تحفة الفقهاء لعلاء الدين السمرقندي تحقيق اللجنة العلمية بدار السمان
تحفة الفقهاء
لعلاء الدين السمرقندي تحقيق اللجنة العلمية بدار السمان
صدر حديثًا كتاب “تحفة الفقهاء”، تأليف: الإمام “علاء الدين محمد بن أحمد بن أبي أحمد السمرقندي الحنفي”، تحقيق: “اللجنة العلمية بدار السمان”، بإشراف الأستاذ “حسام الحمد”، مراجعة: الشيخ “محمد وائل الحنبلي”، في ثلاثة مجلدات، نشر: “دار السمان للنشر والتوزيع”.
وهذا الكتاب يطبع محققًا على أربع نسخ خطيّة نفيسة، مصدرًا بدراسة هامة عن قيمة الكتاب العلمية، ومكانة مؤلفه بين فقهاء الحنفية.
و”تحفة الفقهاء” للإمام أبي بكر محمد بن أحمد علاء الدين السمرقندي (ت حوالي سنة 540 هـ) يعتبر من أهم المتون الفقهية الحنفية وأولها التي بنيت عليها أعمال المذهب الحنفي فيما بعد.
وهذا الكتاب يعتبر شرحًا في الأصل لمشكلات “مختصر” الإمام “أبي الحسين أحمد بن جعفر القدوري الحنفي” واستدراكًا لما فاته، و”مختصر القدوري” هو العمدة و”الكتاب” ومن أهم المتون الفقهية للمذهب الحنفي، إذ يضم نحو اثنتي عشر ألف مسألة، وقد عني العلماء بشرحه قديمًا وحديثًا، ومن هنا تكمن أهمية اشتغال الإمام السمرقندي عليه.
ونجد أنه من المفارقات اللطيفة أنََّ الإمام “الكاسانيَّ” خطب ابنةَ “السمرقنديِّ” وكانت فقيهةً، فشرط عليه شرحَ “التحفة“، فشرحها في كتابه القيم “بدائع الصنائع“، فكانوا يقولون: “شرح تحفتَه، فزوَّجه ابنتَه“، وقيل: إن الفتوى كانت تخرج ممهورةً بختم “السمرقندي” وابنته وصهره.
وبذلك يعتبر كتاب “تحفة الفقهاء” زبدة الفقه الحنفي، مع اختصار العبارة ووضوحها، والاستدلال للمسائل، ومقارنة المذهب بالمذاهب الأخرى.
قَالَ الشَّيْخ الامام عَلَاء الدّين مُحَمَّد بن أَحْمد بن أبي أَحْمد السَّمرقَنْدِي، في مقدمة كتابه:
“اعْلَم أَن “الْمُخْتَصر” الْمَنْسُوب إِلَى الشَّيْخ أبي الْحُسَيْن الْقَدُورِيّ رَحمَه الله جَامع جملًا من الْفِقْه مستعملة، بِحَيْثُ لَا ترَاهَا مدى الدَّهْر مُهْملَة: يهدي بهَا الرائض فِي أَكثر الْحَوَادِث والنوازل، ويرتقي بهَا المرتضى إِلَى أَعلَى المراقي والمنازل، وَلما عَمت رَغْبَة الْفُقَهَاء إِلَى هَذَا الْكتاب، طلب مني بَعضهم، من الإخوان والأصحاب، أَن أذكر فِيهِ بعض مَا ترك المُصَنّف من أَقسَام الْمسَائِل، وأوضح المشكلات مِنْهُ، بِقَوي من الدَّلَائِل، ليَكُون ذَرِيعَة إِلَى تَضْعِيف الْفَائِدَة، بالتقسيم وَالتَّفْصِيل، ووسيلة، بِذكر الدَّلِيل، إِلَى تَخْرِيج ذَوي التَّحْصِيل – فأسرعت فِي الإسعاف والإجابة، رَجَاء التَّوْفِيق، من الله تَعَالَى، فِي الإتمام والإصابة، وَطَمَعًا، من فَضله، فِي الْعَفو والغفران والإنابة: فَهُوَ الْمُوفق للصَّوَاب والسداد، وَالْهَادِي إِلَى سبل الرشاد وسميته “تحفة الْفُقَهَاء”، إِذْ هِيَ هديتي لَهُم، لحق الصُّحْبَة والاخاء، عِنْد رجوعهم إِلَى مَوَاطِن الْآبَاء”.
وقد قامت اللجنة العلمية بدار السمان بتحقيق جميع أحاديث “تحفة الفقهاء”، وتخريج جميع متونها ورواياتها، وشرح للغامض من مفردات هذه الأحاديث، وللغريب من جملها، مع ذكر مذاهب أئمة الفقه في حكم وأحكام، وبالكتاب 2144 حديثًا، فيها المرفوع المتصل، والمرسل، والموقوف، وما لا سند له، وقد تتبع المحققون شواهد تلك الأحاديث وتمييز الصحيح من السقيم منها.
وصاحب “تحفة الفقهاء” محمد بن أحمد السمرقندي: هو “علاء الدين، شمس النظر، محمد بن أحمد بن أبي أحمد السمرقندي”، يكنى بأبي بكر، وقد يكنى بأبي منصور والغالب الأول، وهو شيخ الحنفية، فاضل، جليل القدر، فقيه، أصولي، تفقه على “أبي المعين ميمون المكحولي“، وعلى الصدرين البزدويين: “أبي اليسر“، و”أبي العسر“، عاش في حلب فترة من الزمن، وتفقهت عليه ابنته “فاطمة” زوجة “صاحب البدائع” التي حفظت “تحفته“، وهو أستاذ “صاحب البدائع“، “علاء الدين، أبي بكر بن مسعود الكاساني”، اُختلف في تاريخ وفاته على عدة أقوال، أرجحها أنه توفي سنة 539 هـ.
من مصنفاته: “تحفة الفقهاء“، و“مختلف الرواية”، و”ميزان الأصول في نتائج العقول” المطول، والمختصر.
وهذا السفر الهام “تحفة الفقهاء” يصدر في طبعة جديدة تجمع جميع مميزات الطبعات السابقات بحلة قشبية مميزة، وتحقيقٍ علميٍ رصين.