Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

دعوة الملوك إلى الإسلام


دعوة الملوك إلى الإسلام

 

تفرغ النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية إلى الدعوة في الآفاق، وإلى مراسلة ملوك الفرس والروم والقبط، فأرسل لهم الكتب التي تدعوهم إلى الإسلام.

 

أرسل حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس بمصر، فقبل كتاب النبي صلى الله عليه وسلم وأهدى إليه مارية القبطية وأختها، ومعهما خادم، وحمار اسمه يعفور.

 

أرسل شجاع بن وهب الأسدي إلى الحارث بن أبي شمر الغساني، فلما قرأه قال: أنا ثائر إليه، ثم قتل شجاع بن وهب.

 

وأرسل دحية الكلبي إلى قيصر “هرقل”، فاستشار صاحب رومية فقال له: إنه النبي الذي كنا ننتظره لا شك فيه، فاتبعه وصدقه، فجمع أهل الدين عنده وعرض عليهم الأمر وأنه يريد الدخول في الإسلام فنخروا عليه نخرة واحدة، وهددوه في ملكه، فصرف النظر، وقيل: أرسل بطلب رجل من العرب فأتوا بأبي سفيان وكان في تجارة بالشام فأحضروه، وسأله هرقل عن النبي الذي ظهر عندهم وعن صفاته وأخلاقه حتى وقر في قلبه – بعد أجوبة أبي سفيان – أنه النبي المنتظر، لكنه قال لدحية: إن صاحبك نبي مرسل، ولكني أخاف الروم على نفسي، ولولا ذلك لاتبعته، وروي أيضًا أن هرقل أرسله إلى الأسقف الأعظم ضغاطر، وعرض عليه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فصدقه، ثم جمع الروم في الكنيسة وقال: يا معشر الروم، قد جاءنا كتاب من أحمد يدعونا إلى الله، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، فوثبوا عليه فقتلوه.

 

وأرسل عبدالله بن حذافة إلى كسرى، فأعطاه كسرى فمزقه، وكاد يقتل عبدالله، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يمزق الله ملكه، وأرسل كسرى إلى عامله باذان في اليمن أن يرسل رجلين جلدين فليأتيا بمحمد، وقدما المدينة، فأخبرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله قد سلط على كسرى ابنه شيرويه فقتله، وبعث معهما إلى باذان يدعوه إلى الإسلام ويقره على اليمن، فأسلم باذان.

 

وأرسل عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي، فلما سلمه الكتاب آمن، وعز المسلمون في الحبشة، وكانوا لا يزالون في الحبشة مع جعفر في أمان، وحدث أن ارتد عبيدالله بن جحش، فانفصلت عنه زوجته رملة بنت أبي سفيان، فطلب النبي صلى الله عليه وسلم من النجاشي أن يزوجه رملة، ففعل، وأصدقها أربعمائة دينار، فلما سمع أبو سفيان بهذا الزواج قال: ذاك الفحل لا يُجدَع أنفه، وعاد المسلمون بعد ذلك من الحبشة في السنة السابعة عام فتح خيبر.

 

وأرسل العلاء بن الحضرمي إلى المنذر بن ساوى حاكم البحرين – الأحساء – من قِبل الفرس، فلما قرأ الخطاب أسلم، وأسلم عرب تلك المنطقة، ومن كان فيها من الفرس أو اليهود أو النصارى فترك لهم حرية الاختيار بين الإسلام أو الجزية.

 

وأرسل سليط بن عمرو إلى هوذة بن علي ملك اليمامة – وكان نصرانيًّا – فلما قرأ الكتاب أرسل وفدًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون له: إن أشركته في هذا الأمر من بعدك أسلم وسار إليك ونصرك، وإلا فسيقصدك لحربك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا ولا كرامة، اللهم اكفِنيه))، فمات بعد قليل.

 

نموذج من خطاب النبي للملوك: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم الفرس، سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، وإني أدعوك بدعاء الله، وإني رسول الله إلى الناس كافة لأنذر ﴿ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [يس: 70]، لقد تفرغ النبي صلى الله عليه وسلم للدعوة العالمية بعد صلح الحديبية منفِّذًا قول الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ﴾ [البقرة: 119]، ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، وأي رحمة بهؤلاء العالمين أفضل من أن يدعوهم إلى الإسلام وينقذهم من ضلال الكفر وعذاب جهنم الأبدي؟ ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ﴾ [سبأ: 28]، ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ﴾ [المائدة: 67].



المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى