الرومانسيون في العصور القديمة قدموا قلوبهم بدلا من الزهور.. أصل الحكاية
ثقافة أول اثنين:
في كل عيد حب، نشتري بطاقات بها قلوب وبالونات على شكل قلب، نرتدي الملابس ذات القلوب ونزين أنفسنا بالمجوهرات على شكل قلوب، ونتناول الأطعمة والحلويات على شكل قلب ونرسل الرموز التعبيرية للقلب فى رسائلنا.
ولكن ماضينا مختلف تماما، فكانت طرق الاحتفال بالحب أو التعبير عن الحب، كانت مختلفة وغير عادية، فقد ذكر كتاب للمؤرخ تشارلز برادفورد الذى يحمل عنوان”دفن القلب” والذى كتب عام 1933 ذكريات مختلفة حيث يروي الكتاب الشامل والممتع بشكل مثير للدهشة الرحلات القلبية للعديد من الشخصيات العسكرية والدينية والسياسية وأحد هذه الشخصيات، الدبلوماسي السير ويليام تمبل (1628-1699)، الذى دُفن بجوار زوجته في كنيسة وستمنستر ففي وصيته “أوصى بدفن قلبه في صندوق فضي في حديقة مور بارك، بالقرب من زوجته فارنهام”.
في عام 2015، تم العثور على خمسة قلوب محنطة من القرن السابع عشر في جرار على شكل قلب ومنقوشة مدفونة تحت دير اليعاقبة في رين، فرنسا، وحدد علماء الآثار أحد القلوب على أنه قلب توسان دي بيريان، الذي قام،في لفتة محبة، بوضع قلبه مع قلب زوجته لويز دي كوينجو فى جرة.
ولعل القلب الأكثر شهرة هو قلب الشاعر بيرسي بيش شيلي (1792-1822)، فقد توفي شيلي بشكل مأساوي عندما كان يبلغ من العمر 30 عامًا، غرقًا عندما تحطم قاربه دون جوان أثناء عاصفة قبالة سواحل إيطاليا، وجرفت الأمواج جثة شيلي مع اثنين من رفاقه إلى الشاطئ في خليج سبيتسيا بعد عشرة أيام، وتطلب القانون الإيطالي حرق جثة ضحية الغرق، لذلك تم وضع جثة شيلي في محرقة جنائزية على شواطئ البحر، بحضور شخصيات أدبية بارزة مثل اللورد بايرون ولي هانت، واحتفظ هانت بقلب بيرسى بيس شيلى في حالة معنوية، وأُعيد في النهاية إلى زوجة شيلي، الروائية ماري شيلي، التي احتفظت به في درج المكتب بقية حياتها.
في مايو 1821، تم تشريح جثة نابليون بونابرت على مدار يومين قبل نقلها من سانت هيلانة إلى فرنسا وكان نابليون قد طلب الحفاظ على أمعائه وإعطائها لابنه، وإرسال قلبه إلى زوجته الإمبراطورة ماري لويز.