سلمان رشدى: أحد أعظم متع الأدب أنه عديم الفائدة
ثقافة أول اثنين:
قال الكاتب البريطانى العالمى سلمان رشدى: أعتقد أن أحد أعظم متع الأدب، هو أنه عديم الفائدة، فما هى فائدة أليس في بلاد العجائب؟ وما هى فائدة سيد الخواتم؟ أو السيدة دالواي؟
جاء ذلك خلال حديث مجلة Publishing Perspectives مع سلمان رشدى، الذى يتواجد حاليًا في ألمانيا، استعدادًا لتسلمه جائزة السلام الألمانية لعام 2023، ضمن فعاليات معرض فرانكفورت الدولي للكتاب 2023، فى دورته الـ75.
وقال سلمان رشدى، ردًا على سؤال المجلة عما إذا كان للأدب دور في التصدي للاستبداد والابتذال الذى نراه اليوم فى مختلف أنحاء العالم: “أتمنى أن أقول نعم لذلك.. لكنني أقاوم حقًا فكرة أن للأدب دورًا. أعتقد أن أحد أعظم متع الأدب، كما يمكن للمرء أن يقول، هو أنه عديم الفائدة.. ما فائدة أليس في بلاد العجائب؟ ما فائدة سيد الخواتم؟ أو السيدة دالواي؟
وأضاف سلمان رشدى: إذا كان للأدب فائدة فهو خلق الجمال وتحفيز العقل. وربما في بعض الأحيان لتحدي افتراضاتنا، نعم.. لكن لا تطلب منه أن يكون له وظيفة اجتماعية مباشرة. هذا جدلي. وأعتقد أن الجدل سيء للغاية بالنسبة للأدب.. أنا لا أحب الكتب التي تخبرني بما أفكر فيه. أحب الكتب التي تجعلني أفكر.
وتابع سلمان رشدى: وهذا هو الفرق. ما يمكن أن يفعله الأدب هو تحفيز الفكر. وإلى أين يؤدي ذلك يعود الأمر إلى القارئ، وليس إلى الكاتب ليقوله.
وجاء فى حيثيات منح سلمان رشدي جائزة السلام الألمانية لعام 2023:
منذ اللحظة التي نُشرت فيها تحفته الفنية “أطفال منتصف الليل” في عام 1981، أذهلنا سلمان رشدي بتفسيراته للهجرة والسياسة العالمية. في رواياته وقصصه الواقعية، يمزج بين البصيرة السردية والابتكار الأدبي الثابت والفكاهة والحكمة. يروي عمله القوة التي تستخدمها الأنظمة القمعية لتدمير مجتمعات بأكملها بينما يحتفل أيضًا بروح المقاومة غير القابلة للتدمير التي يظهرها الأفراد من البشر.
منذ أن صدرت فتوى ضد سلمان رشدي عام 1989، يعيش المؤلف تحت تهديد خطير ومستمر لحياته. ومع ذلك فهو يظل مدافعاً متحمساً عن حرية الفكر والتعبير ــ سواء بالنسبة له أو لأولئك الذين لا يشاركهم وجهات نظرهم. ومن ثم فإنه يقبل مخاطرة شخصية كبيرة في دفاعه الدائم عن شرط أساسي للتعايش السلمي بين البشر.
في أغسطس 2022، قبل وقت قصير من نشر روايته الأخيرة “مدينة النصر” جرت محاولة عنيفة لاغتياله. اليوم، على الرغم من أنه لا يزال يصارع العواقب الجسدية والنفسية الهائلة، إلا أنه يواصل الكتابة بخيال عظيم وإنسانية عميقة. نحن نكرم سلمان رشدي لروحه التي لا تقهر، ولتأكيده على الحياة ولإثراء عالمنا بحبه لرواية القصص”.