Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار وثقافة

ننفرد بنشر سيناريو بخط يد نجيب محفوظ لفيلم لم ير النور عن صلاح الدين الأيوبى

ثقافة أول اثنين:


بحث “اليوم السابع” عن الجديد الذى يمكن أن يقدمه عن نجيب محفوظ وعالمه فى ذكرى رحيله فى 30 أغسطس من سنة 2006، وكانت البداية بمكالمة هاتفية مع ابنة الروائى العالمى وهى السيدة أم كلثوم نجيب محفوظ، ذكرت فيها أنها عثرت على سيناريو بخط يد والدها، يتناول قصة حياة القائد صلاح الدين الأيوبى، مغاير للسيناريو الذى كتبه محفوظ للفيلم الذى قام ببطولته أحمد مظهر.


وكان السيناريو لفيلم من المفترض أن يقوم ببطولته وإنتاجه الفنان الكبير الراحل فريد شوقى، لكن لم يحدث ذلك، لأسباب غير معلومة لديها.


طلبنا من ابنة نجيب محفوظ الاطلاع على السيناريو ونشر عدد من الأوراق منه، وبالفعل سمحت بذلك، وأرسلت ورقتين، وتأكدنا أنه مغاير لسيناريو “صلاح الدين” الذى قام ببطولته النجم الراحل أحمد مظهر وأخرجه يوسف شاهين، وشارك فى كتابة السيناريو أديبنا الكبير نجيب محفوظ، وشاهده آلاف البشر عام 1963.


وعاودنا مرة أخرى الاتصال بالسيدة أم كلثوم ابنة الأديب الراحل، وأكدت بالفعل أن هذا السيناريو كتب قبل فيلم صلاح الدين بطولة الفنان أحمد مظهر، وأحداثه مختلفة شكلا وموضوعا عما كتبه نجيب محفوظ، وكان من المفترض أن يكون بطولة فريد شوقى، وأرسلت أم كلثوم المزيد من الورق بخط يد صاحب نوبل الأستاذ الكبير نجيب محفوظ، الذى ينفرد “اليوم السابع” بنشر جزء كبير منه.


من خلال قراءة السيناريو الذى يخرج للنور لأول مرة تجد أنه لا يوجد أوجه شبه بينه وبين السيناريو الذى شارك فى كتابته نجيب محفوظ وقام ببطولته أحمد مظهر، إذ أن الأخير أظهر الجانب العسكرى والحربى للقائد صلاح الدين الأيوبى، لكن السيناريو الذى كتبه نجيب محفوظ للممثل والمنتج فريد شوقى يتناول بجانب الحياة العسكرية لصلاح الدين الناحية الإنسانية والحب والتواضع وما إلى ذلك.


 


من أين بدأت الصداقة بين محفوظ وفريد شوقى؟


تفاصيل علاقة نجيب محفوظ بفريد شوقى قد سردها الأخير فى أكثر من لقاء تليفزيونى ولكن مختصر ذلك الحديث أن علاقتهما بدأت منذ أن قرأ فريد شوقى رواية “بداية ونهاية”، ووقتها كان وحش الشاشة يجهز فيلما من إنتاجه وهو “جعلونى مجرما”، للسيناريست سيد بدير، وتمت الاستعانة بنجيب محفوظ لضبط الشخصيات، لتميزه فى رسم الشخصية بكل تفاصيلها، وبالفعل تم الاتفاق على ذلك مقابل 100 جنيه، ولكن مع نهاية تنفيذ الفيلم ذهب نجيب محفوظ ليرد الأجر الذى أخذه، وظن فريد شوقى أن الأجر لم يعجب نجيب محفوظ، ولكن الدهشة أن الروائى الكبير قال: “أنا اتعلمت منك ومن الأستاذ سيد بدير ما هى عملية السيناريو، فأنا لو عندى فلوس أدفع كنت دفعت لكم أكثر، اللى ادتهولى لازم تأخده”.


فتلك هى قصة بداية الصداقة والتعاون بين الروائى نجيب محفوظ والفنان فريد شوقى، لتتوالى بعد ذلك أعمال صاحب نوبل فى عالم السينما سواء برواياته أو بكتابة السيناريو، لتأتى لحظة كتابة سيناريو فيلم صلاح الدين ليقوم ببطولته فريد شوقى، وبرغم انتهاء السيناريو إلا أن الأمر لم يخرج من باب مكتب نجيب محفوظ.


 


سبب عدم تنفيذ فيلم فريد شوقى عن «صلاح الدين»


بالبحث فى أوراق الماضى، وجدنا أن الكاتب الصحفى حلمى سلام، ربما كان وراء عدم تنفيذ الفيلم، بسب مقال هاجم فيه بشدة الفنان فريد شوقى بعد أن صرح الأخير بأنه يستعد لأداء دور صلاح الدين الأيوبى، وهو ما لم يلق استحسان حلمى سلام الذى قال فى مقاله: فريد شوقى الذى قدم بالأمس دور «الجلف» فى فيلم «الفتوّة» كيف له أن يجسّد شخصية البطل العربى صلاح الدين الأيوبى؟! وهو ما تسبب فى إحباط فريد شوقى وقرر عدم تنفيذ الفيلم، ولكنه رد على هذا النقد بطريقة أخرى وهو قيامه بأداء دور «بلطاى» فى فيلم «وإسلاماه» أمام النجم أحمد مظهر، وبرع فى هذا الدور ليثبت أن الفنان الحقيقى يستطيع أن يجسد أى شخصية مهما كانت صعوبتها ويقنع بها جهموره.


لكن بعيدا عن تلك الأسباب التى لا نعلم إذا ما كانت صحيحة أم لا، فإن السيناريو الذى انفردنا بنشر جزء كبير منه، من الممكن إعادة نشره من خلال دور نشر تعى قيمة وقامة الأديب العالمى نجيب محفوظ، ففى النهاية يبقى صاحب نوبل هو أيقونة الأدب العربى عبر العصور.


 


تاريخ سيناريو فيلم صلاح الدين


هناك عدد من المعطيات التى تعرفنا تاريخ كتابة نجيب محفوظ لسيناريو فيلم «صلاح الدين»، الذى كان من المفترض أن يقوم ببطولته الفنان فريد شوقى، عقب دوره فى «الفتوة» والذى تم عرضه فى 1957م، وبما أن نجيب محفوظ كتب سيناريو هذا الفيلم قبل مشاركته فى فيلم «الناصر صلاح الدين» والذى تم عرضه فى 1963م، إذن نجد أمامنا نتيجة واحدة وهى أن الروائى العالمى ربما انتهى من كتابة السيناريو الذى لم ير النور فى عام 1960م تقريبا.


 


حدوتة السيناريو


كتب الروائى العالمى نجيب محفوظ هذا السيناريو بطريقة مختلفة تماما عما كتبه خلال مشاركته بفيلم أحمد مظهر، فالسيناريو الذى بين أيدينا مكون من 18 ورقة مقسمة إلى 12 مشهدا، ويتناول الأحداث فى فترة تعيين صلاح الدين الأيوبى وزيرا للعاضد فى مصر، خلفا لعمه أسد الدين شيركوه، وخلال تناول الأحدث ترى شخصية صلاح الدين من عدة جوانب فتراه رومانسيا من خلال قصة حبه لـ«زهراء»، وتراه إنسانا يشعر بآلام الشعب فيساعده وينصفه، وتراه حازما لا يتهاون أمام من يخون الوطن، فهكذا صور الروائى العالمى نجيب محفوظ، الناصر صلاح الدين الأيوبى.


 


سيناريو الفيلم


مقدمة


عن تدهور الحال فى أواخر العهد الفاطمى، واستنجاد الخليفة وقدوم شيركوه وتوليته الوزارة حتى وفاته.


مقدمة سيناريو نجيب محفوظ لفيلم صلاح الدين


 


1 ـ قاعة الذهب بقصر الخليفة العاضد


العاضد جالس على عرشه


إلى يمينه الأمراء.. وإلى يساره يقف جوهر «مؤتمن الخلافة» ومساعده عبدالجبار، ورجل من خاصته يدعى قابيل.


