مجلس الأمن السيبراني الإماراتى يستعرض جهوده بالذكاء الاصطناعي والتحوّل الرقمى
ثقافة أول اثنين:
جاء ذلك خلال ملتقى “الأمن السيبراني”، الذي نظمه المجلس ضمن فعاليات المنتدى، وضم سلسلة جلسات نقاشية ومحاضرات توعوية تحدث خلالها عدد من الخبراء والمتخصصين في الذكاء الصناعي، والأمن السيبراني، تناولوا التحديات التي تواجه حكومات العالم نتيجة الممارسات التي تتعارض مع القيم المجتمعية لجهات وأفراد على الإنترنت، ودورها في تشكّل ظواهر تهدد الأمن الوطني والقومي لبلدان المنطقة والعالم.
التحول السحابي
وأكد الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، أهمية بناء منظومة رقمية متطورة وفعّالة لتأمين الدول وتضمين المرونة الإلكترونية في استراتيجية الأمن القومي، خاصة في ظل التحديات الإلكترونية وتقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة التي يستغلها قراصنة الإنترنت.
وقال الكويتي إن دولة الإمارات تحتل المرتبة الخامسة عالمياً في مجال الأمن السيبراني، مشيراً إلى تعرض معظم دول العالم إلى هجمات سيبرانية كان آخرها “هجمات الفدية” وهجمات “فقدان الخدمة”، مست معظم القطاعات الحيوية للدول. وصنّف الهجمات السيبرانية إلى 3 قطاعات، هي (الجرائم الإلكترونية، الإرهاب السيبراني، والحروب السيبرانية).
وشدد الكويتي على أهمية التحوّل الرقمي وعملية دمج التقنيات في جميع جوانب الأعمال بما في ذلك العمليات والمنتجات والخدمات. موضحاً أن آليات الحماية التي يمكن استخدامها للتحول الرقمي الآمن تشمل التدريب والوعي والمراقبة، والتشفير وعمليات التحكم بالوصول إلى البيانات، ولإجراء نسخ احتياطية، والتحديث المستمر.
وأشار الكويتي إلى أهمية التحول السحابي وبناء السحابة الوطنية، حيث توفر مميزات أمنية تساعد الشركات على الامتثال للوائح ومعايير الأمن السيبراني الوطنية، فضلاً عن توفيرها لمجموعة من المميزات الأخرى كإدارة الوصول، والتشفير والمراقبة والاستجابة، والنسخ الاحتياطية. كما يتضمن التحول السحابي توفر الخدمة بشكل دائم مع توفير الكثير من الوقت والمال والمميزات الأمنية الجاهزة للاستخدام.
مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي
قراصنة بذكاء اصطناعي
من جهته، حذر الدكتور سعيد الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي، خلال جلسة بعنوان “التهديدات السيبرانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي” من استخدام القراصنة لتقنيات الذكاء الاصطناعي في مهاجمة الدول والشركات والأفراد، مشيراً إلى أهمية تأمين مستقبلنا في ظل وجود “الذكاء الاصطناعي العام”، الذي سيصل العالم إليه خلال السنوات القادمة.
واستعرض الدكتور الظاهري مراحل تطور الذكاء الاصطناعي ChatGPT، وقال إنه من المتوقع أن نصل إلى نسخ جديدة أكثر تطوراً من البرنامج تحمل صفات إبداعية بشرية عاطفية تتفاعل مع المستخدم، وحتى أنها تستطيع أن تتلاعب بالعقل البشري ويمكن أن تنفذ أي مهمة توكل إليها، وهنا تكمن الخطورة. وقال: “إن التحدي هو كيف يمكن أن نحمي البشرية من مخاطر الذكاء الاصطناعي وكيف نقنن ونحوكم هذه التقنيات ونشرها بطريقة صحيحة، بحيث لا نترك مجالاً لقراصنة الإنترنت باستغلال هذه التقنيات الذكية في الابتزاز والتخريب”. مشيراً في الوقت نفسه إلى إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي في حل ومعرفة الثغرات الأمنية الموجودة والمتوقعة.
