حصن بابليون وسارية الجبل والمعبد اليهودى.. الدولة تحرص على إتاحة المواقع الأثرية
ثقافة أول اثنين:
حرصت الدولة المصرية خلال العشر سنوات الماضية على فتح وإتاحة العديد من المواقع السياحية والأثرية الجديدة، وذلك في ضوء تنفيذ خطة الوزارة نحو جعل مدينة القاهرة مقصدًا سياحيًا قائماً بذاته وخاصة في إطار الترويج لمنتج القاهرة الكبرى الثقافي الجديد ومنها ما تم افتتاحه مؤخرًا من مواقع أثرية، وهو ما تم استعراضه خلال اجتماع أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، الـ 17 للجنة المصرية اليابانية العليا للمتحف المصري الكبير، بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك لإبراز آخر مستجدات الأعمال بالمتحف والموقف التنفيذي للأعمال الجاري الانتهاء منها، ولهذا نستعرض عددًا من تلك المشروعات التي تم افتتاحها خلال الشهور الماضية.
جامع سليمان باشا الخادم
تم افتتاح الجامع بعد النتهاء من ترميمه، والذى يعتبر أول جامع عثمانى أنشئ فى مصر، والذى يقع بجوار السور الشمالى لقلعة صلاح الدين، فى الجزء العسكرى من القلعة، ويعرف باسم جامع سارية الجبل،
يعتبر جامع سليمان باشا أول جامع عثمانى أنشئ فى مصر. وقد حلّ الجامع محل مسجد قديم كان قد أنشأه عام “535 هـ ــ1140 م” أبو منصور قسطه غلام المظفر بن أمير الجيوش الذى كان والياً على الإسكندرية فى العصر الفاطمة، عندما أصاب الخراب المسجد القديم، جدده سليمان باشا تجديداً كاملاً فأعاد بناء المسجد على الطراز العثمانى الذى أنشئت وفقاً له مساجد الآستانة مثل جامع السليمانية “بنى عام 965 هـ ــ 1558 م” فى اسطنبول.
ويتميز هذا الطراز بتغطية المساجد بالقباب وأنصاف القباب، وتزويدها بالمآذن القلمية، وتكسية الجدران الداخلية ببلاطات خزفية. وشيد الجامع أصلاً للجنود الإنكشارية، وهم طائفة من جيوش العثمانيين الذين دخلوا مصر عام 922 هـ ــ 1517 م مع السلطان سليم “حكم فى الفترة “918 – 926 هـ / 1512 – 1520 م” وسكنوا داخل الأسوار الشمالية للقلعة، بعد أن تهدم جزء كبير من مسجد الناصر محمد بن قلاوون ولم يعد صالحاً لإقامة الصلاة.
سور مجرى العيون
تم افتتاح برج مأخذ سور مجرى العيون، وهو عبارة عن قناطر للمياه تقع بمنطقة مصر القديمة بشارع مجرى العيون وطريق صلاح سالم، وسور مجرى العيون والمعروف باسم قناطر المياه، أنشأه السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبى ، ثم جددها السلطان الناصر محمد بن قلاوون تجديدا كاملا سنة 712 هـ – 1312 م، وأقام لها السلطان الغوري خلال حكمة مأخذا للمياه به ست سواق بالقرب من مسجد السيدة عائشة.
ولم يبق من القناطر العتيقة التي أنشأها صلاح الدين شئيا غير بقايا قليلة في بداية المجرى من ناحية القلعة مواجهة لمسجد السيدة عائشة، وكان قد أعاد السلطان الناصر محمد بن قلاوون بناءها كاملة على مرحلتين، وقد أنشأ خلالهما أربع سواق على النيل بفم الخليج لرفع الماء من خليج صغير عند حائط الرصد الذي يعرف اليوم باسم اسطبل عنتر تجاه مسجد أثر النبى، حسب ما جاء بموقع مشروعات مصر، وتتكون عمارة هذه القناطر من سور ضخم يمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة بعدما كان قديما حتى القلعة وقد بنى ها السور من الحجر النحيت وتجرى عليه مجراه فوق مجموعة ضخمنه من القناطر (العقود) المدببة كانت تنتهى بصب مياها في مجموعة من الآبار الضخمة داخل القلعة، وفي عصر السلطان الغورى أقيم لهذه القناطر مأخذ مياه آخر به ست سواق بالقرب من السيدة نفسية لتقوية تيار المياه الواصلة منها إلى آبار القلعة.
معبد بن عزرا اليهودى
معبد بن عزرا اليهودي التاريخي بمصر القديمة وحصن بابليون بعد انتهاء مشروع ترميمهما وتطويرهما، ومعبد بن عزرا بمصر القديمة المسجل عام 1984، ومعبد موسى بن ميمون بحارة اليهود بالموسكي المسجل عام 1986، ومعبد حاييم كابوسى بحارة اليهود والمسجل عام 1987، وشعار هشمايم بشارع عدلى مسجل عام 1987، ومعبد نسيم أشكنازى بشارع الجيش المسجل عام 1995، ومعبد اليهود الأشكناز بشارع الجيش مسجل عام 1999، ومعبد كرايم بالظاهر المسجل عام 1996، ومعبد موسى الدرعى بالعباسية المسجل عام 1997، ومعبد حنان بقنطرة غمره والمسجل عام 1997.
علاوة على معبدين بالإسكندرية هما معبد (إلياهو النبى) بشارع النبي دانيال ومسجل عام 1987، ومعبد (يعقوب منشة) اليهودى بميدان المنشية المسجل 2018.
“حصن بابليون”
حصن بابليون الذى تم افتتاحه خلال العام الحالي بعد ترميمه، يقع فى القاهرة وبالتحديد فى منطقة مجمع الأديان بمصر القديمة، هو الحصن الذى أمر ببنائه فى القرن الثانى الميلادى فى عهد الاحتلال الرومانى لمصر وقام بترميمه وتوسيعه وتقويته الإمبراطور الرومانى أركاديوس فى القرن الرابع، وعملت وزارة السياحة والآثار خلال الفترة الماضية على ترميم الحصن، حيث وصلت نسبة الإنجاز لـ ما يقرب من 95% من أعمال الصيانة اللازمة له، ولهذا نستعرض أبرز المعلومات عن الحصن.
يعرف الحصن الرومانى بقصر الشمع أو قلعة بابليون وتبلغ مساحته حوالى نصف كيلومتر مربع ويقع بداخله المتحف القبطى وست كنائس قبطية ودير، اطلاق اسم قصر الشمع على هذا الحصن أيضاً يرجع إلى أنه فى أول كل شهر كان يوقد الشمع على أحد ابراج الحصن التى تظهر عليها الشمس ويعلم الناس بوقود الشمع بانتقال الشمس من برج إلى آخر.
وقد استعمل فى بناء الحصن أحجار أخذت من معابد فرعونية وأكملت بالطوب الأحمر ولم يبق من مبانى الحصن سوى الباب القبلى يكتنفه برجان كبيران – وقد بنى فوق أحد البرجين الجزء القبلى منه الكنيسة المعلقة – كما بنى فوق البرج الذى عند مدخل المتحف القبلى كنيسة مار جرجس الرومانى للروم الأرثوذكس “الملكيين” أما باقى الحصن وعلى باقى السور فى بعض أجزاؤه من الجهة الشرقية والقبلية والغربية بنيت الكنائس – المعلقة – وأبو سرجة – ومار جرجس – والعذراء قصرية الريحان – ودير مار جرجس للراهبات – والست بربارة – ومعبد لليهود .
فى عام 641 سقط الحصن فى يد عمرو بن العاص بعد حصار دام نحو سبعة أشهر 18 ربيع الآخر 20 هـ وكان سقوطه إيذانًا بدخول الإسلام مصر، واختار بن العاص مكان صحراوى يعتبر عسكريا موقعا استراتيجيا شمال حصن بابليون وأقام فيه مدينة الفسطاط فوق عدة تلال يحدوها جبل المقطم شرقا وخلفه الصحراء التى يجيد فيها العرب الكر والفر والحرب والنيل غربا ومخاضة بركة الحبش جنوبا وهما مانعان طبيعيان، حسب ما ذكر موقع الهيئة العامة للإستعلامات، وشيد عمرو بن العاص مدينة الفسطاط كمدينة حصن وبها حصن بابليون لتكون مدينة للجند العرب.