خبير آثار: اكتشاف مجرى لنهر النيل يثير العديد من التساؤلات
ثقافة أول اثنين:
أعلن الفريق البحثي المكون من عدد من العلماء من جامعات ومؤسسات علمية من الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وخارجها أنهم قد توصلوا إلى وجود فرع جاف من نهر النيل يبلغ طوله 64 كيلو مترًا، وعرضه يتراوح ما بين 200 و700 متر مدفون منذ فترة طويلة تحت الأراضي الزراعية غرب النيل الحالي وموازٍ لنهر النيل وبالقرب من سلسلة الأهرامات والمعابد المصرية القديمة، بالإضافة إلى أنه تم اكتشاف العديد من المجاري النهرية المختلفة التي تمتد من ذلك النهر القديم وتصل إلى الأهرامات، وقد لاحظ الفريق البحثي أن تلك الأفرع تنتهي ببناء أثري يسمي معبد الوادي، حيث كان يوجد ممر صخري يربط تلك المعابد بالأهرامات مباشرة.
وفى هذا الأمر علق الدكتور حسين عبد البصير، خبير الآثار ومدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، قائلا: إن الإعلان عن اكتشاف جديد عن وجود مجرى مائي نهري قديم لنهر النيل بجوار الأهرامات أثار الكثير من التساؤلات لدى المتخصصين في الآثار وغيرهم.
يعتقد الباحثون أن وجود ذلك النهر القديم يفسر سبب بناء أكثر من 30 هرمًا في سلسلة على طول الشريط الصحراوي الغربي لوادي النيل منذ 4700 عام مضى، وتضم تلك السلسلة أهرامات قريبة من العاصمة المصرية القديمة منف مثل هرم زوسر والهرم الأحمر والأسود، بالإضافة إلى أهرامات الجيزة المشهورة، وهي أهرام خوفو وخفرع ومنكاورع. وأضافوا أنه عندما تم بناء الأهرامات، كانت جغرافية نهر النيل وروافده المائية تختلف بشكل كبير عما هي عليه اليوم. وقد أمكن ذلك الاكتشاف من الحصول على صورة أوضح لما كان يبدو عليه سهول فيضان النيل في زمن بناة الأهرامات، وكيف أفاد المصريون القدماء من النهر القديم وروافده في نقل مواد البناء الثقيلة من أجل مساعيهم الإنشائية الضخمة. ويمكن أن يساعد فرع النيل المفقود الذي أعلن الفريق البحثي اكتشافه في حل لغز بناء الأهرامات الذي طال انتظاره.
وأوضح الدكتور حسين عبد البصير، في تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع”، الحقيقة أن هذا الأمر معروف عند معظم العلماء، وهو أن ذلك كان المجرى القديم لنهر النيل، وذلك لأن نهر النيل قد غير مجراه عبر الزمن من الغرب إلى الشرق إلى أن استقر في موقعه الحالي، ومن المعروف أيضًا أن نهر النيل استخدمه المصريون القدماء لنقل الأحجار لبناء الأهرامات سواء التي في الجيزة أو في دهشور أو في الجبانة المنفية على طول امتدادها من “أبو رواش” شمالاً إلى اللشت جنوبًا، وكانوا يحضرون الأحجار الجيرية الناصعة البياض من محاجر طرة إلى الشرق من نهر النيل وبالقرب من حلوان الحالية، وكانوا يجلبون الأحجار الجرانيتية تأتي من أسوان، والأحجار البازلتية من الفيوم.
وتابع، كما نعرف أيضًا أن المجموعات الهرمية في مصر القديمة كانت تتكون من عناصر عديدة. كان من بين أهمها معبد الوادي ثم الطريق الصاعد الذي كان يربط بين المعبد الجنائزي الملاصق للهرم ومعبد الوادي الموجود على الحافة الزراعية حيث مجاري المياه الطبيعية أو المحفورة والمتصلة بنهر النيل. ودون شك كانت جغرافية نهر النيل وروافده المائية مختلفة بشكل تمامًا عما هي عليه اليوم. ولا نعرف كيف يمكن أن يساعد فرع النيل المفقود الذي أعلن الفريق البحثي اكتشافه في حل لغز بناء الأهرامات الذي طال انتظاره. والحقيقة أن بناء الأهرامات لم يعد لغزًا كما كان الأمر في الماضي بعد الكثير من الأبحاث الميدانية التي جرت على الأهرامات المصرية.