الخطوة البسيطة لتنمية الثقة بنفسك مدى الحياة
ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب “جو بارنز” (Joe Barnes)، ويُحدِّثنا فيه عن خطوة بسيطة واحدة لتنمية ثقتنا بأنفسنا.
- يخبرك أحدهم أن تعتني بأناقتك.
- يخبرك التالي أن تكون منتبهاً إلى وضعية جسدك وما توحي به للآخرين.
- يخبرك آخر أن تدَّعي الثقة بالنفس وتتصرف كما لو كنت واثقاً وستشعر بذلك تدريجياً.
- يخبرك آخر أنَّ الأمر يرتبط بتصور فقاعة من الثقة بالنفس تحيط بك وتملؤك بهذا الشعور.
جعلَتْني هذه النصائح كلها بصرف النظر عن مدى صحَّتها أفكر في ضرورة وجود مبدأ واحد أساسي إن اتَّبعته يوفر عليك كثيراً من الوقت اللازم لتجربة جميع المبادئ الأخرى، وبحثاً عن الحل الجوهري لتنمية الثقة بالنفس نظرت إلى تجربتي الخاصة بوصفي شاباً يفتقر إلى الثقة بنفسه على الصعيدين المهني والاجتماعي وتذكَّرتُ ما نجح معي، ثمَّ دمجتُ هذه المعرفة مع تجربتي بوصفي معالجاً بالتنويم المغناطيسي، وعثرت على ما هو الأفضل لعملائي.
حينها أجريتُ بعض الأبحاث عبر الإنترنت واكتشفتُ أنَّ الاستنتاج الذي توصلت إليه كان مدعوماً بالدراسات العلمية؛ لذا عرفت أنَّني كنت على حق؛ وهذا ما أريد مشاركته معك في هذا المقال؛ نصيحة بسيطة للغاية تتألف من خطوة واحدة، إن اتبعتها ستنمِّي الثقة بنفسك مدى الحياة في أيِّ مجال تحتاج إليه.
واجِه مخاوفك:
العملية واضحة ومباشرة:
- ابحث عن الجوانب التي تفتقر فيها إلى الثقة بالنفس.
- أجبِرْ نفسَك على تكرار هذا الفعل مراراً وتكراراً حتى تهدأ أعصابك وتبدأ بالاسترخاء.
لذلك إذا كنت تفتقر إلى الثقة عند التحدث إلى الأشخاص الجذابين فأجرِ أكبر عدد ممكن من المحادثات معهم، وإذا كنت تفتقر إلى الثقة في التحدُّث أمام الجمهور فانضم إلى مجموعات التحدُّث وتدرَّب كلَّ أسبوع، وإذا كنت تفتقر إلى الثقة في عملك الإبداعي فاعرضه على الآخرين واطلب تغذيتهم الراجعة؛ افعل الشيء الذي تخشاه مراراً وتكراراً حتى تتجاوز خوفك منه.
شاهد بالفديو: 10 طرق فعالة لتعزيز ثقتك بنفسك
ماذا يقول البحث؟
الخبر السار هو أنَّ هذا الأسلوب فاعل حقاً، ولكن من جهة أخرى سيتعين عليك بذل بعض الجهد، لا يمكنك الحصول على شيء دون مقابل، وهذا هو السبب في أنَّ تقنيات مثل الانتباه لوضعية جلوسك والاعتناء بأناقتك لا تحقق سوى نتائج محدودة، وما أقدِّمه على الرَّغم من أنَّه شاق هو الطريقة الوحيدة للتخلص من المشاعر السلبية التي تسبب انعدام الثقة.
إليك سبب فاعلية هذا الأسلوب:
مشاعرك دائماً أقوى من أفكارك؛ لذلك ترى المدخِّن يعي أنَّه بحاجة إلى التوقف عن إلحاق الضرر بصحته، ومع ذلك يجد نفسه غير قادر على القيام بذلك؛ بسبب ارتباطه العاطفي القوي بهذه العادة وانعدام الثقة يعمل بالطريقة نفسها، وأنت تحاول القيام بنشاطات معينة طوال مرحلة الطفولة والمراهقة والبلوغ، وتتلقى تقييماً عاطفياً من المحيط عن كيفية أدائك، وإذا كانت النتائج التي تتلقاها هي السخرية أو الرفض أو الفشل فإنَّ المشاعر السلبية التي تواجهها حسب شدتها ستكون تحذيراً من المشاركة في هذا النشاط مرة أخرى، ولن يهم حينها كم تريد أن تنجح بالأمر؛ فهذه مجرد فكرة، وما يبقى معك هو الشعور السلبي الذي حدث عندما حاولتَ القيام بشيء ما ولم تحصل على النتيجة التي تريدها، في حين أنَّ هذا قد لا يمنعك تماماً من القيام بنشاطات كالبحث عن الحب، والخطابة، والتدوين، إلا أنَّه سيؤثر في رغبتك في المواظبة عليها.
عموماً سوف تتجنب المواقف التي تفتقر فيها إلى الثقة بنفسك، وهذا هو الخطأ الأكبر؛ إذ تُحدث المواظبة فرقاً كبيراً، وكلَّما واجهت مخاوفك أكثر كان ردُّ فعلك السلبي أضعف؛ لأنَّك ستصل إلى نقطة تستنفد فيها مشاعرك السلبية ولا يمكنها الاستمرار في إنتاج الهرمونات التي تحذرك بالابتعاد، إضافة إلى أنَّك كلَّما واظبت على نشاط ما أتقنته أكثر، وبإتقانك له تزداد احتمالية حصولك على النتائج التي تريدها، وحينها فقط يصبح الأمر ممتعاً.
تشير الأبحاث إلى أنَّ أفضل طريقة لتعزيز ثقتك بنفسك هي نيل اعتراف أشخاص آخرين بأنَّك تجيد القيام بهذه المهمة بالذات، على الرغم من أنَّ التخيل وتحفيز الذات أمران مفيدان، إلا أنَّهما لا يمتلكان الأثر نفسه الذي يُحدِثه سماع شخص آخر نحترمه يقول لنا إنَّ أداءنا كان جيداً.
هذه هي المواقف التي تعطيك الدفعة الحقيقية للثقة بنفسك، فاحتفظ بمجموعة من هذه التجارب في ذهنك وستقوم بتنشيط حلقة تغذية راجعة إيجابية من شأنها تعزيز ثقتك بنفسك دائماً.
المواظبة:
المواظبة هي النقطة الأهم، فيسعى معظم الناس إلى تجنُّب الأفعال التي تنتج عنها مشاعر سلبية، ولا يقومون بها إلا عند الضرورة، ولكن من الهام أن تتحدى نفسك وتقوم بالأشياء التي تخشاها؛ فاغتنم كلَّ فرصة لتجربة هذا الانزعاج، ولا تستهِن بعدد المرات التي يتعين عليك فيها مواجهة هذه المخاوف، سوف تحتاج إلى دفع نفسك إلى حد السخط، وعموماً عندما تكون أقرب إلى الاستسلام سيحدث التغيير.
عليك أن تجبر نفسك على المواظبة؛ إذ سيحاول عقلك الباطني تأجيج عواطفك السلبية في محاولة لحمايتك ممَّا يُعِدُّه تهديداً؛ لذا لا تنصت إلى هذه المشاعر؛ إذ يجب أن يتغلب العقل على العاطفة في هذه الحالة؛ لذا كن قوياً وأجبِرْ نفسك على مواجهة مخاوفك.
كيف أعرف أنَّني سأنجح في ذلك؟
كما قلت في البداية؛ لقد مررت بتجربة شخصية مع الثقة بالنفس.
في العاشر من شهر آذار من العام 2005 قابلتُ أول عميل للعلاج بالتنويم المغناطيسي، وفي ذلك الوقت كنتُ أعيش مقابل العيادة التي أعمل فيها، وأتذكر بوضوح أنَّني وصلتُ قبل 20 دقيقة من بدء الجلسة، وجلست على كرسيٍّ كبير أفكر بأنَّني أستطيع المغادرة الآن ولن يعرف أحد، كنت قلقاً جداً من فكرة القيام بجلستي الأولى، وقلت في نفسي يمكنني في دقيقة واحدة العودة إلى منزلي وسوف أتخلَّص من هذه المحنة، ولكن الحمد لله أنَّني لم أفعل.
لقد كانت جلسة مرعبة، وتَلَتْها جلسات مثلها في السنوات القليلة اللاحقة؛ لكنَّني أتقنتُ عملي وتغلَّبتُ على اعتقادي المُعرقِل بأنَّني ما زلت يافعاً ومعدوم الخبرة لمساعدة الناس، ومع ذلك خرجت من هذه التجربة رجلاً واثقاً تماماً ويعرف أنَّ لديه القدرة على مساعدة أيِّ شخص يستعين بخدماته.
لقد حققتُ هذا التحول من خلال النهوض ومواجهة مخاوفي مراراً وتكراراً بصرف النظر عن مدى رغبتي في الهروب والاستسلام، لقد نَمَتْ ثقتي بنفسي من التغذية الراجعة الإيجابية القليلة التي تلقيتها في بادئ الأمر التي ازدادَت يوماً بعد يوم حتى أصبحتُ أتلقَّاها طوال الوقت، وساعدني ذلك على الاسترخاء عند إجراء جلسة والاستمتاع بكوني معالجاً ماهراً بالتنويم المغناطيسي.
في الختام:
آمل أن تكون هذه القصة وهذا المقال عموماً قد أقنعاك، وتذكَّر أنَّ الشيء الوحيد الذي يقف بينك وبين الشخصية الواثقة التي تتخيلها لنفسك وتعلم أنَّ بإمكانك الوصول إليها هو رغبتك في المخاطرة وتحدِّي نفسك.