التسامح في العالم الرقمي
وخلال محاضرة “التسامح في العالم الرقمي” نوه، الأستاذ سيف مخير، استشاري تدريب وتطوير، بأن مجلس الأمن السيبراني هو بمثابة “جهاز المناعة” لذلك يجب أن يبقى في أفضل حالاته، ولذلك فإن العالم كله يتكاتف لتطوير المعدات التقنية وتجهيز البنية التحتية لمواجهة المخاطر السيبرانية.
وأشار الاستشاري سيف مخير إلى وجود “تطرف سيبراني” يتمثل باستخدام التقنيات الحديثة لنشر الأفكار المتطرفة والهدامة، وهو تهديد خطير للمجتمعات، حيث ينشر الكراهية والعنف، ويمكن للمتطرفين استخدام التقنيات للتواصل وتبادل الأفكار لاستقطاب الأفراد وحثهم على الانضمام إلى العناصر والجهات الإجرامية. موضحاً أن أولى أهدافهم تكون المؤسسات الحكومية وشركات البنى التحتية، وتعتبر البرامج الخبيثة وعمليات التصيّد الاحتيالي والهندسة الاجتماعية أبرز أدواتهم في الهجمات الإرهابية.
وأوضح سيف مخير بأن (4.24 مليون دولار) متوسط تكلفة عمليات اختراق البيانات الناتج عن الإرهاب السيبراني، وأن الزيادة المتوقعة لهذه الهجمات ستكون 20% بنهاية العام الحالي. وأن 85% من المؤسسات حول العالم تعرضوا لمثل هذه الهجمات خلال العام المنصرم.
وأكد سيف مخير أن التسامح في العالم الرقمي يواجه تحديات أبرزها انتشار خطاب الكراهية وسهولة الوصول إلى المعلومات المضللة وصعوبة تحديد هوية المجرمين وعدم الإلمام الكافي بقوانين الجرائم الإلكترونية وسهولة التعرض للمضايقات في الانترنت وعدم توفر الوعي بأهمية التسامح.
رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات
الأمن السيبراني والثورة الصناعية الرابعة
استعرض علي عوض الله، مدير برامج، مفهوم الثورة الصناعية الرابعة وأهميتها في زيادة الإنتاجية وخفض التكاليف وترسيخ مبادئ الابتكار وتحسين جودة الحياة. مشيراً إلى أن أبرز تقنيات هذه الثورة هي الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والعملات الرقمية والبلوكشين وإنترنت الأشياء، والمدن الذكية والميتافيرس والروبوتات.
بصمة رقمية
أكد سيف مخير، استشاري تدريب وتطوير، أن مفهوم البصمة الرقمية، هو السلوك الذي يمكن تتبعه في العالم الرقمي، بما في ذلك المحتوى الذي نقوم بنشره، ويمكن أن نقول إنه الأثر الذي نتركه عند استخدام الفضاء الإلكتروني. وهناك أنواع للبصمة الرقمية منها البصمة النشطة، والبصمة السلبية والبصمة الشخصية والبصمة المهنية.
وأوضح أن البصمة الرقمية تكون بإنشاء بريد إلكتروني أو حساب على مواقع التواصل أو تصفح المواقع الإلكترونية أو التسوق أو التسجيل في التطبيقات وغيرها من الأنشطة على شبكة الإنترنت.
وأكد سيف مخير أهمية التحكم بالبصمة الرقمية، حيث يمكن للتقنيات الحديثة مشاركة المعلومات مع شرائح واسعة من المجتمع، ومتابعة كافة نشاطات الأفراد، ومن هنا يجب على الأفراد حماية بصمتهم الرقمية وإدراك الانطباع الذي يتركونه عند الآخرين في العالم الرقمي.
وشدد سيف مخير، على أهمية “المواطنة الرقمية” والتي هي مجموعة من المبادئ التوجيهية التي تساعد على التحلي بروح المسؤولية والوعي والحكمة عند استخدام التكنولوجيا، وتهدف إلى ترسيخ مجتمع رقمي آمن وإيجابي يتسم بالتسامح والتعايش والقيم الإنسانية النبيلة.