حكاية راسبوتين الراهب الغامض .. دفع حياته ثمنًا لقربه من القيصر

تحل اليوم ذكرى رحيل الراهب الغامض راسبوتين وهو واحد من أكثر الشخصيات الغامضة المثيرة للجدل ففي 16 ديسمبر من عام 1916 اجتمع عليه مجموعة من المتآمرين يتزعهم ضابط روسى يدعى يوسوبوف وأردوه قتيلاً في منزل الأخير وقد اختاروا لقتله حيلة وهو الذى تعرض للكثير من محاولات الاغتيال إذ أخبروه أن زوجة الضابط تريد أن تراه لأمر فحضر راسبوتين على الفور فوجد لمؤامرة تضرب شباكها بإيعاز من الأمير “فيليكس” فقد وضعوا له السم في الطعام والشراب ليتخلصوا منه لكونه واحد من المقربين للعائلة المالكة ومن أكثر الشخصيات تأثيرا على القرار الروسى.

وفي اليوم التالي بدأ التحقيق في سر اختفاء راسبوتين وتم تحديد القتلة بسرعة، ووضع الأمير”فيليكس” وأحد رفاقه تحت الإقامة الجبرية فورا، وبعد يوم من مقتله عثر على الجثة طافية في النهر، وتم تحديدها وكان الضحية الأولى وزير العدل الذي فصل لاتهامه بإعاقة التحقيق، ولكن بعد أسبوع من عملية القتل أمر القيصر بإيقاف التحقيق وغلق ملفه ومنع الإعلام من التحدث عن الموضوع، وأمر بنفي الأمير فيليكس، الذي اعترف بجريمته وشريكه.

ورغم كونه أميا إلا أنه انتقل إلى مدينة سانت بطرسبرج حيث عمل بمكر للدخول إلى القصر الملكي، حيث أنقذ ألكسي رومانوف ابن القيصر نيقولا الثاني من النزف حتى الموت حيث كان مصاباً بالناعور، وهو ما جعله مقربا لسنوات من العائلة المالكة وقد اشتهر بالسحر وبكونه صاحب تنبؤات كان القيصر الروسى عادة ما يأخذ بها.

راسبوتين الذى كان فلاحا تحول إلى راهب دون أن ينتمى إلى كنيسة معينة حظى بشهرة كبيرة بسبب إنقاذه ابن القيصر ووريثه الوحيد من مرض يسمى “عدم تخثر الدم الوراثي”.

يقول سلامة موسى في كتاب الثورات عن راسبوتين : وفي مثل هذا البلاء يجن الضعفاء، فكان «القيصر» وزوجته يستشيران الكاهن النصاب «راسبوتين» ويؤثران رأيه على رأي الساسة والقادة، مع أن عقل هذا الكاهن الفلاح لم يكن يرتفع على عقول الضاربين بالودع والرمل في مصر!