إعدام محمد كريم على يد نابليون.. جريمة لا تنسى للحملة الفرنسية
ثقافة أول اثنين:
تمر اليوم ذكرى إعدام الزعيم الوطنى محمد كريم على يد نابليون بونابرت، في السادس من سبتمبر عام 1798 وذلك بعد يوم واحد من صدور أمر بإعدام محمد كريم رميا بالرصاص، ومصادرة أملاكه وأمواله، وفرض فدية ثلاثين ألف ريال على الزعيم الوطنى فى خلال أربعة وعشرين ساعة لإنقاذ حياته، وإلا نفذ فيه الإعدام.
وجاء فى رواية موثقة بشهود عيان فرنسيين، أوردها المؤرخ عبد الرحمن الرافعى فى تاريخه، أن المستشرق “فانتور” كبير مترجمى الحملة الفرنسية نصح محمد كريم بإن يفتدى حياته بدفع المبلغ، لكن الزعيم الوطنى أجابه: “إذا كان مقدورا على أن أموت فلن يعصمنى من الموت أن أدفع هذا المبلغ، وإن كان مقدورا لى الحياة فعلام أدفعه؟”.
ومما ذكره الجبرتي في وفيات سنة 1213 هجرية قال: «ومات الوجيه الأمثل السيد محمد كريم السنكدري مقتولًا بيد الفرنسيس وبعد أن ذكر شطرًا من ماضيه الذي سبق لنا الكلام عنه» قال: فلما حضر الفرنسيس ونزلوا الإسكندرية قبضوا على السيد محمد المذكور وطالبوه بالمال وحبسوه في مركب”.
ويضيف:”ولما حضروا إلى مصر وطلعوا قصر مراد بك، وفيه مطالعة بأخبارهم،وبالحث والاجتهاد على حربهم وتهوين أمرهم وتنقيصهم، فاشتد غيظهم عليه فأرسلوا وأحضروه وحبسوه فتشفع فيه أرباب الديوان عدة مرار فلم يمكن، وجاءه «مجللون» «كان قنصل فرنسا مع كريم في إسكندرية» وقال له المطلوب منك كذا وكذا من المال وذكر له قدرًا يعجز عنه، وأجله اثنتي عشرة ساعة وإن لم يحضر ذلك القدر وإلا يقتل بعد مضيها، فلما أصبح أرسل إلى المشايخ وإلى السيد أحمد المحروقي فحضر إليه بعضهم فترجاهم، وصار يقول: اشتروني يا مسلمين، وليس بيدهم، ما يفتدونه به، وكل إنسان مشغول بنفسه، ومتوقع لشيء يصيبه وذلك في مبادئ أمرهم، فلما كان قريب الظهر، وقد انقضى الأجل، أركبوه حمارًا واحتاط به عدة من العسكر إلى أن ذهبوا إلى الرميلة وكتفوه وربطوه مشبوحًا وضربوا عليه بالبنادق، ثم قطعوا رأسه، وطافوا بها في جهات الرميلة، وهم ينادون: هذا جزاء من يخالف الفرنسيس.