مسلم بن عقيل.. خديعة أطاحت بسفير الإمام الحسين في كربلاء ما الذي حدث؟
ثقافة أول اثنين:
وقد أرسله إلى أهل الكوفة لأخذ البيعة منهم، وهو أوّل من استشهد من أصحاب الحسين بن علي في الكوفة. وقد عُرف فيما بعد بأنّه (سفير الحسين). يحظى بمكانه مرموقة ومتميّزة في أوساط الشيعة؛ حيث يقيمون له مآتم العزاء في شهر محرّم من كلّ عام، وتعرف الليلة الخامسة من المحرم في المجتمعات العربية الشيعية بليلة مسلم بن عقيل.
وبحسب كتاب ” كتاب الثقات 1-5 ج1″ لابن حبان البستي، إن أهل الشام بايعوا يزيد بن معاوية ووصل الخبر بالحسين، جمع شيعته واستشارهم فى الأمر، فاكدوا له أنهم يحبون أن يبايعوه، وبيايعته الشيعة، وطلب الحسين من مسلم بن عقيل الذهاب إلى الكوفة لأجل البيعة، وخرج من المدينة وكان معه مسهر الصيداوى، ونالهما التعب الشديد والجهد الجهيد، لأنها أخذا دليلا أخذ طريقا صعبا، فكاد مسلم عقيل يموت عطشا إلى أن دخل الكوفة، فملا نزلها دخل دار المختار بن أبى عبيد، وجاء إليه الشيعة ليبايعون الحسين، وكان والى الكوفة يومئذ النعمان بن بشير، ولاه يزيد بن معاوية الكوفة.
ثم تحول مسلم من دار المختار إلى دار بن هانئ بن عروة، وجعل الناس يبايعونه فى دار هانئ حتى بايع 18 ألف رجل من الشيع، فلما وصل الأمر ليزيد أن مسلما يأخذ البيعة للحسين، كتب يزيد إلى عبيد الله بن زياد وهو كان فى البصرة، وأمره بقتل مسلم، أو بعثه إليه، فدخل عبيد الله الكوفة حتى نزل القصر واجتمع أصحابه، وأخبر عبيد الله بن زياد أن مسلم بن عقيل فى دار هانئ بن عروة، فدعا هانئا وسأله فأقر به، فهشم عبيد الله وجه هانئ بقضيب كان يده حتى تركه وبه رمق.
ثم ركب مسلم فى ثلاثة آلاف فارس يريد عبيد الله بن زياد، فلما قرب من قصر عبيد الله نظرًا معه فإذا مقدار ثلاثمائة فارس هم الموجودين حوله، وأخذ يلتفت يمينا ويسارا، فإذا بأصحابه يتخلفون حتى بقى معه عشرة أنفس، فقال: “يا سبحان الله غرنا هؤلاء بكتبهم ثم أسلمونا إلى أعدائنا”.
عندما علم بنى أمية بوجود مسلم بن عقيل وأنه يدعو الناس لاتباع الحسين، كالعادة اتخذوا موقفا عنيفا هو السعى لقتل مسلم بن عقيل، وبالتالى دس بنو أمية على “مسلم” حتى عرفوا مكانه، فخرج الرجال المدججين بالسلاح ضد رجل واحد، فحاصروه فى الكوفة، بينما هو وحيد لا مأمن له، وعندما عثروا عليه ظل يقاومهم وحده، ولما أجهدتهم بسالته طلب منه قائدهم محمد بن الأشعث أن يتوقف عن القتال ويمنحونه الأمان، فألقوا القبض عليه، وبعد ذلك تنكروا لهذا الوعد وألقوا به من فوق قصر بن زياد فاشتشهد، وظل التاريخ محتفظا له بمكانته.