كيف احتفل المصري القديم بشم النسيم؟
ثقافة أول اثنين:
قام المصريون القدماء بتقديس والاهتمام بالطبيعة والاحتفاء بها بشكل كبير، وقاموا بتقسيم العام إلى ثلاثة فصول، وكان فصل الحصاد هو الذي أطلقوا عليه فصل “شمو”، وتم توارث احتفال بشم النسيم مصر الفرعونية منذ آلاف السنين.
وربما كان الاحتفال به قد بدأ في عصر الدولة القديمة، وكان الاحتفال بهذا الموسم كان يرمز إلى بعث الحياة وإعادة الخلق، خلق الكون ونضارة الطبيعة وعودة الحياة إلى الكون في أجمل تجلياتها. ونظروا إلى هذا اليوم باعتباره أول الزمان، أو بدء خلق العالم كما كانوا يعتقدون، وصادف ذلك الاحتفال من خلال الملاحظة المستمرة اعتدال الجو، وطيب النسيم، فقاموا بالخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة، ويستعرض عالم المصريات الدكتور حسين عبد البصير احتفال المصرى القديم بشم النسيم.
الأسماك شهية
كانت الأسماك غذاءً شهيًا على موائد المصريين القدماء في هذه المناسبة. وكان مصدرها النيل والترع وغيرها، وكانت الأسماك النيلية هي البلطي والبوري والبياض والشيلان والقراميط. وكان المصريون القدماء يحرصون على أكل الفسيخ (السمك المملح) المصنوع من أسماك البوري، والذي كان يستهلك بكميات كبيرة في عيد الربيع.
وكان للفراعنة طقوسهم الخاصة التي مازالت مستمرة إلى الآن في ذلك العيد. وكان هناك مهرجان يقام كل عام في فصل الربيع. وكانوا يحتفلون فيه بزيارة المتنزهات وتلوين البيض وأكل الفسيخ والأسماك المجففة والمملحة وعمل رحلات نيلية بالقوارب على صفحة النهر الخالد. وكان تناول السمك المملح والبصل والبيض والحمص. وعرف المصريون أنواعًا من الأسماك وحرصوا على رسمها على آثارهم.
وكان القدماء المصريون يحتفلون بذلك اليوم في احتفال كبير مثل الانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار، وكانوا يجتمعون قبل الغروب ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب. وكانوا ينظمون شعائر ويقومون بها فى العيد، والطواف حول المعبد، بالإضافة إلى تقديم الذبائح للمعبودات الخاصة بالزراعة والانبات.
وكان الكهنة يحملون تمثال المعبود ويطوفون به فى موكب مهيب يشارك فيه الجميع، ويؤدى فيه المهرجون والمغنون والراقصون فنونهم، كما كانت تقام العروض المسرحية التي تصور أساطير معينة، وكان الأهالي وليس الكهنة هم الذين يحتفلون بأعياد المعبودات الجالبة للخيرات لأرض مصر الطيبة.
مظاهر الاحتفال
العديد من تلك المظاهر الخاصة بالفراعنة ما يزال المصريون يحرصون عليها إلى الآن، وكان هذا الاحتفال من بين الأعياد المهمة لدى الفراعنة، حيث حددوا ميعاده بالانقلاب الربيعى، وهو اليوم الذى يتساوى فيه الليل والنهار. وكانت مظاهر الاحتفال تقام على ضفاف النيل ووسط الحدائق والساحات المفتوحة وبين الزهور، التي كانت لها مكانة كبيرة في نفوسهم. وتحاكي أعمدة المعابد الفرعونية المزخرفة بطراز الزهور باقات براعم الزهور. وقد صور المصريون أنفسهم على جدران مقابرهم ومعابدهم وهم يستنشقون الأزهار حبًا لسحر الزهور؛ إذ كان المصريون القدماء يقضون أكثر الأوقات بهجة وإشراقًا وإقبالاً على الحياة في فصل الربيع، ذلك الفصل الذي كانت تتغير فيه كل الأشياء لتنبض بالحيوية والأمل والجمال. وكانت تحرص فيه النساءعلى ارتداء الملابس الشفافة وتهتم بتصفيف الشعر وتسرف في استخدام العطور لإظهار مفاتنهن. وهكذا كانت عودة الربيع التي كانت تتميز بتفتح الزهور، وكانت تُقابل دائمًا بفرح وترحاب من كل المصريين على مر العصور. وكانوا يحملون معهم أنواعًا معينة من الأطعمة التي كانوا يتناولونها في ذلك اليوم مثل البيض الملون، والفسيخ (السمك المملح)، والخص والبصل والملانة (الحمص الأخضر)، وهي أطعمة مصرية ذات طابع خاص وارتبطت بمدلول الاحتفال بذلك اليوم – عند الفراعنة – بما يمثله عندهم من الخلق والخصب والحياة.