يفتح باب القاعة وينادى الحارس بصوت مرتفع: «صلاح الدين الأيوبى» تعريفًا بالقادم.


يدخل صلاح الدين.. يتبعه شمس الدين وضياء الدين وقراقوش.


صلاح الدين يسلم على العاضد ويقدم إليه: شمس الدين أخوه، وضياء الدين حارسه وقراقوش مستشاره.


العاضد يخاطب صلاح الدين قائلا بما معناه «رحم الله عمك شيركوه، لقد ظل وزيرنا حتى اختاره الله إلى جواره، فرأينا أن نوليك مكانه.. وهذا عهد أمير المؤمنين إليك، وحجته عند الله عليك، فأوف بعهدك.. تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا فى الأرض ولا فسادًا، والعاقبة للمتقين».


العاضد يسلم كتاب التولية إلى جوهر، فيسلمه هذا إلى صلاح الدين الذى يتقبله باحترام ويرد على العاضد بما معناه «أشكر لأمير المؤمنين نعمته، وأعاهده على حمل الأمانة بما يرضى الله، وأن أجعل همى الأول حفظ مصر وصلاح أهلها حتى تجتمع قلوب العباد على كلمة الحق، فتكون حجر الأساس فى وحدة العرب، وأول نداء للجهاد فى سبيل تحرير الوطن العربى من غزاة الأفرنج الذين احتلوا أطرافه واغتصبوا بيت المقدس المسجد الأقصى الذى بارك الله من حوله، والله أسأل أن يؤيدنى بقوة عنده إنه سميع الدعاء».


العاضد ينهض فينهض الجميع، ثم يدعو صلاح الدين إلى حفل خاص ابتهاجًا بهذا اليوم.

المشهد الأول لسيناريو فيلم نجيب محفوظ
المشهد الأول لسيناريو فيلم نجيب محفوظ


 


2 ـ قاعة الاحتفالات بقصر الخليفة العاضد


الخليفة جالس ومن حوله الأمراء وجوهر وعبدالجبار وصلاح الدين وشمس الدين وضياء الدين وقراقوش


الجارية زهراء تغنى


صلاح الدين يتابع الغناء باهتمام، ويزداد اهتمامه عندما تقع عيناه على زهراء، ثم يتضاعف هذا الاهتمام عندما تلتقى عيناهما..


عبدالجبار يلتهم زهراء بنظرات تفضح ما فى نفسه من هيام بها


زهراء تبدو أحيانا وكأنما هى تغنى لصلاح الدين وحده..


عبدالجبار يلاحظ اهتمام زهراء بصلاح الدين فيلوح فى وجهه الغضب، ويلاحظ جوهر ذلك فيغمزه بيده ليرده إلى صوابه..


ينتهى الغناء فتنسحب زهراء، وعينا صلاح الدين تتبعانها..


صلاح الدين وحاشيته ينهضون.. يسلمون على الخليفة شاكرين له حفله البهيج ويستأذنون فى الانصراف، فيأذن لهم فيذهبون، ثم يتفرق المجتمعون.

المشهد الثانى من سيناريو نجيب محفوظ
المشهد الثانى من سيناريو نجيب محفوظ


 


3 ـ طريق بين القصرين


صلاح الدين ورجاله يغادرون القصر ويمتطون جيادهم.


وجه زهراء يبدو من مشربية فى الحريم وهى ترقب صلاح أثناء مغادرته القصر.


صلاح الدين ورجاله تسير بهم الجياد سيرًا هادئًا ووراءهم كوكبة من الحرس.. ويحدث صلاح الدين صحبه عما رأوا فى قصر الخليفة من ترف لا يحيط به الوصف ويقارن بين ذلك وبين حال شعب مصر فريسة الفقر والشقاء، داعيًا الله أن يعينه على إصلاح أمره.

