إبراهيم داوود عن الأستاذ محمد حسنين هيكل: علمنى “أن العمل فضيلة”
ثقافة أول اثنين:
مع حلول ذكرى ميلاد الأستاذ محمد حسنين هيكل، الذى ولد في 23 سبتمبر من عام 1923، استحضر الشاعر الكبير إبراهيم داوود الذكريات التى نتجت من بعض المواقف التى جمعته مع الأستاذ الكبير هيكل، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وبدأ حديثه قائلاً: بالطبع كنت أحبه وأحترمه وأحيانًا كنت اختلف معه فى بعض الأمور ولكنه يظل قيمة وقامة كبيرة فى حياتنا.
وعن المواقف التى جمعتهما أضاف إبراهيم داوود كان أولها عندما اتصل بى هاتفيًا ليعبر عن شكره وإعجابه بما كتبته دفاعا عنه، بعدما قام مجموعة من الكتاب بمهاجمته، فاتصل بى ليشكرنى ويعبر عن إعجابه بما كتبته.
وتابع الشاعر إبراهيم داوود: كما اتصل بى الأستاذ هيكل مرة أخرى عندما كتبت موضوعا عن الكاتب الكبير خيرى شلبى، ليعبر أيضا عن سعادته بما كتبته وكان سعيد للغاية.
ومن المواقف التى جمعته مع الأستاذ هيكل بشكل مباشر، قال إبراهيم داوود: كنت أقوم بالتحضير للاحتفال بعيد ميلاد الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى فى مؤسسة الأهرام، وعندما عرف الأستاذ هيكل بأننى وراء هذا الأمر، عبر عن سعادته بما قمت به خلال الاحتفالية وكان ودودا معى لدرجة كبيرة، ثم بعد ذلك تعاونت معه عندما كنت مدير مركز الدراسات للترجمة والنشر، حيث كان المركز بدأ بنشر مجلدات “بصراحة” التى تضم مقالات الأستاذ هيكل قبل أن أتولى هذا المنصب، وبطبيعة عملى تواصلت معه أكثر من مرة، وكانت هناك مودة دائمة بيننا.
وعاد الشاعر الكبير إبراهيم داوود ليتحدث عن إحساسه فى أولى مكالماته مع الأستاذ هيكل قائلا: كان إحساسا عظيما وفى هذا الوقت خلال عملى بالدستور الأولى، وكنت أرى طول الوقت أنه قامة كبيرة ونحن ما زلنا صغارا، وبالطبع استقبلت مكالمته بامتنان كبير وفرحة عارمة، وخصوصا بعد اهتمامه بشكل راق ولطيف.
وهنا سؤال يفرض نفسه نتيجة ذلك الحديث عن المواقف التى جمعت بين الأستاذ الكبير هيكل والشاعر الكبير إبراهيم داوود، وهو ماذا تعلم إبراهيم داوود من هيكل؟، فأجاب: تعلمت منه أن العمل فضيله، وعدم التوقف عن العمل مهما طال العمر مثلما فعل الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل.
ويضيف داوود: كان شخصا محدد المواعيد فى كل ما يتعلق به سواء على المستوى العملى أو الاجتماعى، كما كان يحفظ يوميا أربع أبيات من الشعر القديم حتى يحافظ على ذاكرته، وكان سبب محبتى له إحساسه باللغة العربية فهو من المجددين فى اللغة العربية على مستوى العمل الصحفى ومعه محمد التابعى وتوفيق الحكيم، فهؤلاء حققوا إنجازا عظيما فى إجازة اللغات التى تشمل السجع والمعجمية والتى كانت تسود الصحافة والأدب قبلهم، فجميعهم حققوا ثورة حقيقية كل واحد فى مجاله.