Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار وثقافة

هولاكو فى بغداد.. كيف وصل المغول إلى الدولة؟

ثقافة أول اثنين:


تمر اليوم ذكرى دخول هولاكو خان قائد المغول لعاصمة الخلافة العباسية بغداد بعد إعلان الخليفة العباسى تسليم المدينة للمغول دون قيد أو شرط، وذلك فى 15 فبراير عام 1258، وذلك بعد حصار لمدة 12 يومًا دمرت فيه البلاد وأبيدت معظم سكانها، وفى ضوء ذلك نستعرض كيف وصل هولاكو إلى هناك.


حسب ما جاء في كتاب “تاريخ التمدن الإسلامي (الجزء الرابع)” من تأليف جرجي زيدان أن السبب في ذلك أن المنافسات بين السنة والشيعة ببغداد تكررت في أواخر الدولة، فلا تمضي سنة لا يقع فيها بين الطائفتين قتال تتوسط الحكومة في إصلاحه، وبما أن الحكومة سنية فالضغط كان يقع غالبًا على الشيعة، كانوا يقيمون معًا في الكرخ ببغداد وهم صابرون على ما يكابدونه من الاضطهاد، والحكومة مع ذلك توليهم مصالحها وتعهد إليهم بتدبير شؤونها، وكان الخليفة في أيام هولاكو المستعصم بالله، تولى الخلافة سنة 640ﻫ، وكان ضعيف الرأي ووزيره رجل من الشيعة اسمه مؤيد الدين بن العلقمي ذو دهاء ومكر، فاتفق وقوع فتنة بين السنة والشيعة على جاري العادة. وكان للخليفه ولد اسمه أبو بكر شديد العصبية على الشيعة، فاستعان بقائد الجند (الدوادار)، وأمر العسكر أن يفتكوا بالشيعة، فهجموا على الكرخ وهتكوا النساء وركبوا منهن الفواحش، فعظم ذلك على الوزير ابن العلقمي ولم يعد يستطيع صبرًا، فكتب إلى هولاكو سرًّا وأطمعه في ملك بغداد، وأرسل إليه أخاه ليحرضه على القدوم، فزحف هولاكو على بغداد بجيش عظيم، فلما علم الخليفة المستعصم بقدومهم، بعث الداودار فيمن بقي ببغداد من الجند وهم لا يزيدون على 20000 مقاتل، فالتقى الجيشان على مرحلتين من بغداد فانهزم عسكر الخليفة وتشتت.


أما هولاكو فأقبل حتى نزل الجانب الشرقي من بغداد، وأرسل قائدًا من قواده نزل الجانب الغربي قبالة دار الخلافة، والمستعصم لا يعلم بما دبره ابن العلقمي، فأنفذه لمخابرة هولاكو بشأن الصلح، فكمل مكيدته وعاد وقال للخليفة: “إن هولاكو يبقيك في الخلافة كما فعل بسلطان الروم، ويريد أن يزوج ابنته من ابنك أبي بكر”، وحسن له الخروج إلى هولاكو، فخرج إليه في جمع من أكابر أصحابه، فأنزلهم في خيمة، ثم استدعى الوزير الفقهاء والأماثل، فاجتمع هناك جميع سادات بغداد، فلما اجتمعوا أمر هولاكو بقتلهم فقتلوا، ثم بذلوا السيف في بغداد، وهجموا على دار الخلافة وقتلوا كل من كان فيها من الأشراف، إلا الأطفال فأخذوهم في جملة الأسرى والسبي. ودام القتل والنهب في دار السلام أربعين يومًا، ثم نودي بالأمان ودخلت بغداد في سلطة هولاكو سنة 656ﻫ، وذهبت الخلافة العباسية من العراق على يد الشيعة العلوية، كما كان يخاف ذهابها المنصور والمهدي والرشيد، وقد نكبوا وزراءهم وقوادهم خوفًا من ذلك. على أن الخلافة العباسية لم تنقرض تمامًا، بل انتقل من بقي من العباسيين بعد مذبحة هولاكو إلى مصر، وأقاموا في ظل السلاطين المماليك كما تقدم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى