مسلسل يحيى وكنوز الحلقة 15.. بيبرس يتخلص من قطز بعد معركة عين جالوت
ثقافة أول اثنين:
شهدت الحلقة الخامسة عشر من مسلسل يحيى وكنوز الجزء الثالث، الذي يُعرض على قناة dmc، بالتزامن مع عرضه على منصة watch it، ضمن دراما رمضان 2024، القضاء على كتخدا في معركة عين جالوت التي دارت بين جيش المصريين بقيادة سيف الدين قطز، وجيش التتار بقيادة كتخدا، وبعد انتهاء المعركة لصالح جيش المصريين تحدث يحيى بطل مسلسل يحيى وكنوز أنه يرغب في إبلاغ القائد قطز بالمصير الذي ينتظره وهو مقتله على يد ابن عمه الظاهر بيبرس بعد 50 يوم من المعركة، فكيف حدث ذلك؟
قال العديد من المؤرخين، أن مقتل”قطز” كان على يد القائد المملوكى ركن الدين بيبرس، إلا ان الرواية لم تكن واحدة فيما يدور حول السبب الذى دفع “بيبرس” للإقدام على فعلته، فقد اختلفت الروايات التاريخية حول الدوافع التى جعلت الظاهر بيبرس يقدم على قتل سيف الدين قطز، وهى مختلفة بين المؤرخين، فابن أيبك الدوادارى أحد المؤرخين لتلك الحقبة يرى أن سبب ذلك هروب بعض المماليك البحرية أصدقاء بيبرس من أرض المعركة أمام المغول فى يوم “عين جالوت”، فلما انتهت المعركة، “وانتصر الإسلام، تنمّر عليهم السلطان المظفر ووبّخهم، وشتمهم، وتوعّدهم، فأضمروا له السوء، وحصلت الوحشة منذ ذلك اليوم، ولم تزل الأحقاد والضغائن تتراءى فى صفحات الوجوه وغمزات العيون، وكل منهم يترقب من صاحبه الفرصة”.
أما الأمير المملوكى والمؤرخ بيبرس الدوادارى المنصوري: وهو أقرب المؤرخين إلى الأحداث فيعيد قتل قطز إلى أسباب أهم وأعمق من تلك التى طرحها ابن أيبك، فقد كان قطز ضالعًا فى مقتل الأمير فارس الدين أقطاى المستعرب أحد كبار الأمراء المماليك الصالحية أثناء التنافس المحموم بين السلطان أيبك وأقطاى على السلطنة، وقد اشترك قطز فى تلك الوقعة، يقول: “وذلك أنه [أى قطز] رحل من دمشق عائدًا إلى الديار المصرية وفى نفوس البحرية منه ومن أستاذه ما فيها لقتلهما الفارس أقطاي، واستبدادهما بالملك وإلجائهم إلى الهرب والهجاج، والتنقل فى الفجاج، إلى غير ذلك من أنواع الهوان التى قاسوها، والمشقات التى لبسوها، وإنما انحازوا إليه لما تعذر عليهم المقام بالشام، والتناصر على صيانة الإسلام لا لأنهم أخلصوا له الولاء، أو رضوا له الاستيلاء”.
لكن المؤرخ تقى الدين المقريزى فيرى أن سبب الأزمة رفض قطز إعطاء ولاية حلب للأمير بيبرس “فأضمرها فى نفسه، ليقضى الله أمرًا كان مفعولا” والحق أسباب مصرع السلطان سيف الدين قطز تبدو أكثر تشابكًا من رواية رفضه تسليم نيابة حلب للأمير بيبرس، وأن هذا الرفض لم يعدُ أن يكون سببًا مباشرًا لمقتله عند الحدود المصرية، والواقع أن تلك الأسباب قديمة ترجع إلى أيام السلطان أيبك وتشريده معظم المماليك البحرية الصالحية، وقتله زعيمهم أقطاي، إذ صار مماليك أيبك وهم المعزية ومنهم قطز، أصحاب النفوذ والسلطان فى مصر.
وقد روى المؤرخ ابن إياس فى هذا الصدد: “ولما تم أمر بيبرس فى السلطنة، رسم بإحضار المماليك البحرية الذين كانوا منفيين فى البلاد”. كما روى فى موضع آخر وكذلك المقريزى أن المماليك المعزية حاولوا اغتيال بيبرس، عقب عودته إلى القاهرة، فقتل بعضهم، وسجن ونفى البعض الآخر وهذه النصوص وإن دلت على شيء، فإنما تدل على أن مقتل قطز كان نتيجة لعداء قديم مستحكم بين المماليك البحرية الصالحية والمماليك المعزية.