هنرى ميلر.. منعت روايته الأولى 27 عاما وطور نوعا جديدًا من الرواية
ثقافة أول اثنين:
هنرى ميلر، روائى ورسام أمريكي، عرف عنه عدم رضاه عن الاتجاه الأدبى العام فى الأدب الأمريكي، ونسب إليه بدء تطوير نوعا جديدا من الرواية لتصبح عبارة عن خليط من القصة والسيرة الذاتية والنقد الاجتماعى والنظرة الفلسفية والتصوف، كما كان أسلوبه أن يقدم الحياة كما عرفها دون تشذيب أو زخرفة، وأن يترك نفسه على سجيتها لكى تنطلق وتعبر عن ذاتها فى شطحات تحتوى الغث والنفيس.
وأول أعماله كانت رواية مدار السرطان وتتمثل فيها كل مقومات أدب ميللر، أما روايته الأولى هى خيال أكثر منها حقيقة، وتحكى الرواية عن تجاربه فى مدينة باريس، وتعتبر اليوم من كلاسيكيات الأدب الأمريكي، وقد تعرضت تلك الرواية للمنع في أمريكا، لمدة تتجاوز 27 عاما، بعد نشرها فى باريس عام 1934م.
وصف ميلر حياته قبل أن ينفصل عن زوجته بياتريس بما فيها المصاعب التى واجهها حتى يكون كاتبًا، ومغامراته الجنسية، وإخفاقاته، وأصدقائه، وفلسفته فى ثلاثية السيرة الذاتية الخاصة به: “الصلب الوردي”، وكتب ميلر روايته الثانية “مولوخ، أو هذا العالم الوثني” فى عام 1927–1928 تحت قناع رواية أخرى من تأليف زوجته جون، إذ طلب أحد معجبى جون الأثرياء منها أن تكتب له رواية فى مقابل المال، وفى كل أسبوع كانت تريه صفحات الرواية التى كتبها زوجها وتتظاهر أنها هى من كتبتها. لم تُنشر تلك الرواية إلا بعد عام 1992.
وقد رحل هنرى ميللر عن عالمنا فى منزله عام 1980 عن عمر يناهز الـ88 إثر مشاكل فى الدورة الدموية.