Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
التاريخ الإسلامي

الأمالي الأربعين في أعمال المتقين للحافظ العلائي


الأمالي الأربعين في أعمال المتقين للحافظ العلائي

 

صدر حديثًا كتاب “الأمالي الأربعين في أعمال المتقين” للحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي دراسةً وتحقيقًا، تحقيق: أ.د “محمد إسحاق محمد آل إبراهيم”، أستاذ السنة وعلومها بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، تقديم: الشيخ “عبد الله بن محمد الغنيمان”، في ثلاثة مجلدات، توزيع: “دار التدمرية”.

 

وأصل هذا التحقيق أطروحة علمية تقدم بها المحقق لنيل درجة الدكتوراه في علوم الحديث من كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وذلك تحت إشراف: د. “عبدالصمد بن بكر بن إبراهيم آل عابد”، وذلك عام 1428 هـ – 2007 م.

والكتاب حقق على جزئين، كان نصيب المحقق فيهما: كتاب الأمالي الأربعين في أعمال المتقين للحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي: من أول الكتاب إلى آخر المجلس الثامن / دراسة وتحقيق.

وبقية الكتاب حققه أ.د. “صالح بن غالب العواجي”، وكان عنوان رسالته: كتاب الأمالي الأربعين في أعمال المتقين للحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي دراسة وتحقيق: من أول المجلس التاسع إلى آخر الكتاب / دراسة وتحقيق.

ومَادة هذَا الكتَاب واضحة من عنوانه، فهو يتنَاول أربعين مجلسًا، تتعلق بأربعين موضوعًا اختَارهَا الحَافظ العَلائي – رحمَه الله – من المواضيع التّي لهَا علاقة بالجَانب الّذي ينبغي علَى المسلم تجَاه عقيدته وإيمَانه كَالإخلاص والتّوبة والتّقوى والمرَاقبة والاستقَامة، وكذَا مَا ينبغي للمسلم المتقي ربَّه عملُه في سلوكه وأدبه وتربيته لنفسه، كَالصّبر والحلم والصّدق والرّفق والتّواضع، أو مَا يليق به من فضَائل الأعمَال ومكَارم الأخلاق من مثل برِّ الوالدين وصلةِ الأرحَام وأدَاءِ الأمَانة ونصرِ المظلوم وحُسنِ الصّحبة والجوار، وغير ذلك من المعَاني التي أفرد المصنّف لهَا مجلسًا من مجَالس هذَا الكتَاب، فَاحتوت تلك المجالس الأربعون – بحقٍّ – مَادةً بديعةً لطيفةً، أتقن سبكهَا إمَام جِهبذ ضليع.

وقد حظي كتَاب العَلائي هذَا بمكَانة علمية عَالية عرفهَا العلمَاء لهذَا الكتَاب ومؤلفه، وذَاك نَابعٌ من أمور منهَا:

أولًا: المصنّف – رحمَه الله – صَاحب اجتهَاد وباع طويل في علم الحَديث، ومعرفة ودرَاية واطلاع، وظهر أثر ذلك في كتَابه هذَا، فلذَا اهتم العلمَاء به، ومن أوجه ذلك الاهتمام مَا يلي:

السّمَاعَات التّي أثبتت علَى نسخ هذَا الكتَاب، وخَاصة النّسخة العرَاقية، وهي سمَاعَات كثيرة تدل دلالة واضحة علَى حرص العلمَاء رحمهم الله علَى رواية هذَا الكتَاب، وسمَاعه وإسمَاعه لمن بعدهم، ومن أولئك ثُلّة من أعيان عصرهم.

حرصُ العلمَاء علَى رواية هذَا الكتَاب واقتنَائه، وذلك يتجلّى من خلال كتب الأثبات والمشيخَات، حيث أورده بعض من صنف في هذَا الباب كَابن حجر والكتّاني.

اهتمَامُ العلمَاء بالرّوايات الواردة في هذَا الكتَاب، وذلك من خلال الرّواية من طريقه، فقد روى عنه عصريّه التّاج السّبكي، وتلميذه أَبو المحَاسن الحُسيني.

استفَادة المصنّفين من كلام العَلائي فيه وعزوهم له، كَالزَّبيدي في إتحَاف السّادة المتقين، والزُّرقَاني في شرح الموطَأ، والمنَاوي في فيض القدير، وهو من أكثرهم، وربمَا كنّى عنه بقوله: بعض الأعَاظم.

