فيليبو توماسو مارينيتى.. حكاية شاعر فرنسى ولد وتلقى تعاليمه الأولى بمصر
ثقافة أول اثنين:
تحل اليوم ذكرى رحيل الشاعر الإيطالى إميليو أنجيلو كارلو مارتينى المدعو بـ “فيليبو توماسو مارينتيتى” الذى ولد فى مصر ورحل عن عالمنا فى 2 ديسمبر من عام 1942م، إذ أمضى سنوات حياته الأولى في الإسكندرية، مع والده أنريكو مارينيتى ووالدته أماليا جرولى.
كان أنريكو مارينتيتى محاميًا من بيدمونت أما والدته فهي ابنة أستاذ أدب من ميلانو وقد حضرا إلى مصر عام 1865 بدعوة من الخديوي إسماعيل باشا ليعملا كمستشارين قانونيين للشركات الأجنبية التي شاركت في تطوير حبه للأدب في أثناء سنوات الدراسة وكانت والدته قارئة متعطشة للشعر، وأدخلت مارينيتي الشاب في دراسة الكلاسيكيات الإيطالية والأوروبية.
فيليبو توماسو مارينيتي
بدأ مجلته المدرسية الأولى في سن السابعة عشرة، بابيروس، وهدد اليسوعيون بطرده نتيجة لنشره روايات إميل زولا الفاضحة في المدرسة.
درس أولاً في مصر ثم في باريس، وحصل على الشهادة الثانوية في عام 1894 في السوربون، بالإضافة إلى دراسته للقانون وتخرجه من جامعة بافيا في إيطاليا عام 1899م، لكنه قرر ألا يكون محامياً واتجه لتطوير أعماله الأدبية وقد عمل وجرب كل أنواع الأدب كـ “الشعر والسرد والمسرح” ووقع كل شيء باسم فيليبو مارينيتي.
فى عام 1911، بدأت الحرب الإيطالية التركية وغادر حينها مارينيتي إلى ليبيا كمراسل حربي لصحيفة فرنسية، وفي نهاية المطاف جمعت مقالاته ونشرت فى صحيفة معركة طرابلس ثم غطى أحداث حرب البلقان الأولى “1912-1913″، وشهد النجاح المفاجئ للقوات البلغارية ضد الإمبراطورية العثمانية في حصار أدريانوبل.
قام مارينيتي في هذه الفترة بعدد من الزيارات إلى لندن والتى اعتبرها “المدينة المستقبلية بامتياز” حيث تم تنظيم عدد من المعارض والمحاضرات للموسيقا المستقبلية فيها.
عمل مارينيتي في ذلك الحين على رواية شعرية معادية للكاثوليك الروماني والنمساوي وبشدة، اسمها لو مونوبلازدو باب (طائرة البابا 1912)، كما حرر مختارات للشعراء المستقبليين ولكن محاولاته لتجديد أسلوب الشعر لم تكفه، حيث تطور ذلك لدرجة إعلانه ثورة جديدة في مقدمته للمختارات: لقد حان الوقت للقيام بتحديد الشعار الخاص والتقليدي واستخدام “كلمات تعبر عن الحرية”.