محسن البلاسى: كتاب “جويس منصور.. طفلة مسك الروم” أهم أعمالى وتأثرت نفسيا به
ثقافة أول اثنين:
قال الشاعر والفنان التشكيلى والمترجم محسن البلاسى، إن عمله على كتاب “جويس منصور.. طفلة مسك الروم”، لم يكن رحلة سهلة أبدا على مستوى والبحث والترجمة، بقدر ما كان صعبا على المستوى النفسي، الأمر الذى تسبب له فى وعكة نفسية طوال مدة كتابة هذا الكتاب، وهو ما سوف يكتشفه القارئ.
وأوضح محسن البلاسي، خلال تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع” أن كتابه “جويس منصور.. طفلة مسك الروم” الذى من المزمع أن يصدر قريبا ليكون متوفرا فى معرض القاهرة الدولى للكتاب 2024، عن دار صفصافة للنشر، يعد بالنسبه له من الأعمال التى عمل عليها طوال حياته.
وقال محسن البلاسى، منذ سنوات مراهقتى كانت جويس منصور بالنسبة لى هى سرداب ينضح بالسحر المجهول الذى أخاف الاقتراب منه. تلك السيدة الغريبة التى ضفرت أعمق الرغبات الإنسانية الباطنية بمفهومها الخاص عن الموت وعلاقتها المزمنة به.
وأوضح “البلاسى”: فى البداية حين بدأت العمل على هذا الكتاب أغضبنى وأحزننى التجاهل الفج لمنتج جويس منصور الشعرى والسردى والفنى والنقدى منذ خروجها من مصر هى وعائلتها عام 1956 وتجاهل عن قصد منتجها الذى أذهل الحركات الشعرية المختلفة منذ خمسينيات القرن الماضى حتى وفاتها عام 1986.
جويس منصور.. طفلة مسك الروم
وتابع “البلاسى”: ومع بدء الانطلاق فى رحلة فك شفرات حياة السيدة الغريبة وجدت دعماً معنوياً عظيماً من عائلتها خاصة البروفيسورة مارى منصور، فقررت أن يحتوى الكتاب على كل ما يتعلق بحياة جويس ومنتجها الأدبى والفنى ومراسلاتها ووثائقها التى لم تنشر من قبل مع تضفير لرؤيتى النقدية لأعمالها وفلسفتها وسيرة كل من أحاط بجويس وتأثرت به سواء فى مصر أو فى باريس بعد انضمامها لمجموعة باريس السريالية.
وأضاف محسن البلاسى: شجعنى أيضاً حماس ويل ألكسندر، الحائز على جائزة بوليتزر 2022 لكتابة مقدمة الكتاب، مع مقدمات أخرى لـ”ريكى ديكورنيه” الحائزة على جائزة الفنون والآداب الأمريكية، و”لوران دوسيه” مدير بيت أندريه بريتون التابع لوزارة الثقافة الفرنسية، والبروفيسور مارك كوبيغ الأكاديمى الفرنسى والشاعر الأمريكية جورجيا بافليدو. كل هذا جعل تحدى هذا الكتاب بالنسبة لى تاريخى خاصة أن القارئ العربى يكاد لا يعرف عن جويس ومنجزها أى شئ سوى بضعة قصائد شعرية قليلة.
وقال محسن البلاسى: كان هدفى من البداية هو استحضار جويس وحياتها إلى مخيلة القارئ العربى المعاصر وليس فقط النبش النقدى التاريخي. المشروع تضمن أيضا ترجمتى لأعمالها القصصية الكاملة فى كتاب آخر والذى سنعلن عنه قريباً جدا.
وأكد محسن البلاسى على أنها لم تكن أبداً رحلة سهلة لأن التأثير النفسى لأعمال جويس وحياتها الغريبة لم يكن سهلاً على الجانب النفسى التوحد معه كلياً واستحضارها بشكل حى لتشاركنى خيالياً فى كتابة هذا الكتاب. لا أخجل أن أقول أن هذا المشروع بكتابيه قد أدخلنى عنوة فى سفر نفسى وربما وعكة نفسية طوال مدة كتابة هذا الكتاب وحين يقرأ القارئ هذا الكتاب سيعرف لماذا حدث لى ذلك.
ورأى محسن البلاسى أن التعامل مع جويس منتجها وحياتها يشعرك أنها كانت تعيش فى كون آخر، فى كون يحافظ على عذريته من كل ما يقيد المخيلة اليومية اليقظة، لقد اخترعت جويس مساحة نفسية خاصة بها داخل الباطن الخيالى لمتلقى أعمالها.
يشار إلى أن محسن البلاسى كاتب وشاعر وفنان تشكيلى وباحث ومترجم ورئيس تحرير المجلة السريالية الدولية “الغرفة”، ومدير عام المعرض الدولى للسريالية / القاهرة سان سيرك لابوبى ومعرض أصداء السريالية المعاصرة الدولي، وحصل على جائزة ساويرس فى النقد الأدبى عام 2022، وصدر له عشرة كتب ما بين شعر وترجمة ونقد باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية، وترجمت أعماله لعدة لغات.