمواقعها التاريخية والتراثية المتميزة. ويعود تاريخ هذا البيت إلى القرن السابع عشر عندما أسسه حسن أغا كوكليان، وهو الأمير حسن أغا بلفيه الفقارى رئيس جماعة كوكللويان عام 1106هـ / 1694م فى عهد الوالى العثمانى على باشا حين كانت مصر ولاية تابعة للسلطان العثمانى بإسطنبول، وأقام حسن أغا بجانب بيته سبيلا مازال يحمل اسمه. أما منزله فقد آلت ملكيته إلى أولاد أخت محمد على باشا فى أوائل القرن التاسع عشر، وهو ما أكسب هذه المنطقة بحارة اليكنية، حيث أن كلمة يكن، أو بالأحرى “يجن” هو ابن الأخت باللغة التركية، اللغة الدارجة للعائلة محمد علي، الأمر الذى حثّ ملاك البيت الحاليين بتسمية البيت بـ “بيت يكن” ليصبح القلب النابض لإحياء وتنمية الحارة من جديد.
وعلى الرغم من أهمية وتاريخ بيت يكن كأحد أروقة تاريخ حارة اليكنية والدرب الأحمر، إلا أنه تعرض للإهمال والعبث على امتداد حقبة طويلة من الزمان، وشغل فى فترات متقطعة أعمال ونشاطات غريبة لا تتماشى مع تاريخه وعراقته، كتحوله خلال فترة من الزمن بعد انهيار أجزاء كبيرة من ادوارة العلوية إلى موقع لتربية المواشى والجزارة بلدى، قبل أن يتم ترميمه وحفظه مؤخراً ضمن مبادرة فردية رائعة وملفتة بالاستفادة من الخبرات والكفاءات المصرية المحلية، بهدف إحياء دور البيت فى تنمية حارة اليكنية فى المقام الأول، وتسليط الضوء على القيم الفنية والمعمارية والبيئية التاريخية لتصبح مرجعيات للتنمية المستدامة المستقبلية، وحث مشروعات التخرج لطلاب كليتى العمارة والفنون الجميلة، والعمل كمركز مجتمعى يستقبل الأهالى والأطفال فى المنطقة، وحثهم على التضامن فى تنمية هذه الحارة بما يتناسب مع قيمتها التاريخية من خلال تعريفهم على قيمة تراثهم.
من الناحية الهندسية والمعمارية، تمثلت تدخلات الحفظ الرئيسة فى بيت يكن فى ترميم الأجزاء المنهارة مثل القاعة الشرقية، وتدعيم الأجزاء المتداعية، وتصميم وتنفيذ شبكات الكهرباء وتغذية المياه والصرف الصحى وتمديدها للأجزاء المختلفة من البيت. كما تضمنت أيضا أعمال الترميم الدقيق لإظهار المراحل التاريخية المختلفة التى مرت على البيت، وربط ذلك بتاريخ مدينة القاهرة، دون أن يؤثر ذلك على توظيف الفراغات الداخلية.
كما شملت التدخلات أيضاً تصميم وتنفيذ إضافات معمارية حديثة مطلوبة لإعادة الاستخدام، منها السلمين الرئيسى والثانوى بدلا من سلم حجرى كان مضافاً ومنهاراً، وإعادة تهيئة فراغات الدور الثانى المدمرة لتوفير سكن للعائلة وللباحثين، كما تم ادراج بعض العناصر التاريخية ذات القيمة الاستثنائية من خارج البيت كانت عرضة للإهمال قبل أن يتم انقاذها واستخدامها مجدداً فى البيت.
إضافة إلى ذلك تم تصميم وتنفيذ وحدة طاقة شمسية لتوليد الطاقة الكهربائية فى الموقع، مما جعل بيت يكن أول نموذج مشروع صفرى الطاقة فى المدينة التاريخية، بينما تمت زراعة الفناء بمجموعات من الأعشاب الطبية بالشراكة مع المجتمع المحلي، ليحول البيت إلى نواة لمساحات خضراء فى المدينة التاريخية. أما أهم التدخلات تأثيرا فكانت برامج التوعية التى تم تنفيذها ضمن المجتمع للحفاظ على تراثه وهويته، وتهدف لإحياء الحرف التقليدية كنواة لتنشيط الإقتصاد المحلى فى المنطقة.
ويتألف بيت يكن من مبنى كبير من طابقين بارتفاعات شاهقة، ويتميز بفناء داخلى ونافورة فى الوسط. بينما يحتوى المنزل التاريخى اليوم، بعد عملية الترميم وإعادة الإحياء، على بهو كبير، وصالتى عرض كبيرتين، يتم عرض فيهما المنتجات الحرفية لحرفيى المنطقة، والأعمال الفنية التى يقوم بتنفيذها سيدات وأطفال المنطقة المشاركون فى الورش التعليمية والتثقيفية ببيت يكن، وكذك معارض دورية لمشروعات طلاب العمارة من الجامعات المصرية المختلفة المتعلقة بكيفية احياء المناطق التاريخية فى المدن المصرية،، كما تخصص هذه القاعات وفناء البيت لعقد اللقاءات والندوات والمحاضرات التثقيفية الخاصة بأهمية الحفاظ واحياء التراث، بينما خصصت أفضل قاعة فى البيت مؤخرا لاحتضان مشروع مكتبة علاء الحبشى للكتب النادرة.
بيت يكن
اجتماع الأعلى للثقافة
الاجتماع الـ 70
الأعلى للثقافة
المهندسة علا سعيد
جانب من النشاطات