حتى لا ننسى.. الذكرى الــ 18 لحريق مسرح بني سويف
ثقافة أول اثنين:
وبحسب شهود عيان من الناجين من حريق مسرح بنى سويف، فإن العرض مسرحي اسمه “مَنْ منا” في مهرجان المسرح المصري يقتضي إيقادًا للشموع على خشبة مسرح بني سويف في 5 من سبتمبر 2005، وكان العرض مقدم من فرقة مسرح الفيوم، مما دعا إلى مخاوف من مشاهدي العرض، بخاصة من لجنة التحكيم، وكاد عدد من أعضائها ينسحب بالفعل لولا تطمين البعض لهم.
وبعد بداية العرض تسبب لهب أحد الشموع في حريق امتد من ديكورات المسرح إلى فرن بالقاعة، وفيما هرول الحاضرون نحو الباب ومنهم الدكتور عزت حسان، والناقد والمؤلف مدحت أبوبكر، والمخرج محمد حبيش.
وفشل الحضور في داخل القاعة الباب المغلق من الخروج، فيما استطاع القليلون المغادرة ومنهم المخرج حسن أبوالنصر إلا أنه فضل العودة لمحاولة إنقاذ أصدقائه ليستشهد معهم وتلتهم النيران جسده، وعقب الحادث تأخرت المطافئ في الحضور والإسعاف مما دفع الأهالي إلى إخراج الجثث المتفحمة في ليلة قاسية من تاريخ مصر المعاصر.
تقرير لجنة تقصي الحقائق، الصادر عن جماعة 5 سبتمبر، التي تشكلت بعد الحادث، أفاد بأن سبب الحريق “شمعة” سقطت من خلفية ديكور العرض أحدثت حريقًا في القاعة بأكملها و3 انفجارات متتالية، وحدثت محاولات سريعة وقت الحادث لإخماد الحريق، لكن ألسنة اللهب التي ارتفعت وأحرقت الستائر والسجاد والديكور المكون من الخيش والورق صعّبت السيطرة عليها، وساعدها في ذلك استخدام مواد سريعة الاشتعال في تجهيزات المكان، فسقط السقف المكون من “الفوم” ليتحول إلى نيران سائلة تتساقط فوق رؤوس الجمهور والممثلين، واشتعلت الحوائط الخشبية لتحتضن النيران المتواجدين من جميع الجهات.
حسب التقرير، عربات الحماية المدنية التي تبعد عن موقع الحريق مسافة 5 دقائق جاءت بعد مرور 50 دقيقة، وبعد وصولها حاول عمال الإطفاء استخدام الخراطيم لإطفاء الحريق، لكنهم لم يجدوا مياهًا يضخونها، وبعض سيارات الإسعاف ظلت رابضة أمام المستشفى بلا حراك، فيما رفض موظفو المستشفى استقبال الضحايا إلا بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية، ما كلفهم نصف ساعة آخر.