خولة المجينى: الشارقة القرائى يحرص على السلامة المعلوماتية للأطفال
ثقافة أول اثنين:
الارتقاء بمستوى الفكر والابتكار لأن يصبح الطفل بطلا لقصته هو الهدف الذى يحرص عليه دائما مهرجان الشارقة القرائى، بداية من اختيار الشعار حتى وضع وتنفيذ الندوات، إذ أن جميعها يحفز على اقتناء الكتب والتشجيع على القراءة بشكل مستمر، ويستمر مهرجان الشارقة القرائى للطفل في تقديم فعالياته التي تتيح للجميع اقتناء الكتب والمشاركة في ورش وأنشطة تفاعلية متنوعة، من أجل الارتقاء بمستوى الفكر والابتكار، ليبقى الهدف الدائم للمهرجان هو بناء المعرفة لدى النشء فمن سواعد البراءة تبنى الجسور والأوطان وتنمو المجتمعات، وقد استطاع “اليوم السابع” إجراء حوار مع خولة المجينى منسق عام مهرجان الشارقة القرائى للطفل، للكشف عن تفاصيل الدورة الـ 15.. إلى نص الحوار..
ــ تقدم خلال فعاليات المهرجان الكثير من الورش والندوات التى تؤكد أن الطفل هو اللبنة الأساسية فى المجتمع والحرص على سلامته المعلوماتية والصحية.. فكيف يكون هذا التوازن بين الأنشطة الثقافية والصحية داخل المهرجان؟
جميع الفعاليات الموجود فى مهرجان الشارقة القرائى للطفل بدورته الـ15 هى فعاليات ثقافية، ونحرص من خلالها تقديم الأسلوب التثقيفى والترفيهى من أجل إيصال المعلومة بشكل سلس يستطيع أن يستوعبها بكل سهولة، سواء كانت من خلال عقد ندوات مع الكتاب ضيوف المهرجان، أو من إقامة الورش التى تكون دائما مرتبطة بالكتاب، لأن الهدف الأساسى لإقامة المهرجان هو ربط الطفل بالكتاب وتحبيبه بالقراءة، ومن هنا نجد أيضًا التثقيف الصحى من خلال ورش للطهى والخاصة بالاستدامة والورش الخاصة بفائدة الرياضة، إلى جانب مجموعة من الورش الصحية التى تقدم للأطفال ليتم دمج الموضوعات الثقافية تلك النوعية من الورش.
أحمد منصور مع خولة المجينى منسق عام مهرجان الشارقة القرائى للطفل
ــ كيف تتم مواكبة التطورات التكنولوجية التى تحدث فى العالم بما يتم تقديمه عبر مهرجان الشارقة القرائى للطفل حتى ينجذب الطفل نجو الكتاب والقراءة؟
لدينا فريق مطلع ودائما يهتم بالبحث بشكل خاص وما يدور حوله العالم سواء، وفيما يخص الطفل هيئة الشارقة للكتاب تشارك بأكثر من 33 معرضا حول العالم، وبالتالى نحن مطالعين بشكل دائم على الثقافات الأخرى، كذلك لدينا محطة خاصة بالتواصل الاجتماعى موجودة بالمهرجان، والتى من خلالها نستطيع أن نجذب الأطفال بأسلوبه المقتنع به أو من خلال أشخاص هم متعلقين بهم، بالإضافة للبرنامج التى نقدمها وهى الخاصة بالذكاء الاصطناعى أو ما يخص التكنولوجيا بشكل عام، ونقدما بشكل عام.
ــ تعد كل دورة من مهرجان الشارقة تحديا أكبر للدورة التى قبلها.. تعليقك؟
بالطبع.. فالعالم فى تطور مستمر حتى نكون مواكبين لهذا التطور لابد أن نكون مطالعين على يحدث حولنا فى جميع انحاء العالم.
ــ كيف يتم التوازن فى المهرجان بين الكتاب والرقمنة من خلال وسائل التكولوجيا التى يعيش بها الطفل خلال العصر الحالى؟
من خلال دمج الكتاب بالتكنولوجيا.. فجميع برامجنا خلال المهرجان دائما تكون مرتبطة وتأتى من الكتاب ولهذا نقدم ورش قرائية لها علاقة بالمواضيع التكنولوجية، كما نعلم الأطفال من خلال محطة التواصل الاجتماعى التوصل مع الأحداث من خلال المهرجان القرائى، وحتى المؤثؤين الذين يتم دعوتهم للمهرجان هم بالأساس القراءة والمحتوى العلمى بالنسبة لهم الهدف الأساسى التى يقومون بالترويج لها من خلال قنواتهم، ونحرص على تقديم أى برنامج لكونه مرتبط بالكتاب.
ــ هل فعاليات المهرجان تنحصر على أروقته من الداخل أم أنه له أنشطة خارج محيطه؟
نستقبل بالمهرجان زيارات مدرسية بالإضافة لوجود برنامج لزياة الكتاب للمدارس سواء التى كانت داخل إمارة الشارقة أو حتى على مستوى الإمارات بشكل عام، أما عن البرنامج التى تنظم خارج المهرجان فكانت هناك برنامج يتم تنظيمها فى المراكز التسويقية وأندية الطلاب، وبالطبع يخرج المهرجان خارج إطار مركز أكسبو الذى ينظم به المهرجان ببرامجه المتنوعة على مستوى العالم.
ــ كيف يتم الانسجام والتنسيق بين الندوات وباقية الفعاليات؟
يقوم على البرنامج مجموعة كبيرة مقسمة لعدد فرق وكل فريق يعمل على جزء معين، فعند وضع البرنامج يجلس فريق العمل بالكامل مع بعضهم البعض وليتم تنسيق أوقات إقامة الندوات والورش والأنشطة، من خلال موضوع عام للمهرجان تنقسم من خلاله جميع الفعاليات.
ــ خلال المهرجان يتم اكتشاف مجموعة كبيرة من المواهب هل تتم متابعتها بعد انتهاء مارثون الطفل؟
بالطبع، فلدينا مقهى للطفل “المبدع الصغير” من خلاله نستضيف أطفال مبدعين، كما أنه هناك تواصل دائم بين المهرجان والمدارس الخاصة ومؤسسة الإمارات التعليمية لدعم وتنمية مهارات الطفال أصحاب المواهب.
ــ كل دورة من دورت المهرجان تحوى على فعاليات مميزة.. فما الذى يميز النسخة الـ 15؟
أول ما يميز تلك النسخة شعارها “كُن بطل قصتك” الذى من خلاله نركز على أهمية القراءة فى بناء شخصية الطفل، كما نركز بشكل كبير على إعطاء الطفل مساحته فى الاختيار والحلم والتفكير، وكذلك نجد احتواء المهرجان على 1500 فعالية متنوعة لجميع أفراد الأسرة فهى ليست قاصرة على الأطفال فقط، كذلك إطلاق جائزة رسوم كتب الطفل بفئة جديدة وهى فئة اليافعين، واستضافة الرسامين من خلال تلك المسابقة، بالإضافة لمسابقة فارس الشعر والتى من خلالها نقدم للأطفال منصة لحفظ وإلقاء الشعر بها، كما نجد معرض الشارقة لرسوم كتب الأطفال ومدى الارتقاء بنوعية الرسومات الذى شارك بها 425 رسام من جميع أنحاء العالم، كذلك فكرة توزيع الورش المخصصة للأزياء والرياضة والاستدمة والتى تعطى للطفل الحرية فى اختيار ما يجذبه.
ــ كيف شاهدتى تفاعل الأطفال مع الورش فى ظل التطور التكنولوجى فى العالم؟
فى البداية كان لدى بعض المخاوف لعدم انجذاب الأطفال نحو الورش، لكن الإقبال كان مفاجأة، وتأكدنا أن الطفل إذا أعطيته شيئا آخر دون الأجهزة المتطورة لا يكون مستاء، ولكن يستمتع به، ولكن الأمر هو كيف نحبب الطفل فى الكتاب والقراءة أو الأشياء المفيدة الأخرى والذى نريده أن يعرفه ويكتشفه.
ــ نعيش أجواء الدورة الـ 15 من المهرجان وجميع من استفاد من بدايات دورات السابقة قد وصلن لـ 25 عاما فهل يوجد تواصل معهم؟
بالطبع وخير دليل على ذلك أو أقربهم حفلة الفنانة السورية رشا رزق ضمن فعاليان معرض الشارقة القرائى للطفل، والتى كانت كاملة العدد، فالأطفال الذين كان عمرهم صغير مع بدايات دورات المعرض هم من كانوا موجودين بالحفلة، وذلك من خلال التواصل مع جميع الأجيال التى حضرت وزارات المعرض عبر دوراته السابقة، وفى اوقات كثيرة نجد أن الاقتراحات التى تصلنا بالبرنامج نجد انها اقتراحات مقدمة منهم لأن معظهم فى الوقت الحالى هم آباء وأمهات، فبكل تأكيد يوجد تواصل.
ــ من خلال شعار المهرجان فى 2024 “كُون كونك” نريد أن نعرف ما هى آليات اختيار الشعار؟
فى البداية لا أريد فرض المعلومة على الطفل ولكن أريد أن يعيشها ويتفاعل معها بنفسه، ودائما فى شعارنا نخاطب الطفل، لا نحاطب أولياء الأمور، فأولادنا لهم شخصيتهم وكيانهم، ومن خلال هذا المنطلق نعمل على شعار كل دورة.
ــ كان أبطال الأطفال القدامى هم الأبطال الخارقين مثل “سوبر مان” والآن الأطفال مع التطور اختلف أبطالهم .. فهل شعار المهرجان يعد بوابة حتى يتخيلوا أنفسهم أو أحد أفراد عائلتهم أبطال؟
بكل تأكيد من خلال شعار “كُون كونك” نريد أن يكون الطفل هو بطل نفسه، والأبطال ليس بضرورة أن يكونوا موجودين فمن الممكن أن يكون البطل خيالى بالنسبة للطفل، ولكن كل ما كان خياله واسع كل ما كان بطل قصته.
ــ هناك الكثير من المؤتمرات العالمية المتعلقة بالتغيرات المناخية كيف جعلتهم الطفل خلال المهرجان أن يكون جزء من حل تلك الأزمة من خلال الورش؟
نعم، فمن خلال ورشة “نحو الاستدامة” التى شملت برامج متنوعة منها ما يخص البيئة والتى نقدمها بشكل سهل للأطفال يكون ذلك مدخل لهذه الموضوعات، من خلال استيعاب والتفاعل الذى شهد إقبالا كثيفًا.
ــ نرى مشاركة واسعة من دور النشر العربية في مهرجان الشارقة القرائى للطفل فكيف يتم التعاون والتنسيق وكيفية الاستفادة المتبادلة؟
نحن نشارك فى 33 معرض كتاب حول العالم، ومن خلال تلك المشاركة نلتقى بدور نشر عربية فندعوهم للمشاركة فى معرض الشارقة الدولى للكتاب ومهرجان الشارقة القرائى للطفل، الذى يشارك معنا خلال دورته الـ 15، 186 دار نشر، والاستفادة تأتى من خلال عرض كتب للأطفال المتنوعة من ثقافات مختلفة، من خلال المشاركة المتبادلة بيننا وبينهم.
ــ ما مدى نجاح إعادة الكتاب للطفل ما بين دورة وأخرى للمهرجان؟
لاحظت من خلال جولتى فى المهرجان أن هناك أطفال ممكن أن يشترى الكتاب ويقوم بقرائته فى نفس الوقت وهذا يؤكد أنه متشوق لما يحتويه الكتاب، فالأطفال لا يحضرون للورش داخل المهرجان فقط، بل لاقتناء الكتب.
ــ لاحظنا من خلال تواجد لتغطية وحضور المهرجان تطور أكثر كل دورة فهل يوجد لجنة لاستطلاع الرأى لأطفال والكبار أيضا لإبداء الراى فيما يرغبون به خلال الدورة المقبلة؟
بالطبع، يوجد استطلاع رأى يقدم من خلال أيام المهرجان حول البرنامج، وأيضا استطلاع يقدم للناشرين، إلى جانب العامة بعد انتهاء فعاليات المهرجان من خلال قنوات التواصل الاجتماعى.
ــ لاحظنا أيضًا اعتماد المهرجان بشكل كبير على الكوادر الشبابية وهو من مميزات المهرجان.. فما الهدف والرؤية من ذلك؟
أغلب الموجودين فى المهرجان طلاب الجامعات أو أصغر من ذلك، لأن من أهداف المهرجان هو إشارك الشباب، لأن المهرجان يقدم فعالياته للطفل والناشئة، وحتى يكونوا قاربين من الكتب لابد من مشاركتهم فى المهرجان.
ــ فيما يخص الدورة الثانية لمؤتمر الرسوم المتحركة الذى جاء بالتزامن مع فعاليات المهرجان والذى جاء بمشاركة عالمية ضخمة سواء الرسامين أو المصممين والكتاب.. هل سنرى قريبًا منتج مشترك؟
بالطبع.. لأن الهدف من مؤتمر الرسوم المتحركة هو إنتاج عربى ثقافى قريب من الطفل العربى، وسيكون هناك عمل فنى نتاج هذا المؤتمر.