غزوة وادي القرى
غزوة وادي القرى
بعد خيبر انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وادي القرى، وفيه اليهود، فلما وصل جهز أصحابه للقتال، وأعطى راية إلى سعد بن عبادة، وراية إلى سهل بن حنيف، وراية أخرى إلى عباد بن بشر، ثم أرسل إليهم ودعاهم إلى الإسلام، وأنهم بذلك يحرزون أموالهم وأنفسهم، وحسابهم على الله، لكنهم أرادوا القتال، فبرز رجل منهم يطلب المبارزة، فبرز له الزبير بن العوام فقتله، ثم برز آخر فبرز له عليٌّ فقتَله، إلى أن قُتل منهم أحد عشر رجلًا، وكان بعد مقتل كل واحد منهم يدعوهم مجددًا إلى الإسلام، وكانت تحضر الصلاة فيصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه، ثم يعود فيدعوهم إلى الإسلام، ثم أمسى، وفي الصباح باكرهم بالحرب، فلم ترتفع الشمس قِيد رُمح حتى أعطى اليهود ما بأيديهم، وأخذت بلادهم عَنوة، وغنم المسلمون أموالهم وأصابوا أثاثًا ومتاعًا كثيرًا، وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بوادي القرى أربعة أيام، فقسم ما أصاب على أصحابه وترك الأرض والنخيل في أيدي اليهود على ما عامل عليه أهل خيبر، وأما أهل تيماء فقبلوا بالجزية، وحازوا أموالهم دون قتال، واستمر الوضع قائمًا حتى خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فنفذ فيهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يجتمع في جزيرة العرب دينانِ))، فخرجوا إلى الشام.