ماريو فارجاس يوسا.. حكاية أحد أبرز روائيين أمريكا اللاتينية حاصد نوبل
ثقافة أول اثنين:
تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب والسياسي الصحفي والبروفيسور الجامعي “ماريو فارجاس يوسا”، الذي يعد أحد رواد كتاب جيله، فقد ولد في مثل هذا اليوم 28 مارس 1936، ويعد أحد أهم روائيين أمريكا اللاتينية وصحفييها، ويرى بعض النقاد أنه يمتع بتأثير عالمي وجمهور دولي أكبر من أي كاتب آخر ينتمي لحركة الازدهار الأدبية الأمريكية اللاتينية، كما أنه أيضًا أحد الشخصيات الريادية الخمس والعشرين ضمن لجنة الإعلام والديمقراطية التي أنشأتها منظمة مراسلون بلا حدود.
خورخي ماريو بيدرو بارجاس يوسا، هو الماركيز الأول من عائلة بارجاس يوسا، يشتهر باسم ماريو بارجاس يوسا، وفاز بجائزة نوبل في الأدب عن “خرائط هياكل القوة” التي رسمتها أعماله وتصويره النيّر لمقاومة الفرد وثورته وهزيمته” في عام 2010، ولم تكن نوبل هي الجائزة الأولى التي حصدها يوسا في حياته حيث حصد جوائز أخرى وهم: جائزة بيبليوتيكا بريبي 1963، وجائزة روميلو جاييغوس 1967، وجائزة أمير أستورياس للآداب 1986 وجائزة بلانيتا 1993 وجائزة ثيرفانتس 1994 وجائزة النقاد 1998.
وحظى بارجاس يوسا بشهرة عالمية في ستينيات القرن العشرين بسبب رواياته، ومنها “زمن البطل أو المدينة والكلاب، والبيت الأخضر، وحديث في الكاتدرائية، وتنوع نتاجاته الغزيرة ضمن مدى واسع من الأنماط الأدبية، حيث تضمنت كتاباته النقد الأدبي والصحافة، وضم أعماله الروائية مواضيع كوميدية وألغاز جرائم وروايات تاريخية وأحداثًا سياسية، وتحولت بعض أعماله إلى أفلام ومنهم: “بانتاليون والزائرات والعمّة جوليا وكاتب النصوص”.
أثر بارجاس يوسا في الكثير بسبب أعماله ووجهة نظره حول المجتمع البيروفي وتجاربه الشخصية بوصفه مواطنًا بيروفيًا، خاصة أنه عمل على توسيع مداه بشكل متصاعد مما ساعده على معالجة موضوعات وأفكار مستوحاه من مناطق أخرى من العالم، وأقدم بارغاس يوسا في كثير من مقالاته على نقد الوطنية ضمن مناطق مختلفة من العالم، وشهدت مسيرته تحولًا آخر تمثل فى الانتقال من أسلوب ومنهج مرتبط بالحداثة الأدبية إلى أسلوب ما بعد حداثة عابث أحيانًا.
ولم تنجو مسيرة بارجاس من النشاط السياسي، فبرغم دعمه لحكومة فيدل كاسترو الثورية الكوبية في أول الأمر، إلا أنه حرر من سحرها بعد ذلك بسبب سياستها وحبس الشاعر الكوبي هيبيرتو باديّا في عام 1971، وترشح إلى الانتخابات الرئاسية البيروفية في عام 1990 مع ائتلاف يمين الوسط الجبهة الديمقراطية، مؤيدًا الإصلاحات الليبرالية الكلاسيكية، لكنه خسر في الانتخابات أمام ألبرتو فوجيموري، وهو الشخص الذي صاغ العبارة التي جابت أنحاء العالم” في عام 1990، إذ أعلن على التلفزيون المكسيكي أن “المكسيك هي الدكتاتورية المثلى”، ليتحول هذا التصريح إلى قول مأثور خلال العقد التالي.