ثَانيًا: الكتَاب من كتب الأمَالي، والإملاء يعدّ عِند المحدثين من أهمِّ مَا يتَأهّل له الإمَام المحدّث الحَاذق؛ فعقد مجَالس الإملاء لا يقوم بهَا إلا من كَان أهلًا لذلك، ورسخت في العلم قدمه، وذكروا أن من آدَاب مجَالس الإملاء: أن يختَار المحدث من مروياته مَا ينَاسب الحَاضرين، وأن يهتمَ بتخريج الإملاء، وأن ينبّه علَى صحة المروي، ومَا فيه من علوٍ وفَائدة، وضبط مَا يُشكل، وقد التّزم المصنّف – رحمَه الله – بذلك، وأفَاد أبلغ الإفَادة، حيث ترَاه يحكم علَى الأحَاديث، ويعلُّ الرّوايات، ويتكلم علَى الرّواة، ويشرح الغريب، ويجمع بين المختَلف، ويوضح وجه المشكل.

ثَالثًا: ومن الأمور التّي تبين أهمية هذَا الكتَاب أيضًا أنه يعدُّ من وثَائق كتب الحديث المهمّة، حيث إن المصنّف يروي فيه النّصوص بأسَانيده، وهو وإن كَان يلتقي مَع مصنفي الكتب أثنَاء الإسنَاد، إلا أن سياقه بعد ذلك لأسَانيد أصحَاب الكتب يُمكِّن الواقف علَى تلك الأسَانيد من الظّفر بفوائد كثيرة، من مثل: تصحيح التّصحيف أو التّحريف أو السّقط الواقع في تلك الكتب، وكذلك تعيين بعض الرّواة المهمَلين، وغير ذلك من الفوائد التّي تذكر في المستخرجَات، ومن تلك الكتب مَا ضمّته بطون مكتبات المخطوطَات فعسر الوقوف عَليه، أو فُقد فتعذّر، فحفظته رواية المصنّف لهَا، ونحو ذلك عناية المصنّف بنقل أحكَام الأئمة السّابقين علَى الأحَاديث، وخَاصةً الإمام التِّرْمِذِي.

وكتَاب العلائي هذا وإن لم يكن من الكتب التّي جمعت أربعين حَديثًا إلا أنه يبدو أن العَلائي قصد في كتَابه لأربعين مجلسًا العدد المذكور، ولذَا ربمَا ضمّ بعض الأَبواب إلَى بعضهَا ليخرج العدد المرَاد، مثل ضمّه لمجلسي الخوف والرّجَاء، وكذَا نَصر المظلوم والأمر بالمعروف والنّهي عَن المنكر.

وقد احتوت مَادة الكتَاب علَى مقدّمة في ستة أجزَاء، ثُمَّ أردفهَا بأربعين مجلسًا، وأجزَاء المقدمة هي:

الجزء الأوَّل: في فضل العلم والعمل وفوائد.

الجزء الثّاني: في فوائد جليلة وتشريف علم الكلام علَى غيره، وفيه فضل علم الفقه والحَديث والتّفسير وغير ذلك.

الجزء الثّالث والرّابع: … (سقط اسما هذين الجزئين من مخطوطة الكتَاب).

الجزء الخَامس: في بيان الباعث علَى جمع هذَا الكتَاب وترتيبه وتقريبه وتهذيبه.

الجزء السّادس: في شرطين لا بد منهمَا وهمَا: حُسن الإخلاص وتصَحيح النّية، والعمل بالعلم اللّذين لا غنى لأحد عنهمَا.

وأمَا المجَالس فهي كَالتّالي:

1) المجلس الأول في توحيد الله عزَّ وجَلَّ.

2) المجلس الثاني في تنزيه الله سُبحانه وإثبات مَا يجب له ونفي مَا يستحيل عَليه.

3) المجلس الثالث في الإيمَان بالنّبي – صلى الله عليه وسلم – وتفضيله.

4) المجلس الرابع في الإسلام والإيمَان وخصَالهمَا.

5) المجلس الخامس في الاعتصَام بالكتَاب والسّنة.

6) المجلس السادس في الإخلاص.

7) المجلس السابع في التّوبة.

8) المجلس الثامن في التّقوى.

9) المجلس التاسع في المرَاقبة.

10) المجلس العاشر في الاستقَامة.

11) المجلس الحادي عشر في الرّجَاء والخوف.

12) المجلس الثاني عشر في محَاسبة النّفس.

13) المجلس الثالث عشر في الورع.

14) المجلس الرابع عشر في الزهد وقصر الأمل.

15) المجلس الخامس عشر في الصّبر.

16) المجلس السادس عشر في الشّكر.

17) المجلس السابع عشر في التّوكل.

18) المجلس الثامن عشر في اليقين.

19) المجلس التاسع عشر في القنَاعة.

20) المجلس العشرون في الرّضَا.

21) المجلس الحادي والعشرون في الصّدق.

22) المجلس الثاني والعشرون في الحياء.

