Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار وثقافة

الفيلسوف الرومانى شيشرون خطيب روما الذى قطعت رأسه.. ما قصته؟

ثقافة أول اثنين:


في مثل هذا اليوم من عام 43 ق.م، رحل عن عالمنا ماركوس توليوس سيسرو  فيلسوف رومانى عرف بـ ” شيشرون”، والذى اطلق عليه خطيب روما، فكان صاحب حالة من الجدل، إذ إنه كان يعيش حياته بثلاثة طرق مثقف، وتارة أخرى تراه ثرى إيطالى صاعد فى روما، وثالثة انتهازى متقلب و”أداة طيعة فى يد الملكية”، وذلك حسب ما ذكره المؤرخون ثيودور مومسين وجيروم كاركوبينو.



وشيشرون، الذى ولد عام 106 ق.م، كان طالبًا شديد النباهة كما ذكر المؤرخ “لبلوتارش”، ودرس القانون الرومانى، بدأ حياته المهنية كقسطور وهو مكتب إدارة مالية فى عام 75 قبل الميلاد، ثم بصفته ضابطًا قضائيًا أو ما يعرف بالبريتور، وقد تمتع صاحب هذا المنصب بصلاحيات وامتيازات كبيرة. و فى عام 66 قبل الميلاد ألقى أول خطابٍ سياسى له؛ كان محور الخطاب معارضة  كوينتوس لوتاتيوس كاتولوس.


ومن أعظم إسهامات شيشرون في الفكر السياسي هو شرحه وتحليله لنظرية الرواقيين في القانون الطبيعي وعنه انتقلت هذه الأفكار إلى الغرب التي كانت مرجعه الأساسي حتى القرن التاسع عشر الميلادي، وقد انتقلت منه أول الأمر على رجال القانون الرومان ثم إلى آباء الكنيسة فكان شرحه هذا يستشهد به خلال القرون الوسطى دائما.


يقول شيشرون يوجد قانون طبيعي عام ينبثق من واقع حكم العناية الإلهية للعالم كله، كما ينبثق من الطبيعة العقلية والاجتماعية للبشر وهذا البشر هو أدنى ما يكون إلى الله، هذه نظرته لفكرة دستور دولة العالم، أي دستور واحد صالح لكل زمان ومكان لا يتغير ولا يتبدل، وهو ملزم لجميع الناس والأمم، وأي تشريع مخالف لأحكام الدستور هذا لا يستحق أن يسمى قانونا، لأنه من غير الممكن جعل الصواب خطأ، ويرى شيشرون كذلك أن القانون الطبيعي لا يجوز تعطيل أحكامه بتشريعات من صنع البشر.


وخلال عمله كقنصل، تميز فى العمل السياسى، فخلال النصف الأخير من القرن الأول الميلادى الذى انتشرت فيه الفوضى والحروب الأهلية، بسبب ديكتاتورية جايوس يوليوس قيصر، وقف شيشرون ضده وقام بمناصرة الحكم الجمهورى التقليد، لدرجة أنه بعد موت يوليوس قيصر شيشرون أصبح عدوًا للقائد للسياسى لماركوس أنتونيوس فى الصراع على السلطة الذى أعقب ذلك، فقام “شيشرون” بالهجوم عليه بسلسلة من الخطب حيث كان الأخير خطيبًا متميزًا.


وقعت روما فى الاقتتال الداخلى بعد مقتل قيصر وفى هذه الأثناء قام شيشرون بتحالفاتٍ قصيرة الأمد مع شخصياتٍ رئيسية فى تلك المرحلة؛ فدعم أولًا مارك أنتونى ثم أوكتفيان لكنه أصبح ضحية اتفاق ثلاثى جمع بين أنتونى وأوكتفيان وليبروس، وقبض جنود أنتونى على شيشرون ثم قطعوا رأسه ويده اليمنى وعرضوهما فى روما أمام العامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى