عيد الفلاح.. قصص العصر الفرعونى حملت فى طياتها هموم وفصاحة الفلاحين
ثقافة أول اثنين:
تحتفل مصر اليوم بعيد الفلاح والذي يوافق يوم إصدار قانون الإصلاح الزراعي عام 1952، وإعادة توزيع الأراضى الزراعية من يد الاقطاع إلى صغار الفلاحين، وإنشاء جمعيات الإصلاح الزراعى والهيئة العامة للإصلاح الزراعى، وقد بدأ الاحتفال بعيد الفلاح رسميا بعد ثورة 23 يوليو.
وهنا نتعرف على قصة الفلاح الفصيح من العصر الفرعونى فقد كان ذلك الفلاح حديثا للملوك والأمراء قبل آلاف السنين وهنا ملخص قصته وفقا لموسوعة مصر القديمة لسليم حسن حيث ترجع حوادث هذه القصة إلى عهد الملك «خيتي» أحد ملوك هيراكليوبوليس أهناس المدينة في نهاية الألف الثالثة قبل الميلاد، والاسم الذي أطلق عليه العلماء «الفلاح» حقيقته في اللغة المصرية «ساكن الحقل»، أي أن بطل هذه القصة أحد سكان «حقل الملح» وهو «وادي النطرون» الآن، وقد أطلق عليه في العهد المسيحي «صحراء النطرون»، وكان هذا الفلاح يسكن في مجاهل هذه البقعة، وكان يسافر من حين لآخَر إلى مصر ليبيع محصول أرضه محمَّلًا على حمير له.
ولما وصل في مرة إلى مصر اعترضه أحد الموظفين المسمَّى «تحوت نخت» واغتصب منه حميره وما عليها بحيلة دنيئة، فذهب الفلاح على إثر ذلك إلى عاصمة المقاطعة ليشكو أمره إلى «رنزي» رئيس «تحوت نخت» المغتصِب، فجمع «رنزي» مجلس الأشراف ليفصل في هذه القضية، غير أن أعضاءه لم يعلنوا حكمهم لأسباب لم تُذكَر في القصة، فصاغ الفلاح شكايته لرنزي في أسلوب فصيح بهره وأعجب به، فرأى أن الأمر جدير بأن يُعرَض على جلالة مولاه الملك؛ نظرًا لذلك الأسلوب الأخَّاذ، وتلك البلاغة النادرة التي لم يعهد لها مثيلًا من قبلُ.
ولقد أمر جلالة الملك ألَّا يبتَّ في أمر ذلك الفلاح الفصيح حتى يكرِّر الشكوى؛ فيكون ذلك مصدرَ خطبٍ بليغة أخرى يغتني بها الأدب، ويكتسب مادة وإمتاعًا، وهذا ما كان؛ إذ ألقى الفلاح تسع خطب رائعة في موضوع هذه الشكوى.