حملة فريزر.. أول محاولة بريطانية لاحتلال مصر ما أسبابها؟
ثقافة أول اثنين:
تمر اليوم الذكري الـ 217 على قيام حملة فريزر على مصر وهى حملة عسكرية للبحرية الملكية والجيش البريطانى أثناء الحرب الأنجلو-عثمانية (1807-1809) ضمن تداعيات الحروب النابليونية للاستيلاء على الإسكندرية فى مصر بغرض تأمين قاعدة عمليات ضد الدولة العثمانية فى البحر المتوسط، وتعد تلك الحملة أولى مؤامرات الإنجليز لاحتلال مصر.
ولعل حلم بريطانيا وفرنسا في إعادة السيطرة على طريق التجارة القديم والذي تمثله مصر (إحدى ولايات الدولة العثمانية أنذاك) كانت السبب وراء رغبة الدول الاستعمارية الكبري في السيطرة عليها.
ويوضح الكاتب محمد فؤاد شكري في كتابه “مصر في مطلع القرن التاسع عشر ١٨٠١–١٨١١م (الجزء الثاني)” أنه لم يكن الغرض من إرسال حملة الميجور جنرال «ماكنزي فريزر» إلى مصر احتلال هذه البلاد، بل كانت هذه الحملة — عند التفكير في إرسالها — جزءًا من مشروع أساسي يرمي إلى تخويف الباب العالي والضغط عليه للانفصال عن فرنسا، والانضمام إلى عدوتيها إنجلترة وروسيا، فكان القصد من إرسالها احتلال الإسكندرية، وتأييد الأحزاب الصديقة لبريطانيا في مصر (أي جماعة الألفي) وذلك لإنشاء دفاع عن البلاد بمعاونة البكوات يحول دون الفرنسيين إذا جاءوا بحملتهم إليها.
وفي كتابه فى “الكتاب الأسود للاستعمار البريطانى فى مصر” يري الباحث شحاتة عيسى إبراهيم، أن الإنجليز ظلوا يتحينون الفرص ست سنوات كاملة، منذ مغادرة الحملة للأراضى المصرية، ويدبرون المؤامرات، ويحوكون الدسائس، مستعينين بأحد زعماء المماليك، المدعو “محمد بك الألفى” الذى اتخذوا منه عميلا لهم فى مصر وهذا كان سبب تلكئهم فى مغادرة الأراضى المصرية، عقب مغادرة الفرنسيين لها، وأخيرًا رحلوا عنها سنة 1803، ومعهم عميلهم الألفى، وفى إنجلترا، أغدقوا عليه الهدايا والأموال، حتى إذا ما عاد إلى مصر نفذ مخططهم، وعمل على تثبيت قدمهم، ولكن سياستهم باءت بالفشل إذ لقى الألفى حتفه على يد منافسية من المماليك، كما فشلوا فى الضغط على السلطان لابعاد محمد على وجنوده عن مصر، وعندئذ كشف الإنجليز عن نياتهم، فشرعوا يستخدمون القوة فى إدراك مآربهم، ونفذوا حملة مسلحة لاحتلال مصر سنة 1807م، هى التى عرفت بحملة فريزر.