البيض والخس
وكان البيض عند الفراعنة يرمز إلى خلق الحياة من الجماد. وقد صورت بعض نظريات خلق الكون عند الفراعنة خلق الكون عن طريق بيضة، ولذلك فإن تناول البيض في هذه المناسبة يرمز إلى إعادة خلق العالم. وقد كانوا ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد، وكانوا يضعون البيض في سلال من سعف النخيل وكانوا يعلقونها في شرفات المنازل أو في أغصان الأشجار، لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق أمنياتهم، أما الفسيخ فقد ظهر بين الأطعمة التقليدية في الاحتفال بالعيد، مع بدء الاهتمام بتقديس النيل. وقد أظهر المصريون القدماء براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ.
وقد ذكر “هيرودوت” أنهم كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم، وكذلك كان البصل من بين الأطعمة التي حرص المصريون القدماء على تناولها في تلك المناسبة، وقد ارتبط عندهم بإرادة الحياة وقهر الموت والتغلب على المرض، فكانوا يعلقون البصل في المنازل وعلى الشرفات، كما كانوا يعلقونه حول رقابهم، ويضعونه تحت الوسائد، وما تزال تلك العادة منتشرة بين كثير من المصريين إلى اليوم.
وكان الخس من النباتات المفضلة في ذلك اليوم، وكان يسمي في اللغة المصرية القديمة “عب”، واعتبره المصريون القدماء من النباتات المقدسة، فنقشوا صورته مع الإله مين إله الخصوبة لديهم. وخلال فصل الربيع يحتفل مسيحيو مصر “بعيد القيامة المجيد” في أول يوم أحد بعد اكتمال القمر الربيعي، وفى اليوم التالي ليوم العيد أي في يوم الإثنين) يحتفل المصريون (مسلمون ومسيحيون) بشم النسيم الذي يحل هذا العام اليوم الاثنين.
وانتقلت مراسم احتفال مصر بشم النسيم عبر العصور منذ أيام الفراعنة وإلى يومنا هذا، حيث كان المصريون القدماؤ يبدؤون احتفالهم اعتبارًا من ليل هذا اليوم ليكونوا في استقبال نسيم الربيع الذي تحمله نسائم الشمال وذلك قبل الغروب ليشهدوا غروب الشمس فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب.
وما تزالت تقاليد الخروج مبكرًا في جماعات إلى الحدائق والمنتزهات وعلى شاطئ نهر النيل الخالد سارية إلى الآن، فالمصريون يحيصون على استقبال أشعة الشمس في هذا اليوم، ويحملون في خروجهم الأطعمة التي ارتبطت عندهم بشم النسيم، وكذلك أدوات اللعب ومعدات اللهو والآلات الموسيقية والدفوف.
أما الفتيات فكن يتزين بعقود الزهور، فيما يحمل الأطفال سعف النخيل المزين بالألوان والزهور ويظلون يحتفلون طيلة اليوم من شروق الشمس إلى غروبها، ويقيمون حفلات الترفيه مثل حفلات الرقص على أنغام موسيقى الناي والمزمار والقيثارة تصاحبها دقات الطبول والدفوف مصحوبة بالأغاني والأناشيد الخاصة بعيد الربيع.
الفسيخ سيد المائدة
الأطعمة التي يتناولها المصريون فى شم النسيم هي أطعمة مميزة لهذا العيد، والتي أصبحت من عاداتهم وتقاليدهم التي ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بشم النسيم منذ القدم وإلى الآن، ومن هذه العادات الراسخة أكلهم بعض الأطعمة في ذلك اليوم بما يمثله عندهم من تجديد عملية الخلق والحياة والخصب والنماء والتي استمروا يفضلونها طيلة فترة تاريخهم والتي انتقلت من السلف إلى الخلف، ومن أهم هذه الأطعمة الفسيخ (السمك الملح) والبصل والخس والحمص الأخضر (الملانة). وهذه الأطعمة مصرية أصيلة مرتبطة بمعطيات البيئة المصرية نفسها.
وارتبطت تلك الأطعمة عند القوم بمدلول الاحتفال بشم النسيم وظلت إلى الآن حاملة في مدلولها الاهتمام بتقديس نهر النيل، الذي يعتقدون أن الحياة وبداية الخلق كانت من الماء ففي مذاهبهم لتفسير نشأة الوجود أن العالم كان قبل الخليقة عبارة عن محيط أزلي ليس له نهاية وأن الإله الخالق برز من المياه وخلق العالم بإرادته فأصدر كلمة نطق بها لسانه فكان من أمر الخلق ما كان. واعتبر المصريون القدماء أن المياه التي على الأرض سواء الأنهار أو البحار أو البحيرات ما هي إلا فيض من ذلك المحيط الأزلي الأولي الذي تم منه خلق العالم، وعلى ذلك كان نهر النيل المقدس عندهم ما هو إلا فيض من تلك المياه الأزلية وأن السمك يدل عليها.
وبرع المصريون في عملية تمليح وتجفيف السمك وصناعة الملوحة والفسيخ. وقد ذكر هيرودوت المؤرخ اليوناني الشهير “أبو التاريخ” في كتابه عن مصر قائلاً عن المصريين: “نهم كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم ويرون أن أكله مفيد في وقت معين من السنة وكانوا يفضلون نوعا معيناً لتمليحه وحفظه للعيد”. كما كان البصل من الأطعمة التي حرص المصريون القدماء على تناولها في مناسبة شم النسيم، وكانوا يعتقدون أن البصل مرتبط بإرادة الحياة وقهر الموت والتغلب على الأمراض والشفاء منها والتغلب على السحر وطرد الأرواح الشريرة والتغلب عليها، ونسجوا في قدرته الشفائية الأساطير وجعله طعامًا أساسيًا على موائدهم في شم النسيم.
الأمير المريض
من القصص والأساطير والحكايات المروية وغير المؤكدة في هذا الشأن أن هناك رواية تقول إن أحد الملوك الفراعنة كان له طفل وحيد وكان محبوبًا من الشعب وأن هذا الأمير الطفل مرض بمرض عضال أفقده القدرة على الحركة وعجز الأطباء والكهنة والسحرة عن علاجه فلزم الأمير الطفل الفراش عدة سنوات، ولم تقم خلالها أية أفراح أو احتفالات بالعيد مشاركة من الشعب للملك الفرعون في أحزانه. وكان أطفال المدينة يقدمون القرابين للإله في المعابد في مختلف المناسبات طالبين لأميرهم الطفل الشفاء من مرضه.
وذات يوم استدعى الملك الكاهن الأكبر للإله آمون فأخبرهم الكاهن أن مرض الأمير الصغير يرجع إلى وجود أرواح شريرة تسيطر عليه وتقعده عن الحركة بفعل السحر، وأمر الكاهن بوضع بصلة تحت وسادة الأمير لتكون تحت رأسه عند غروب الشمس بعد أن قرأ عليها بعض التعاويذ كما تقول الأسطورة، وعند الصباح شقها ووضعها فوق أنفه ليستنشقها، وطلب تعليق حزم البصل فوق سرير الطفل وعلى أبواب الغرف وبوابات القصر وذلك لطرد الأرواح الشريرة، وتروي الأسطورة أنه بناءً على ذلك تمت معجزة شفاء الأمير الصغير تمامًا والذي نهض من فراشه وخرج ليلعب ويلهو في الحديقة وعاد سيرته الأولى. وفرح الملك وأقام الأفراح في القصر وحضرها جميع أطفال المدينة وشارك الشعب بكل طوائفه في هذه الأفراح بالقصر.
وتصادف أن عيد شم النسيم كان بعد هذا الحدث بأيام فلما حل شم النسيم قام الملك وعائلته وكبار رجال الدولة بمشاركة الناس في عيد شم النسيم، وقام الناس مشاركة منهم في تهنئة الأمير الطفل بتعليق البصل على أبواب منازلهم وكذلك جعلوا البصل الأخضر على موائدهم مع البيض والفسيخ في ذلك اليوم ليصير عادة بعد ذلك. وإلى الآن أصبحت عادة أكل البصل في شم النسيم مع الفسيخ والبيض عادة ملازمة للمصريين في وقتهم الحاضر وكذلك ظلت عادة تعليق حزم البصل على أبواب المنازل والغرف.
البيض الملون
تعود عملية تلوين البيض وزخرفته إلى عصور وعقائد قديمة لدي القوم حيث كانوا ينقشون على البيض الدعوات والأمنيات في عامهم الجديد ثم يجمعون البيض ويضعونه في سلال من سعف النخيل ويعلقونه في شرفات المنازل وفي أغصان الأشجار في الحدائق حتى يسطع عليها إله الشمس رع بأشعته فتنال بركة الإله فتتحقق دعواتهم ويبدؤون العيد بتناول البيض. وهي عادة ظلت متوارثة إلى الآن. وقد اتبع هذا التقليد في جميع أنحاء العالم؛ حتى أن الغربيين أطلقوا على البيض في شم النسيم (بيضة الشرق) نسبة لقدوم تلك العادة من مصر.
كما كان الخس من الخضروات التي يكتمل نضجها في بداية الربيع ومن هنا فهو من النباتات التي تعلن عن قدوم الربيع. وقد ظهر الخس مصورا في السلال ليقدم كقرابين للآلهة في عقيدة القوم وقد زرعوه في الحدائق على مقربة من البيوت وكان يوضع كذلك على موائدهم في شم النسيم ضمن الأطعمة المحببة والتي تعارفوا عليها في ذلك العيد، واعتبروه من النباتات المقدسة الخاصة بالإله مين إله التناسل والإخصاب فقد صوروا الخس تحت مع هذا المعبود حيث كان يقام تمثاله في أغلب الأحيان تجاه مساحة مربعة من نبات الخس .كما كان في أساطيرهم أن الخس كان يأكله الإله “ست” الذي كان ماجنًا ولكن فاقه “مين” في مجونه. وكان القدماء المصريون يرون أن الخس كان يجعل النساء خصيبات والرجال. وقد لفت ذلك نظر بعض العلماء المتخصصين في النبات والتغذية في عصرنا الحديث فقاموا بعمل أبحاث على نبات الخس وعلاقته بالخصوبة، فوجدوا أن هناك علاقة وثيقة بين الخس والخصوبة واكتشفوا أن زيت الخس المعروف لنا يزيد من القوة الجنسية وذلك لاحتوائه على فيتامين (هـ)، بالإضافة إلى بعض هرمونات التناسل والإنجاب.
وكان أيضا الحمص الأخضر من ضمن الثمار والأطعمة التي يتناولها المصريون القدماء في شم النسيم. وكان المصريون. وقد وردت برديات طبية من مصر القديمة ذكروا فيها فوائد الحمص ومزاياه وكانوا يعتبرون نضوج ثمرة الحمص وامتلاؤها بمثابة إعلان عن قدوم الربيع ومن هنا أخذوا منه اسم “الملانة”. وكانت الفتيات في عيد شم النسيم يصنعن من حبات الحمص الأخضر عقودًا وأساور لهن يرتدينها كزينة في هذا اليوم. كما كن يستخدمن حباته أيضًا في تزيين حوائط المنزل ونوافذه في حفلاتهن المنزلية.
الزهور دور مهم في هذا الاحتفال بالربيع
كما أن الزهور تعد من المظاهر الجميلة الراقية عند المصريين القدماء في يوم شم النسيم حيث كانوا يتزينون بعقود من الزهور وخصوصا زهور الياسمين. وكان المصريون القدماء يستخرجون من زهر الياسمين العطور وزيت البخور الذي كانوا يقدمونه ضمن قرابين الآلهة في المعابد.
شم النسيم عيد مصري
من هنا يكون عيد شم النسيم هو عيد مصري قديم يعود لعصر الفراعنة. وأن عادة الاحتفال بشم النسيم في بدايتها ليس لها علاقة بالديانات السماوية ولم ينزل بها دين سماوي معين ولكن بعض أصحاب الديانات السماوية أقحموا هذا العيد إقحامًا في طقوسهم أو في ديانتهم.
وهذا العيد يرمز – عند قدماء المصريين – إلى بعث الحياة. كان المصريون القدماء يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان أو بدأ خلق العالم كما كانوا يتصورون. وقد تعرَّض الاسم للتحريف على مرِّ العصور، وأضيفت إليه كلمة “النسيم” لارتباط هذا الفصل باعتدال الجو، وطيب النسيم، وما يصاحب الاحتفال بذلك العيد من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات والاستمتاع بجمال الطبيعة، وهذه المناسبة التي يحتفل بها المواطنون في جميع أنحاء العالم تتعدد فيه مظاهر الاحتفال من دولة لأخرى، وذلك حسب طقوس وتقاليد كل منها.
ويُعتبر عيد القيامة من أهم الإحتفالات الدينية عند الشرقيين والأرثوذكس الشرقيين أيضًا. نرى ذلك في البلدان الذي يشكل الأرثوذكس النسبة الغالبة من سكانها. لكن هذا لا يعني بأن الأعياد والاحتفالات الأخرى هي غير مهمة، على العكس بل إن الأعياد تعتبر تمهيدية لتصل إلى عيد القيامة. إن عيد القيامة هو تحقيق رسالة المسيح على الأرض.
ويقوم الأرثوذكس إضافة إلى الصوم وإعطاء الصدقات والصلاة في زمن الصوم الكبير بالتقليل من الأشياء الترفيهية وغير المهمة، وتنتهي يوم جمعة الآلام. تقليديًا يتم الإحتفال حوالي الساعة 11 مساءً من ليلة سبت النور وحتى الساعات الأولى من صباح الأحد، ويبدأ الإحتفال بعيد القيامة بصلاة تسبحة العيد عصر السبت ثم باكر عيد القيامة مع حلول الظلام وأخيرًا قداس عيد القيامة مع انتصاف الليل وتختم مع الساعات الأولى من يوم أحد القيامة.
وتطبع الزينة بألوان زاهية أجواء المتاجر والبيوت بما تحمله من رمزية للفصح، فالبيض بألوانه المختلفة ومفارش طاولات السفرة والمحارم بألوان الربيع هي عادات موغلة في القدم، تكثر العادات وتتعدد الألعاب التي غالباً ما ينتظرها الصغار صبيحة عيد الفصح. ما تزال عادة تلوين البيض مستمرة إلى يومنا، فتعج المتاجر الخاصة ببيض طبيعي وغيره من الصناعي واليدوي بأسعار باهظة، بينما يقدم للأطفال بيض فصح مصنوع من الشوكولاتة. يرتبط أرنب الفصح أيضًا بقصص شعبية عن أنه يأتي بالبيض للأطفال، ومنذ عام 1600 ارتبط الأرنب بالفصح في لعبة انتقلت من ألمانيا تسمى لعبة “البحث عن الكنز”. تلك لعبة يمارسها شعب دول الشمال الإسكندنافي في الفصح متنقلين في الغابات القريبة من سكنهم مع العائلة والجيران لإمتاع الأطفال بالبحث عن الكنز الذي عادة ما يحتوي على بيض وشوكولاتة لهم مربوطة بما يضعه الأرنب هناك.