أخناتون.. أسرار فرعون مصر صاحب مشروع “الإصلاح الدينى”
ثقافة أول اثنين:
شرع أخناتون الذى حكم مصر من 1354 إلى 1336 قبل الميلاد في إصلاح ديني جذري حين تخلى عن الشرك التقليدي في مصر لصالح عبادة إله الشمس آتون، وقد تضاعفت شهرته من خلال ارتباطه بالملكة الشهيرة نفرتيتي وتوت عنخ آمون، الذي يُعتقد أنه ابنه ووريثه.
لم يكن من المقدر له أن يكون أخناتون فرعونًا وكان أخوه الأكبر تحتمس هو ولي العهد وكان من المقرر أن يصبح تحتمس الخامس، وقد استعد تحتمس لدوره بأن أصبح رئيس كهنة بتاح في ممفيس، مما عرّفه على متطلبات الحياة العامة والطقوس التي ستكون جزءًا مهمًا من الحياة العامة.
إلا أن تحتمس توفي فجأة في السنوات الأخيرة من حكم والده ومع أن ملابسات وفاته غير معروفة، لكن وفاته المبكرة مهدت الطريق أمام فرعون مصر الأكثر إثارة للجدل ليحل محله.
ومع ذلك، ففي حوالي العام الثالث أو الرابع، كسر التقاليد من خلال إقامة مهرجان سيد المقدس تكريمًا لآتون، والذي كان من المفترض أن يقام فقط في العام الثلاثين للفرعون كما قام ببناء معابد آتون داخل مجمع معابد آمون المقدس في طيبة وبحلول العام الخامس، كان قد غير اسمه إلى أخناتون وكان يعتنق ديانة جديدة علنًا.
ويبدو أن هذه العروض الصارخة لعدم احترام التقاليد قد خلقت أعداء وقد يكون هذا هو السبب وراء هجر أخناتون للعاصمة القديمة طيبة واختياره لتأسيس مدينته الجديدة في العمارنة.
وتحمل اللوحة الحدودية، التي تميز موقع العمارنة، نقوشًا مثيرة للاهتمام تشير إلى أن الناس لم يكونوا راضين عن فرعونهم الجديد.
ويعتقد بعض علماء المصريات أن هذه النقوش تشير إلى مؤامرة، وربما حتى تمرد ضد أخناتون ولم يكن الفرعون ليعترف بمثل هذا الأمر علنًا أبدًا، لكن هذه النقوش تشير إلى سر حاول أخناتون دفنه.
استمرت الاضطرابات طوال فترة حكمه فتمردت القبائل في النوبة في العام الثاني عشر من حكمه، وخرج التابعون المصريون في سوريا وكانان من قبضتهم وعلى وجه الخصوص، بدأ الملك أزيرو بمداهمة الحلفاء المصريين في كنعان ولكن لم تتم معاقبته مطلقًا وسرعان ما انشق ليتحالف مع الإمبراطورية الحثية الصاعدة، التي بدأت تنافس قوة مصر في المنطقة.