Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار وثقافة

د.هانى أبو الحسن يكتب: فاروق حسني بين الوجود والماهية

ثقافة أول اثنين:

قامت الفلسفة الوجودية المادية لتؤكد دور الإنسان في اختيار مصيره.. فلا يستسلم لكل ما يصل بابه.. بل يخرج لمواجهة هذا العالم الشرس.. بحثا عن الذات.. وعما يمكن تطبيقه من فكر ينتفع به المجتمع.. وهو ما سبق وكتبت عنه عام 2008.. تحت عنوان “الوجود والماهية.. فاروق حسني بين عالمين”، حينما قدمت مصر فاروق حسني مرشحا لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو.


 


وأشرت فيه آنذاك إلى ما قدمه فاروق حسني لوطنه .. طوال سنوات عريضة في الخارج والداخل.. آثر فيها على نفسه أن يحتفل بمنصب أو ينتفع بامتيازات الوظيفة العامة ويتدثر بزهوها.. ويكتفي بما يقدمه له كتاب الوظيفة في وجود مادي تقليدي.. لا يتجاوز نطاق الظاهرة الجغرافية بجسده .. لم يترك فاروق حسني القدر والحظ والموهبة والتربية والنزاهة ، وقد اجتمعت جميعها فيه، أن تذهب سدى .. فاستغلها جميعا أفضل استغلال .. لدرجة أنه لا تكاد فكرة تلمع في رأس المرء.. إلا وتجد إنه قد قدمها قبل سنوات.


 


وقد تجددت معركة الوجود والماهية .. ليلة الاحتفال بإعلان جوائز مسابقة مؤسسة فاروق حسني للثقافة والفنون الدورة الخامسة هذا العام .. إثر غياب الفنان الكبير عن الحفل.. فقد اهتمت الغالبية بالمعتاد والسائد عن مثل هذه المناسبات.. كونها مناسبة اجتماعية تذهب الجموع مجاملة وتلبية لدعوة صاحب الدعوة.. ولكنه كالعادة ذو رؤية مختلفة.. رفض تأجيل فرحة “جيش المبدعين من شباب الفن”، كما أسماهم، وسط اعتراضات ومخاوف من عدم خروج الحفل بالمستوى اللائق. 


 


أدرك فاروق حسني أن ما صنعه بجد ومهارة لابد وأن ينجح ويستمر .. فقد أسس مئات المشروعات والأحداث الكبرى والصغرى في كل المواقع التي شغلها ..  حينما كان مسؤولا عن ثقافة مصر وآثارها .. ما تزال تحيا في الوسط الثقافي المصري والعربي والعالمي حتى اليوم .. بعد مرور أكثر من عشرة أعوام على تركه الوزارة .. فما البال بمؤسسة ثقافية تقيم حدثا فنيا .. ولم يمض سوى يوم واحد على غيابه عنها لوعكة صحية .. أنعم الله عليه بالنجاة منها.. 


نجح الاحتفال وسار بخطى متميزة ونال مكانته من التأثير في شباب الفن والوسط الثقافي والحضور الإعلامي.. فالماهية التي وضعها فاروق حسني في مؤسسته تتجاوز كل الوجود المادي لجهات أخرى لم تترك أثرا ولا تحظى بعلامة الجودة.


 


وكما ختم فترة الوزارة بأن أهدى مصر مشروعات حضارية، فيما عرف آنذاك بمشروع “دولة الثقافة”، الذي وضعه ليعيد دورة السياحة العالمية على مصر من جديد.. هاهو من جديد يهدي مصر مؤسسة ثقافية وفنية رفيعة المستوى تضع ميزانا للعمل الفني الجاد .. ليكون خارطة طريق لشباب المبدعين المتوالد كل يوم


 


وهنا لابد أن يتوقف المسؤول كثيرا أمام كل عمل يقدمه .. ويتأكد إنه لا يقوم بالسائد والمعتاد.. وإنما يفكر ويتأمل فيما هو جديد يمكن أن يقدمه لوطنه ويعود بالنفع على المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى