كوبرى عباس.. كيف قامت حركة الطلاب الوطنية وما الذى حدث؟
ثقافة أول اثنين:
يوم 9 فبراير من عام 1946م خرج الطلبة فى مظاهرة من جامعة فؤاد الأول “القاهرة حاليًا” فى مظاهرة وصفها المؤرخون بكونها من أضخم المظاهرات التى عرفت منذ قيام الحرب العالمية الثانية، والتي صارت مطالبة الشعوب بالتحرر على أشدها، لذا خرج الطلبة المصريون ينددون بالاحتلال وأعوانه واتجهوا إلى مقر الحكومة وعبروا كوبرى عباس، لكن كانت أمامهم مفاجأة فقد فتح الكوبرى بهم وسقط الكثيرون فى النيل.
وفى يوم 9 فبراير 1946م خرج الطلبة فى مظاهرة من جامعة فؤاد الأول (القاهرة) فى مظاهرة وصفها المؤرخون بكونها من أضخم المظاهرات التى عُرفت منذ قيام الحرب العالمية الثانية متوجهين إلى قصر عابدين وسلكوا طريق كوبرى عباس، وتصدى لهم البوليس وحاصرهم فوق الكوبرى وتم فتح الكوبرى أثناء محاصرة الطلبة، فسقط العديد من الطلبة من فوق الكوبرى فى النيل وقتل وجرح أكثر من مائتى فرد وأطلق البعض على هذا الحادث اسم “مذبحة كوبرى عباس”، وأسفر ذلك عن احتجاجات واسعة على مستوى الجمهورية ليبدأ يوم 21 فبراير1946 الإضراب العام من طلاب مصر ضد سلطات الاحتلال البريطانى ردًا على أحداث 9 فبراير، حيث أدى الإضراب إلى التحام الطلاب مع القوات البريطانية فى ميدان التحرير التى فتحت النار عليهم فقام الطلاب بحرق أحد المعسكرات البريطانية، وامتدت الثورة الطلابية إلى أسيوط جنوبًا والإسكندرية شمالًا، وأسفرت تلك الأحداث عن 28 قتيلًا و432 جريحًا.
وفى كتاب “أوراق هنري كورييل والحركة الشيوعية المصرية” جمع ودراسة رءوف عباس وترجمة عزة رياض: وفي مظاهرة التاسع من فبراير التي رُفع فيها شعار “الجلاء بالدماء” اصطدم البوليس بالطلبة على كوبري عباس في مذبحة النقراشي الشهيرة التي أسفرت عن مئات من الجرحى وأكثر من عشرة من القتلى.
كان لهذه الأحداث آثار خطيرة استغلتها الحركة المصرية للتحرر الوطني لمضاعفة جهودها التنظيمية فطلبت من العمال الانضمام إلى الطلبة في الجامعة التي حاصرها البوليس، وقد انتهى هذا الحصار بصدامات عنيفة أُحرقت فيها الزينات المعدة بمناسبة عيد ميلاد الملك فى الحادى عشر من فبراير، واجتمع الطلبة في كلية الطب، وحاصرهم البوليس بها يومين وليلتين، ثم لجأ إلى الغازات المسيلة للدموع والأعيرة النارية.
كانت الحركة المصرية للتحرر الوطني آنذاك توزِّع المنشورات، التي تدور كلها حول القضية المصرية، مطالبة باستقالة النقراشي، وقد اضطر هذا الأخير بالفعل إلى الاستقالة إزاء الضغط الشعبي الضخم وخلفه صدقي باشا فوزعت الحركة في اليوم ذاته منشورًا بعنوان “صدقي عدو الشعب رقم 1” كما قادت مجلة “النضال المشترك”، (أم درمان سابقًا) بالاشتراك مع صحافة المعارضة حملة واسعة ضد صدقي باشا الذي اضطر إلى التنازل قليلًا أمام الحركة الوطنية بغرض استنزافها.