الشعشاعى أحد أبناء الجيل الذهبى لدولة التلاوة.. رفض التعامل مع الميكرفون
ثقافة أول اثنين:
القارئ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى، واحد من أبناء الجيل الذهبى لدولة التلاوة فى مصر، أحد أبرز قراء القرآن الكريم فى فترة الخمسينيات والذى ما زالت تسجيلاته حتى الآن تشكل حيزا مميزا فى مكتبة عباقرة دولة التلاوة، توفى عن عمر ناهز 72 عامًا تاركًا إرثًا من التلاوات والتسجيلات النادرة.
رحلة الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى مع تلاوة القرآن الكريم:
ولد الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى فى قرية شعشاع بمحافظة المنوفية فى 21 مارس عام 1890، وحفظ القرآن الكريم على يد والده الشيخ محمود الشعشاعى وهو لم يتعد 10 سنوات من عمر، ثم سافر إلى مدينة طنطا لتلقى علوم القرآن الكريم فى المسجد الأحمدى، والتحق بعد ذلك بالأزهر الشريف فى القاهرة وتعلم القراءات هناك.
بدأ صيت الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى، فى القاهرة وحقق شهرة واسعة بين عمالقة دولة التلاوة مثل الشيخ محمد رفعت، والشيخ على محمود، والشيخ أحمد ندا، وزادت شهرته حينما قرأ مع عدد من عمالقة التلاوة فى ذلك الوقت فى الليلة الختامية لمولد الحسين رضى الله عنه بالقاهرة.
كون الشيخ الشعشاعى فرقة خاصة للتواشيح الدينية وكان فى بطانته الشيخ زكريا أحمد والذى ذاع صيته فيما بعد، وسرعان ما بدأ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى يتألق ويلمع وأصبح له جمهوره وعشاق صوته المميز، غير أنه فى عام 1930 تفرغ لتلاوة القرآن الكريم وترك التواشيح الدينية، إثر إصابته بمرض فى حنجرته نصحه على إثره الأطباء بترك التواشيح لأنها تحتاج إلى مجهود كبير وصوت وحنجرة قوية.
قرأ الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى فى مأتم سعد باشا زغلول، وعدلى باشا يكن، ومحمد محمود رؤساء وزراء مصر فى ذلك الوقت، فذاع صيته أكثر وأكثر، إلا أنه حينما التحق بالإذاعة المصرية فى عام 1932، رفض بادئ الأمر التلاوة فى الميكرفون اعتقادا منه أن تلاوة القرآن الكريم فى الميكروفون حرام، ولكن بعدها صدرت فتوى تجيز تلاوة القرآن الكريم فى الميكرفون بدأ بالفعل تسجيل عدد كبير من التلاوات للإذاعة المصرية التى نقلت شهرته إلى جميع الأرجاء فى مصر والدول العربية.
عُين الشيخ عبد الفتاح الشعشاعى قارئًا للسورة فى مسجد السيدة نفيسة رضى الله عنها، ومسجد السيدة زينب رضى الله عنها، وحصل على العديد من الأوسمة الرسمية، وبعد وفاته وتحديدا فى عام 1990 منح الرئيس الأسبق حسنى مبارك اسم الشيخ الشعشاعى وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى تقديراً لدوره فى مجال تلاوة القرآن.
توفى الشيخ عبدالفتاح فى 11 نوفمبر 1962 عن عمر يناهز 72 عامًا، وكانت الجنازة شعبية مهيبة، بحضور العديد من الشخصيات العامة والقيادات، وخلف وراءه تراثًا عظيما من التسجيلات القيمة للقرآن الكريم، وورث صوته ابنه الشيخ إبراهيم الشعشاعى الذى توفى 9 يونيو عام 1992.