قناع بلون السماء.. رواية الأسير الفلسطيني تواصل تقدمها فى جائزة البوكر
ثقافة أول اثنين:
حلت رواية قناع بلون السماء للكاتب الروائى الفلسطيني باسم خندقجى ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية وهى تجربة مهمة ورائدة فباسم خندقجى أسير في السجون الإسرائيلية منذ عشرين عاما لكنه أديب مهم ينتج دواوين الشعر والروايات من خلف القضبان وهنا نتوقف مع روايته المتأهلة إلى القائمة القصيرة للبوكر قناع بلون السماء والتي تدور أحداثها حول نور وهو عالم آثار يقيم في مخيَّمٍ في رام الله وذات يوم، يجد هويَة زرقاء في جيب معطفٍ قديم، فيرتدي قناع المحتل في محاولةٍ لفهم مفردات العقل الصهيونيّ.
في تحوُّلِ “نور” إلى “أور”، وفي انضمامه إلى بعثة تنقيبِ إحدى المستوطنات، تتجلَّى فلسطين المطمورة تحت التربة بكلِّ تاريخها وفي المسافة الفاصلة بين نور وأور، بين الهوية الزرقاء والتصريح، بين السردية الأصلية المهمشة والسردية المختلقة السائدة.
هنا نور، بطل الرواية يسعى لكتابة رواية تاريخية عن مريم المجدلية، ولكي يقوم ببحثه التاريخي للرواية يقوم بانتحال شخصية مواطن إسرائيلي، منتهزا ملامحة الأوروبية التي سهلت له، مع اتقانه للعبرية التي تسهل له العبور الى الداخل الصهيوني، والانضمام الى بعثة تنقيب في أحد المناطق الأثرية، لكن من متابعة حوارات نور مع شخصيته المستعارة أور، نرى القصة الحقيقية، وهي أزمة الهوية التي يمر بها نور، فهو لا يقبل وضعه كلاجئ يسكن مخيما على أرض وطنه، وفي نفس الوقت لا يستطيع تقبل ما منحته له هويته المزورة من حياة طبيعية لكن وسط أعداء وطنه الذين استلبوا أرضهم وزوروا تاريخهم.
نور مهدي الشهدي الشاب الفلسطيني ذي الملامح الاشكينازية و الذي ولد في إحدى المخيمات لم يذكر اسمها “لأن كل المخيمات سواء” وفى ذلك إشارة إلى ما يعتمل في نفس الشخصية بشأن الهوية، لا سيما أن المؤلف يكتب من خلف القضبان.
العمل يقدم شخصيات مثل مراد “الأسير الفلسطيني” والشيخ مرسي الغرناطي الذي شكل بوصلة تهدي نور وسماء إسماعيل وأيالا بكل احساسها كأنثى وكيهودية سفارديمية، إذ يمكن تقسيم العمل إلى ثلاث أقسام البحث الذى يجريه البطل نور حول مريم المجدلية وحياة الشخصيتين بل والهويتين نور وأور وهو عمل ينطلق من الدوائر الفلسطينية إلى داخل دوائر العدو المحتل كاشفا الهويتين.