التهجير القسرى لأهالي غزة فى الكتب.. مولد “مشكلة اللاجئين الفلسطينيين”
ثقافة أول اثنين:
تناولت الكثير من الكتب العربية والأجنبية قضية التهجير القرى للفلسطنيين من أراضيهم منذ نكبة عام 1948 التى قسمت فلسطين على أثرها وقد أثار الكتاب الصادر بعنوان مولد مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، تأليف: بيني موريس ترجمة عماد عواد وقت صدوره، ضجة كبيرة داخل إسرائيل، لما تضمنه من حقائق صدمت الكثيرين، فى إطار كتابات “المؤرخين الجدد” الذين قدموا روايات تختلف – بشكل جوهرى- عما دأب المؤرخون والساسة اليهود على ترديده وقد طبعته سلسلة عالم المعرفة فى نسخة مترجمة إلى العربية.
تضمن الكتاب العديد من العناصر من أبرزها وأهمها تتبعها جذور فكرة التهجير القسرى للفلسطينيين، من مدنهم وقراهم، فى الأيديولوجية الصهيونية، وما توصلت إليه من نتيجة مفادها أنه على الرغم من عدم وجود خطة ممنهجة لتحقيق هذا الهدف فإن الفكرة كانت حاضرة فى أذهان القيادتين السياسية والعسكرية على السواء، ويؤكد ذلك بقاء المسؤولين من التشكيلات اليهودية العسكرية المتعددة الذين أقدموا على ارتكاب فظائع بحق الفلسطينيين بعيدا عن طائلة العقاب الرادع، مما عكس درجة من درجات الموافقة الضمنية على ما اقترف بهدف الوصول إلى تحقيق هدف “الدولة اليهودية” أو الدولة الإسرائيلية التي تتضمن أقل عدد من العرب الفلسطينيين، وفضلا عن ذلك يكشف الكتاب -من خلال الوثائق- عن كيفية تعاطي كل من القيادتين، السياسية والعسكرية، اليهوديتين مع ظاهرة النزوح الجماعي الفلسطيني، سواء من خلال تشجيعها أو السعي إلى التعجيل بحدوثها، باستخدام وسائل الضغط النفسي على المناطق المقرر اجتياحها.
وعلى الرغم من صفة التأريخ التي تغلب عليه، يعتبر هذا الكتاب مرجعا على درجة عالية من الأهمية، ليس للقارئ العادي فقط ولكن للساسة أيضا، من حيث تناوله هذا الملف الشائك، انطلاقا من وثائق يهودية رفع غطاء السرية عنها، وسعيه إلى تبديد الغموض الذي أحاط به، سواء فيما يتعلق بنشأة المشكلة، أو الخلاف حول أعداد اللاجئين الفلسطينيين، أو محاولات استثمار المقترحات الأولية لتسوية قضيتهم لتحقيق مكاسب سياسية، ولعل في هذا ما يساعد الطرف العربي على دعم موقفه التفاوضي بالحجج القوية اليهودية المصدر، فضلا عن تجنب الوقوع في شرك تسويات قد تهدر حقوقه، وتقتصر على خدمة أهداف الطرف الآخر في الصراع.
كتاب مولد مشكلة اللاجئين الفلسطينيين