بدء تنظيف الجزء الأخير من سقفه.. آخر ما تم اكتشافه داخل معبد إسنا
ثقافة أول اثنين:
تعمل البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة بين مركز تسجيل الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار وجامعة توبنجن بألمانيا في أعمال تنظيف وإزالة الإتساخات والسناج والأتربة بالجزء السابع والأخير من سقف معبد إسنا بمحافظة الأقصر وذلك في إطار مشروع ترميم وتسجيل معبد إسنا والذي بدأ عام 2018، ولهذا نلقى الضوء على آخر الاكتشافات داخل معبد إسنا.
فى 19 مارس الماضى نجح فريق عمل من مرممي المجلس الأعلى للآثار برئاسة الدكتور مصطفى وزيرى، في الكشف لأول مرة عن منظر لزودياك بسقف صالة الأعمدة من الناحية الجنوبية معبد إسنا، بالإضافة إلى مناظر لآلهة وحيوانات تظهر لأول مرة، وذلك أثناء أعمال مشروع تسجيل وتوثيق وترميم المعبد وإظهار ألوانه الأصلية والذى يقوم به البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة بين مركز تسجيل الآثار المصرية وجامعة توبنجن.
جانب من منظر الزودياك
وأكد الدكتور مصطفى وزيري آنذاك على أن هذه المناظر لم تكن موجودة في النشر العلمي السابق والوحيد للمعبد والذي قام به عالم المصريات الفرنسي سيرج سونرون، الأمر الذي يضيف أهمية جديدة لهذا المعبد ونقوشه المتفردة.
ومنظر الزودياك الذي تم الكشف عنه يصور الأبراج الفلكية الإثني عشر من الحمل إلى الحوت، بالإضافة إلى تمثيل الكواكب الخارجية وهي المشتري، وزحل، والمريخ وهى تصور لما يسمى بالسهام السبعة، إلى جانب إلى بعض النجوم أو الأبراج التي استخدمها المصريون القدماء لقياس الوقت.
الزودياك
كما أنه تم كذلك الكشف عن عدد من المناظر التي تصور عدداً من للآلهة المصرية والحيوانات من بينها الثعابين والتماسيح وكذلك مناظر لكائنات مركبة مثل الثعبان برأس كبش أو طائر برأس تمساح وذيل ثعبان وأربعة أجنحة، بالإضافة إلى نقوش إضافية بالحبر الأسود مع أسماء الكائنات الإلهية.
منظر الزودياك
جدير بالذكر إلى أن مشروع تسجيل وتوثيق وترميم معبد إسنا يتضمن أعمال التوثيق والترميم والتنظيف للحوائط داخل المعبد بجانب تثبيت الألوان وإزالة السناج بالمقصورات والجدران المختلفة، وتنظيف طبقات السناج والإتساخات، وإزالة الأملاح من جدران وسقف المعبد وإظهار الألوان الأصلية للنقوش خاصة النقوش الفلكية التي تزين سقف المعبد، والتي سبق وتمكن فريق الترميم من إظهار جزء كبير منها خلال الأعمال التي تمت خلال المواسم السابقة للمشروع، حيث كانت تعاني نقوش المعبد الملونة، على مر قرون، من تجمع طبقات سميكة من السناج والأتربة والإتساخات ومخلفات الطيور والوطاويط، وعشش العناكب وكذلك تكلسات الأملاح، الأمر الذي استلزم إعداد مشروع ترميم وتطوير للمعبد للحفاظ عليه وعلى نقوشه الفريدة والمتميزة، وللحفاظ على هذا الأثر الفريد والذي يعود للعصر الروماني.
يعود تاريخ المعبد للعصر الروماني بدأ تشييده عام 186 ق.م واستغرق بناءه الانتهاء من نقوشه حوالي 400 عام حيث تم الانتهاء منه عام 250 م، ويتكون المعبد من صالة أعمدة واحدة تتضمن 24 عمود عليها نقوش ومناظر لملوك البطالمة والأباطرة الرومان.