غزوة ذات السلاسل وغزوة الخبط
غزوة ذات السلاسل وغزوة الخبط
غزوة ذات السلاسل:
وهي أول غزوة يقودها عمرو بن العاص بعد إسلامه؛ حيث انطلق بجيشه إلى أرض بلي وعذرة يدعوهم إلى الإسلام، فلما كان على ماء السلاسل خاف العدو وقلة رجاله، فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمده، فأمدَّه بأبي عبيدة ومعه عددٌ من المهاجرين فيهم أبو بكر وعمر، وقال لأبي عبيدة: ((لا تختلفا))، فلما قدم أبو عبيدة قال عمرو: أنت مددٌ لي، فأنا أميرك، قال: لقد أوصاني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقال: ((لا تختلفا))، فإن عصيتَني أطعتك، ثم صلى عمرو بالناس، وانطلق في غزوته إلى جيفر وعياذ ابني الجلندي بعمان، فآمنَا وصدَّقا، وأخذ عمرو الجزية من المجوس.
غزوة الخبط:
بقيادة أبي عبيدة ومعه ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار، وزوَّدهم النبي صلى الله عليه وسلم بجراب من تمر، فكان أبو عبيدة يعطي القبضة، ولما كاد أن ينفَد أعطى التمرة الواحدة، فكان الصحابة يمصونها مصًّا ويشربون عليها الماء، ثم اضطروا إلى أكل ورق الشجر، ومن هنا سُميت غزوة الخبط؛ لخبطهم الشجر بالعصي لتُلقي أوراقها، ولَما أصبح المسلمون في حالة يرثى لها من الإجهاد، ذبَح لهم قيس بن سعد بن عبادة في كل يوم جزورًا، فبلغ تسعة، إلى أن نهاه أبو عبيدة للحاجة إلى الظهر، ثم ألقى لهم البحر حوتًا كبيرًا لم يروا مثله فأكلوا.