حسن الصباح استغل الحشيش لإيهام أتباعه بالجنة.. هل عرفته الحملة الفرنسية؟
ثقافة أول اثنين:
لجأ حسن الصباح مؤسسة فرقة الحشاشين إلى مخدر الحشيش لتجسيد حلم الجنة التي كان يدخل فيها أتباعه من المختارين والذين يكلفهم بمهام معينة مثل الاغتيالات، وذلك حسب النظرة الاستشراقية التي ذكرت في عدد من كتب المستشرقين، وهى الرؤية التي وضعها الكاتب عبد الرحيم كمال أثناء معالجته لقصة طائفة الحشاشين ومؤسسها الحسن بن الصباح.
وجعل دهاء الحسن بن الصباح يصور له أن يقوم بتحقيق حلم الجنة على الأرض خاصة فيما يخص حور العين، وساعده الحشيش في إذهاب عقل المختار لدخول الجنة فلا يكاد يفهم ما يحدث له.
وبحسب كتاب ” فاطمة الزهراء والفاطميون” للأديب الكبير عباس العقاد، فأنه من أعاجيب الحسن بن الصباح أنه حينما عرف سر الحشيش من أستاذه الطبيب ابن عطاش سخره في نشر دعوته، وأنه توسل به لإقناع أتباعه برؤية الجنة عيانًا؛ لأنه كان يدير عليهم دواخين الحشيش ثم يدخلهم إلى حديقة عمرت بمجالس الطرب التي يتغنى فيها القيان، وتتلاعب فيها الراقصات، ثم يخرجهم منها وهم في غيبوبة الخدر ويوقع في وهمهم ساعة يستيقظون أنه قد نقلهم إلى جنة الفردوس وأنه قادر على مرجعهم إليها حين يشاء، وأنهم إذا ماتوا في طاعته ذاهبون بشهادة أعينهم إلى السماء.
حسن بن الصباح استخدم الحشيش لإذهاب عقول اتباعه في قلعة آلموت، وبناء دولته داخل القلعة، واستطاع شيخ الجبل كما لٌقب في عصره، أن يبني امبراطورية بداخلها لا نعلم الكثير عنها حتى الآن وهو ما ساعد في خروج الكثير من الأقاويل والأساطير عنها، لكن الطريف أن الحشيش الذي كان سببا وصول الصباح إلى ما يريده وجعل اتباعه ينصعون إلى أوامراه بحسب الروايات الاستشراقية، إلا أنه كان سبب تفكيك جيش نابليون بونابرت أثناء وجوده في مصر، وربما كان سببا في نهاية حلم الإمبراطورية الفرنسية في الشرق.
ووفقا لكتاب “من نابليون ومحمد علي إلى حريق القاهرة: حكايات في تاريخ مصر الحديث” للكاتب أحمد عبد ربه، فإن نابليون حين وصل إلى مصر، وجه جنوده إلى احترام مشاعر أهل البلد المعمول بها، ومنها عدم شرب الخمور في الأماكن العامة، فاضطر بعض الجنود إلى تدخين الحشيش الذي حصله عليه من أهل البلد، وبعد فترة اكتشف نابليون مخاطر تأثير تناول الحشيش وقام بمنعه داخل معسكرات الجيش الفرنسي، وقرر أن يقوم بعض أفراد الجيش الفرنسي يإنتاج الخمور محلية الصنع في ثكناتها المنعزلة عن الأهالي لإشباع رغبات جنوده.
ويقال إن جنود الجيش الفرنسي بعدما تناولوا الحشيش يرفضون الانصياع لأوامر قائدهم، ويصابون بحالة من التمرد على قرارات الجنرال بونابرت، فلجأ إلى حيلة تصنيع الخمر من أجل إشباع رغباتهم، لكن يبدو أن شغف الجنود الفرنسيين بالمخدّر المصري لم ينتهِ هنا، إذ حملوا “الحشيش” في حقائبهم إلى باريس مع جلاء الحملة الفرنسية عن مصر التي خرجت منها بعد أقل من عامين بعدما فشلت في تنفيذ مخططها، وبالتالي فشل حلم إمبراطورية فرنسا في بلاد الشرق.