Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار وثقافة

الثقوب البيضاء.. رحلة داخل الكون فى كتاب عالم الفيزياء كارلو روفيلى

ثقافة أول اثنين:


يمثل كتاب ستيفن هوكينج “تاريخ موجز للزمن” الذى صدر لأول مرة منذ أكثر من 30 عامًا مرجع رئيسي لفهم الكون، ففيه عجائب الكون بطريقة لم يسبق لها مثيل ويعد كتاب كارلو روفيلي الجديد بمثابة إتمام لما بدأه هوكينج حيث يقدم فيه نظريته عن “الثقوب البيضاء”، وكيف يمكن أن تتشكل ولماذا نواجه صعوبة في رؤيتها في الكون.


تتشكل الثقوب السوداء من نجوم ضخمة جدًا لدرجة أنها عندما تصل إلى نهاية حياتها ويستنفد كل وقودها، فإنها تنهار لتشكل أجسامًا غريبة لا يمكن لأي شيء الهروب منها، وقد تنبأت نظرية النسبية العامة لألبرت أينشتاين بوجودها: كيانات يجب أن ينتهي المكان والزمان فيها.


لكن نفس معادلات الفيزياء التي تنبأت بوجود الثقوب السوداء تتنبأ أيضًا بوجود معكوسها: الثقوب البيضاء، وهي أجسام لا يمكنك الوقوع فيها، ولا يمكن للمادة إلا أن تتدفق منها وبينما يمكن لعلماء الفلك رؤية الثقوب السوداء، أو على الأقل أدلة عليها، أثناء قيامهم بتحريك المادة في المجرات البعيدة فمن الغريب أننا لا نرى أي دليل على وجود ثقوب بيضاء، وهو أمر غريب بعض الشيء ودفع البعض إلى اقتراح أنها قد لا تكون موجودة.


لكن روفيلي مؤمن بشدة بوجود الثقوب البيضاء في الكون ويلخص كتابه الجديد نظريته حول تكوين الثقب الأبيض حيث يأخذ القارئ في جولة إرشادية، فيقودك أولاً إلى الثقب الأسود، إلى ما وراء أفق الحدث وهناك، مع توقعك بالوصول إلى طريق مسدود كوني، فإنه يخرج عن السرد المتوقع ويظهر لك شيئًا جديدًا.


يسحبك روفيلى إلى قلب الثقب الأسود ثم بطريقة ما إلى الجانب الآخر “الثقب الأبيض” فما يقترحه هو أنه مع استمرار النجم الذي يشكل ثقبًا أسود في الانهيار، فإنه يصبح في النهاية مضغوطًا وصغيرًا جدًا لدرجة أن قوانين النسبية العامة يجب أن تفسح المجال لقوانين ميكانيكا الكم.


ويستغل روفيلي كل ذلك ليشير إلى أن النجم الموجود في مركز الثقب الأسود، الذي يحاول الانهيار إلى لا شيء، قد يصل إلى نقطة حيث يسمح له عدم اليقين الكمي “بالارتداد” إلى الوراء عبر الزمن ليصبح ثقبًا أبيض.


يقلب روفيلى قوانين الفيزياء رأسًا على عقب فبعد أن بدأ بثقب أسود، وهو جسم لا يمكن إلا أن تسقط فيه، ولا يمكن الهروب منه أبدًا، يستحضر ثقبًا أبيض، لا يمكن للأشياء إلا أن تتدفق منه، إنه يقلب الزمن رأسًا على عقب، ويعيده إلى الوراء، ويساعدك أخيرًا على فهم كيف يمكن أن تتشكل الثقوب البيضاء بشكل معقول، وفي الوقت نفسه لماذا – على الرغم من وجودها – لا يراها علماء الفلك وهي تقذف مادتها إلى الكون.


يذكر أن كارلو روفيلي عالم فيزيائي إيطالي وقد عمل في إيطاليا والولايات المتحدة ومنذ عام 2000 في فرنسا وهو حاليًا كرسي أبحاث زائر في معهد Perimeter ، وعضو أساسي في معهد روتمان للفلسفة ويعمل بشكل رئيسي في مجال الجاذبية الكمية وهو مؤسس نظرية الجاذبية الكمية الحلقية.


الثقوب البيضاء


 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى