رفاعة الطهطاوي.. كيف ساهم في تطوير تدريس اللغة العربية؟
ثقافة أول اثنين:
تحل اليوم ذكرى وفاة رفاعة الطهطاوي الذي يعد أحد قادة النهضة العلمية في مصر في عهد محمد علي باشا، إذ رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 27 مايو عام 1873، بعد أن قدم مساهمات عديدة، وقد ولد في طهطا بمحافظة سوهاج في صعيد مصر في 15 أكتوبر من عام 1801 وظهرت عليه مبكرًا علامات النجابة والذكاء فكان دائمًا الأصغر فى البعثات التعليمية.
وذكر جمال الدين الشيال في كتاب “رفاعة الطهطاوي: زعيم النهضة الفكرية في عصر محمد علي”: قد كان لرفاعة جهد مشكور في تنظيم تدريس اللغة العربية ومحاولات طيِّبةٌ لإصلاح هذا التدريس، فكان يَمتَحِن الشيوخ والفقهاء كل عام ليَتخيَّر من بينهم الأكفاء الصالحين لوظائف التدريس وكان يزور المدارس للتفتيش على هؤلاء المُدرسين واختبار كفايتهم، ثم يترك لهم قبل مُغادرة المدرسة التقارير الصالحة وفيها بيانٌ إرشاديٌّ لخير الوسائل المُمكِن اتباعها لتدريس اللغة العربية مع مراعاة الظروف المُختلفة كنوع المدرسة وسن التلاميذ ومدَّة الدرس.
ولاحظ رِفاعة بعد هذه الجولات التفتيشية أن الكتب التي بين أيدي التلاميذ كُتُب غير صالحة، فبدأ يضع بنفسه كُتبًا جديدة هي الخطوة الأولى بحقٍّ في سبيل النهضة بالكتب المدرسية في تاريخنا التعليمي. وكان رِفاعة يَسترشِد في عمله الجديد بما رأى وما درَس من كُتُبٍ فرنسية أثناء تلقِّيه العلم في فرنسا.
بدأ رِفاعة بكُتبِ النحوِ فلاحظ أن الكتب الأزهرية القديمة التي يَستعمِلها التلاميذ كُتُب عقيمة لم تعُد تصلح للعصر الحديث، فوضع كتابًا جديدًا أسماه «التحفة المكتبية في القواعد والأحكام والأصول النحوية بطريقة مُرضية»، حاول فيه تبسيط القواعد النحوية وجعله في شكل جداول مُختلفة ليسهُل على الطلبة فهمُها وحفظُها.
ولاحظ رِفاعة أيضًا أنه لا يُوجَد بين أيدي التلاميذ كُتُب للمُطالعة مع فائدتها التي لا تُنكَر في تزويد الأولاد بالمعارف العامة، فوضع كتابه الطريف “مباهج الألباب المصرية في مناهج الآداب العصرية” ليسد به هذا النقص، وحاول فيه لأول مرة أن يبُثَّ في نفوس النشء معنى الوطن والوطنية، فهو يتحدَّث فيه حديثًا مُفصَّلًا عن “المنافع العامة” وينقل في حديثه الشواهد من الشرق والغرب، تُسعفه في ذلك ثقافته الإسلامية الفرنسية، ويختم الكتاب بفصلٍ عما يجب “للوطن الشريف على أبنائه من الأمور المُستحسَنة”.