حكاية عمرها 111 عاما.. كواليس العثور على تمثال نفرتيتى وكيف خرج من مصر؟
ثقافة أول اثنين:
تظل الملكة نفرتيتى تتمتع بشهرة واسعة في العالم فهى إحدى ملكات مصر القديمة فى فترة ثراء كبير وكانت زوجة الملك أخناتون ووالدة الملك الذهبى توت عنخ آمون، وهناك اعتقادات بأنها حكمت بعد وفاة زوجها كملكة على الرغم من اختلاف علماء حول هذا الأمر، ودائما تحتل الملكة الجميلة أذهان المتخصصين وغيرالمتخصصين لتظل القضية التى تعلو الساحة العالمية طوال الوقت منذ خروج رأس تمثالها، في مثل هذا اليوم 7 ديسمبر من عام 1912م.
وقد تم اكتشاف رأس الملكة نفرتيتى على يد عالم الآثار المصرية الألماني لودفيج بورشارد، فى تل العمارنة وتحديداً في بيت النحات تحتمس، الذى كان فى خدمة الفرعون أخناتون، ولكن لم يستمر فى مصر طويلا، حيث حصل عليه مكتشف التمثال بطرق احتيالية، لتخرج القطعة بغش وتدليس واضح، وهو ما كشفه لنا العديد من علماء الآثار .
بداية القصة عندما عثر على تمثال نفرتيتى فى 6 دسيمبر 1912م، فى تل العمارنة بقيادة عالم الآثار الألمانى لودفيج بورشارت، فى ورشة النحات تحتمس، مع العديد من التماثيل النصفية الأخرى لنفرتيتى، وقد وصف بورشارت الاكتشاف فى مذكراته، قائلا: “فجأة، أصبح بين أيدينا أفضل الأعمال الفنية المصرية الباقية، لا يمكن وصف ذلك بالكلمات، لابد أن تراه”.
فى عام 1924م عثر فى أرشيف الشركة الشرقية الألمانية على وثيقة حول اجتماع دار فى 20 يناير 1913م، بين لودفيج بورشارت وبين مدير تفتيش آثار مصر الوسطى جوستاف لوفيفر لمناقشة تقسيم الاكتشافات الأثرية التى عثر عليها فى عام 1912م، بين ألمانيا ومصر، ووفقا للأمين العام للشركة الشرقية الألمانية “صاحب الوثيقة، الذى كان حاضرًا الاجتماع”، فإن بورشارت كان عاقدًا العزم أن يكون التمثال للألمان، ويشتبه فى أن يكون “بورشارت” قد أخفى قيمة التمثال النصفى الحقيقية، بالرغم من إنكاره لذلك.
وقام “بورشارت” بعرض صورة ذات إضاءة سيئة لتمثال نفرتيتى على “لوفيفر”، كما أخفى التمثال فى صندوق عند زيارة “جوستاف لوفيفر”، وكشفت الوثيقة عن أن بورشارت، ادعى أن التمثال مصنوع من الجبس، في حين أنه مصنوع من الحجر الجيرى الجيد.
وبعد توقيع “لوفيفر” على القسمة تم اعتماد ذلك من مدير مصلحة الآثار آنذاك وهو جاستون ماسبيرو، وشحن بعدها مباشرة إلى برلين، ووصل التمثال إلى ألمانيا فى نفس العام 1913م.
وفى أغسطس من عام 2022، نشر موقع أجنبى موضوعًا عن الملكة نفرتيتى بعنوان “السر وراء تمثال نفرتيتى”، وتناول الموضوع قصة خروج رأس الملكة من مصر، وكيف خدع “بورشاردت” مكتشف رأس نفرتيتى، وهو ما يدل على أن التمثال خرج بطريقة غير شرعية من مصر.
وذكر موقع “lavanguardia” فى البداية لا توجد ملكة مصرية وجهها معروف مثل وجه نفرتيتي، ولا حتى حتشبسوت الجبار ملك فرعون، ولا تلك للزوجة الجميلة نفرتارى لرمسيس الثانى العظيم، التى صورت فى أروع مقبرة فى وادى الملكات، ناهيك عن كليوباترا السابعة، التى ترتبط ببيولوجيا إليزابيث تايلور أكثر من ارتباطها بها.
وأوضح الموقع أن الملكة نفرتيتى التى شاركت فى الثورة الدينية لزوجها أخناتون، حققت الخلود والشهرة العالمية بفضل عمل فنى للنحات تحتمس، تم استعاده من رمال الصحراء عام 1912، من خلال البعثة الأثرية الألمانية لودفيج بورشاردت فى موقع تل العمارنة الهائل، والذى أثار الجدل منذ البداية فى ذلك الوقت، وكانت الحفريات الممولة أساسًا من الدول الأوروبية ، تشارك النتائج بالتساوى مع بلد المنشأ، مصر.
وهكذا انتهى التمثال النصفى الشهير بالسفر إلى برلين، ليس بدون خداع معين، حيث سارع بورشارت، لإدراكه لأهمية القطعة، إلى اختتامها وعرض “صورة سيئة فقط على وزارة الآثار المصرية” آنذاك، والتى كانت ساذجة لإعطاء موافقته على التوزيع الذى اقترحه عالم الآثار الماهر.
وعرض تمثال نصفى للملكة لأول مرة فى عام 1924، فى متحف نيو، مما تسبب فى توقعات كبيرة وحيث لا يزال على الرغم من الدعوات الملحة من مصر للعودة إلى الوطن، من الصعب عليه، يزورها كل عام مليون شخص، يتوجه الكثير منهم إلى غرفة القبة الشمالية فى متحف برلين لمجرد رؤيتها، قبل عامين ، قدرت شركة تأمين العمل بأكثر من 300 مليون يورو.
تم تحويل العمل منذ البداية إلى رمز لجمال مصر القديمة، وخضع العمل لدراسة مفصلة لمدة عامين من قبل فريق من الباحثين من معهد علوم التصوير فى برلين بقيادة ألكسندر هوبيرتس، وكانت النتائج، التى نُشرت فى عام 2009 فى المجلة العلمية Radiology ، مفاجئة.