إنجازات البصائر
إنجازات البصائر
العيشُ مع بصائر القرآن عيشٌ مع الحياة الجميلة التي تملأ النفس جمالًا ونورًا، وهناءً وسرورًا، ومتعةً وحبورًا، وبقدر ما يفرغ المؤمن من وقته مع معاني كلام ربه بقدر ما يهبط عليه من ضياء الحق، وبركة الوقت والجهد والولد والرزق، وراحة في النفس، وزيادة في الأُنس.
تتجلى علينا بصائر المعرفة القرآنية بأجزاء تترى، وبين حين وآخر، منذ خمس سنوات مضت طالعنا إشراق سورة النساء في ثلاثة مجلدات حافلات بالضياء القرآني، مجددات للعهد الإيماني، وقد عشتُ معها قبل صدورها مراجعًا ومُنقِّحًا ومتأمِّلًا، فألفيتها حافلة ببث الحياة، ثم بعد فترة أشرق علينا الجزء الأول من مفصل سورة البقرة والوسيط، ثم الجزء الأول من مفصل سورة الأعراف والوسيط، وقبل هذه جميعًا مفاتح الفاتحة وكتاب “الإسلام في سبع آيات” وهو مفصل تفسير سورة الفاتحة، وكان كرامة من صاحب البصائر على كاتب هذه السطور حيث أرسل لي شخصيًّا بمائتي نسخة تقريبًا أكرمتُ بها أساتذتي وأحِبَّتي في السودان سنة 2020م.
إنه مشروع عملاق أقدره يستغرق من الوقت ربع قرن إذا مضى فيه صاحبه بنفس الهمة والإنجاز والطموح، وهو مفخرة من مفاخر أهل اليمن، ودرة من درر هذا الزمن.
هنيئًا لك شيخنا الحبيب فضيلة البروفسور عبدالسلام مقبل المجيدي هذا الإنجاز الذي يتجدَّد يومًا بعد يوم حاملًا معك همة عالية وعزيمة ماضية في استفراغ الجهد والوقت حتى تشرق علينا ببصائر القرآن الكريم ولوامعه وأنواره، فتبعث فينا الحياة من جديد.
لقد عهدتك صاحب نفس طويل، وإذا كانت بصائر سورة النساء أخذت منك ثلاثة مجلدات فأقدر مجموع سلسلة البصائر التفصيلية أن تصل إلى تسعين مجلدًا، وهو مشروع يحتاج منك إلى قوة هائلة، أسأل الله أن يمدك بها، وطاقة عظيمة أسأل الله أن يكرمك بها.
عاش صاحب البصائر طفولته في مدينة الرياض بين الحلقات القرآنية الخصبة في رياضها الغناء المترعة، فكان أن أكرمه الله أن عاش بين يدي مدرِّس فتح عينه على عظمة كتاب ربه، ومنه استلهم دروسًا عظيمةً لا تنسى مدى الدهر.
عاد إلى اليمن فعاش فترة من الزمن بين أنوار الحلقات ثم لما فتح الله عليه وأكمل دراساته العليا أصبح مؤسسًا لأكثر من كلية تعنى بالقرآن الكريم ودراساته، ثم عاد إلى دول الخليج ليستقر فيها ويكمل مشواره مع القرآن وبصائره.
اللهم افتح علينا فتوح العارفين، وبصرنا ببصائر القرآن الكريم، واجعلنا من أهله وخاصته الذين هم أهلك وخاصتك يا أكرم الأكرمين.