23) المجلس الثالث والعشرون في الصّمت.

24) المجلس الرابع والعشرون في التّواضع.

25) المجلس الخامس والعشرون في حُسن الخلق.

26) المجلس السادس والعشرون في برّ الوالدّين.

27) المجلس السابع والعشرون في صلة الأرحَام.

28) المجلس الثامن والعشرون في حُسن الجوار.

29) المجلس التاسع والعشرون في أدَاء الأمَانة والوفَاء بالعهد.

30) المجلس الثلاثون في نصر المظلوم والأمر بالمعروف والنّهي عَن المنكر.

31) المجلس الحادي والثلاثون في السّخَاء والجود.

32) المجلس الثاني والثلاثون في الرّحمة.

33) المجلس الثالث والثلاثون في الحلم.

34) المجلس الرابع والثلاثون في المروءة.

35) المجلس الخامس والثلاثون في الرّفق.

36) المجلس السادس والثلاثون في المحبّة في الله عزَّ وجَلَّ.

37) المجلس السابع والثلاثون في النّصيحة.

38) المجلس الثامن والثلاثون في المدَارَاة.

39) المجلس التاسع والثلاثون في قضَاء الحوائج.

40) المجلس الأربعون في حُسن الصّحبة.

والكتاب حقق على نسختَين فيمَا وقف عَليه المحقق: نسخة بخط المؤلف، ونسخة بخط تلميذ المصنّف.

النّسخة الّتي بخط المؤلّف:

هذه النسخة نسخة نفيسة فريدة، كتبت بخط المصنّف، وعَليهَا سمَاعَات لبعض العلمَاء المشَاهير، كمَا تقدم بيانه في مكَانة الكتَاب العلمية.

مكَان وجودهَا: أصل النّسخة توجد بمكتبة الأوقَاف العَامة ببغدَاد، وقد وجد في (ل45/أ) ختمٌ كتب عَليه: (خزَانة عَبدالله الجبوري ببغدَاد 1329هـ / 1972م)، وتوجد مصورة منهَا في قسم المخطوطَات بالمكتبة المركزية بالجَامعة الإسلامية علَى ميكروفيلم رقم: 4565/17.

وصف النّسخة: هي نسخة عتيقة مهمة بخط المؤلف – رحمه الله – كتبت بخط نسخيّ معتَاد، معجم الحروف في الغَالب، في 77 لوحة، ذَات وجهين، في كل وجه 17-18 سطرًَا.

ثَانيًا: النّسخة التّي بخط تلميذ المصنّف:

هذه النّسخة كتبهَا أحد تلاميذ المصنّف في حياته، يدل علَى ذلك الدّعَاء له بالبقَاء في بدَاية بعض المجَالس، وكذَا السّمَاعَات الواردة في نهَاية المجَالس، وكذَا خط المصنّف في آخر المجلس الأربعين بالإجَازة لمن سمع هذَا الكتَاب.

وقد قرَأهَا النّاسخ علَى شيخه المصنّف في عدة مجَالس، آخرهَا يوم الأربعَاء الثّامن والعشرين من شهر ذي القعدة من سنة سبع وخمسين وسبع مائة بالمدرسة الصّلاحية بالقدس الشّريف.

وقت ومكَان كتَابتهَا: جَاء في آخر المجلس الأربعين من كلام كَاتب النّسخة: (فرغت أنَا من تعَليقه في يوم السّبت عَاشر ذي القعدة من سنة سبع وخمسين وسبعمائة في المسجد الأقصى).

مكَان وجود النّسخة:

النّسخة موجودة في قسم رئيس الكتّاب دَاخل المكتبة السّليمانية بإسطنبول تركيا، وقد وجد علَى الورقة الأولى الختم التّالي نصّه: (حسبي الله بسم الله الرّحمن الرّحيم وقف هذَا الكتَاب مصطفى رئيس الكتّاب السّابق لوجه الله الخَالق وسلمه للمتولي وحكم بصحته حَاكم الشّرع الشّريف وشرط الاستفَادة لأولاده فثمّ فثمّ وبعدهم يعمل به كمَا في الوقف إلَى قيام السّاعة وأخزى الله من اشترَاه أو باعه سنة 1154هـ).

وصف النّسخة:

النّسخة نفيسة، حيث كتبت بخط تلميذ المصنّف، ومَا زَالت محفوظة عدَا ضياع بعض أورَاقهَا. وقد كتبت بخط نسخ معتَاد، ويظهر أن النّاسخ استتخدم عِند المقابلة أكثر من قلم، حيث يكتب أحيانًا اللّحق بخط أزرق، وكذلك الضّبط بالشّكل أحيانًا بالأزرق والغَالب بالأسود.