المشهد الثالث لسيناريو نجيب محفوظ
المشهد الثالث لسيناريو نجيب محفوظ


 


4 ـ ردهة بقصر الخليفة


جوهر وعبدالجبار وقابيل يغادون باب قاعة الاحتفالات ويسيرون على مهل فى ردهة من ردهات القصر.. ثم يدور بينهم حديث كالآتى:


عبدالجبار ــ كيف يولى الخليفة هذا الشاب الذى لا خبرة له؟


جوهر ـ لعله وجده أضعف المرشحين للوزارة فيسهل القضاء عليه.


عبدالجبار ـ لكن الخليفة لا قوة له إلا حرسه الخاص، أما الوزير فهو السيد الحقيقى فى مصر وتحت قيادته الجيش.


قابيل ـ وربما كان ضعيفًا اليوم أما غدًا فمن يدرى؟


عبدالجبار ـ صدقت . يجب ألا نغفل عنه؟


جوهر ـ ومن قال لك إنى غافل؟


جوهر يأمر قابيل بأن يتبعه إلى جناحه ليكلفه ببعض الأعمال.


عبدالجبار يسلم ويذهب.

المشهد الرابع لسيناريو نجيب محفوظ
المشهد الرابع لسيناريو نجيب محفوظ


 


5 ـ حديقة قصر الخليفة


عبدالجبار يسير فى الحديقة نحو الباب الخارجى


يقترب فى حرص نحو مكان يقع تحت مشربية


يقطف وردة ويقذف بها نحو المشربية


يطل وجه زهراء.. ولما تعرفه تجفل.. يحاول استرضاءها بكلمة ولكنها تهدده بإفشاء تهجمه عليها إلى الخليفة، وتختفى وهى غاضبة.


يتجهم وجه عبدالجبار ثم يمضى مسرعًا

المشهد الخامس لنجيب محفوظ فيلم صلاح الدين
المشهد الخامس لنجيب محفوظ فيلم صلاح الدين


 


6 ـ حجرة نوم صلاح الدين بقصر صلاح الدين


صلاح الدين يدخل الحجرة.. يأخذ فى خلع ملابسه.. نغمة من الأنغام التى غنتها زهراء تتردد فى مسامعه وهو يخلع ملابسه


يجلس على أريكة يقرأ بعض آيات من القرآن


ثم يمضى إلى فراشه ويتمدد على ضوء شمعة


تهبط الكاميرا إلى ما تحت الفراش فترى رجلا قابعا فى الظلام


يمر وقت حتى يغمض صلاح الدين جفنيه، أما الرجل فينتظر وهو يتحسس مقبض خنجره الطويل..


يبدأ الرجل فى الزحف دون أن يحدث صوتًا


يتقلب صلاح الدين على جنبه فجأة بحيث يكون وجهه إلى بقية الحجرة


ينكمش الرجل فى حذر.. وينتظر ثم يبدأ الزحف من جديد..


يتعالى بغتة صوت المؤذن بأذان الفجر..


صلاح الدين يفتح عينيه نصف فتحة.. يمتد بصره إلى مرآة فى الجدار المواجه فيلمح ـ وهو بين الحلم واليقظة ـ شبح الرجل الزاحف..


تلوح من الرجل نظرة نحو المرآة فتلتقى عيناه بعينى صلاح الدين فيحملق فيه مرتعبا


صلاح الدين يأمره بالخروج وتسليم نفسه..


الرجل يتمسكن ويطلب الرحمة..


وفجأة يطعن الفراش من أسفل فيبرز سن الخنجر وقد شق الخشبة واخترق جانبا من ثوب صلاح الدين..


صلاح الدين يثب إلى الأرض


الرجل ينهض رافعًا الفراش فينقلب نحو صلاح الدين الذى تراجع أمام هذه الحركة المفاجئة


الرجل يهرع نحو نافذة وراء الفراش ويثب منها إلى الحديقة


فى نفس الوقت يفتح باب الحجرة ويدخل ضياء الدين وشمس الدين وحراس..


ضياء الدين يسرع نحو النافذة ويقفز وراء الهارب..


تقع مطاردة فى الحديقة.. أحد الحراس يطلق سهما فيصيب الهارب ويسقط قتيلا..


يصل إلى الجثة بعد قليل صلاح الدين وشمس الدين وقراقوش، ويتعرف قراقوش على وجه الرجل وإذا به بستانى فى الحديقة


قراقوش يؤكد ضرورة تغيير الخدم جميعًا واستبدال غيرهم بهم، ويقول شمس الدين إن أعداء أخيه أعدوا العدة لقتله حتى قبل أن يتولى الوزارة سبقًا للحوادث ويردد اسم جوهر فيقول له صلاح الدين ألا يأخذ بالظنون.. وأن عليهم أن يكونوا على حذر.

المشهد السادس لسيناريو نجيب محفوظ
المشهد السادس لسيناريو نجيب محفوظ


 


7 ـ طريق بباب الشعرية


رجلان فى ثياب التجار يشقان طريقها بصعوبة وسط زحام شديد من المارة والباعة.. ويفهم من حديثهما الهامس أنهما صلاح الدين وقراقوش.. كما يفهم أنها ليست المرة الأولى التى ينزل فيها الوزير إلى الشعب ليتفهم مشاكله ويلمس آلامه وآماله.. أما اليوم بالذات فقد أحب صلاح الدين أن يكون بين الشعب فى الوقت الذى سيسير فيه المنادى بالرسالة التى أمر بإذاعتها على الجميع.


يقتربان من موقف حمير ويطلبان أن يُحملا إلى الفسطاط، ولكن المكارى يقول إنه لا يحمل أحدا فى طريق يمر به حرس الخليفة خشية أن يستولوا على حميره.. ويتظاهر صلاح الدين بعدم التصديق فيظن الرجل أنهما غريبان عن البلد فيجيب صلاح الدين بالإيجاب، ويسمع هذه الإجابة بعض القريبين من باعة وغيرهم، فيتكلم كل عن الظلم الذى يعانيه، فهذا قد نهبت دكانه، وذاك قتل ابنه، وذلك اعتدى على حرمة بيته، وآخر يشكو فداحة الضريبة.


دقة طبل مخصوصة.. تلتفت الأنظار إلى رجل محاط ببعض حرس الوزير صلاح الدين.. الرجل يخترق الطريق وهو يعلن إلى الناس أن الوزير صلاح الدين قد ألغى الضرائب عن الفقراء، وأمن العباد على أرواحهم وكراماتهم، وأنه سيعامل الناس على السواء لا فرق بين غنى وفقير، أو مسلم ونصرانى ويهودى، وأن بابه مفتوح للجميع فمن كان ذا شكوى فليتقدم.


 


الناس تلقى النداء بالدهشة، ثم يهتفون فرحا للوزير الناصر صلاح الدين.


ضوضاء من بعيد يظهر على أثرها عبدالجبار فوق جواده محاطًا بهالة من الفرسان وهم ينهبون الأرض نهبًا.


الهتاف لصلاح الدين يلفت نظر عبدالجبار فيقف بجواده غاضبًا، ويهوى بسوطه على وجه أحد الهاتفين ويصيح بأنه لا يجوز الهتاف إلا للخليفة.


الهتافات تتصاعد أشد من الأول


بعض الواقفين على مقربة من صلاح الدين يغضبون ويسألونهما لماذا لا يهتفان؟.. ثم يضطرونهما إلى المشاركة فى الهتاف.. فيهتف قراقوش «ليحيا صلاح الدين» أما صلاح الدين فيهتف بلباقة «ليحيا الوزير العادل».


عبدالجبار يلحق بالمنادى، ويحقق معه فيما ينادى به، فيخبره الرجل أنه يتبع رسالة صلاح الدين تنفيذًا لأمره، فيطلع عبدالجبار على الرسالة، فيمتلئ حنقا ولكنه يضطر إلى ردها إلى المنادى، ثم يفرغ غضبه فى الهاتفين…


صلاح الدين يرى ذلك فيشتعل عضبه، ثم يرى عبدالجبار وهو يضرب يصوته امرأة وغلامها، فينسى تنكره ويثب عليه فيسقطه عن ظهر جواده، ويلكمه فى صدره لكمة يترنح على أثرها ثم يقع..


جنود عبدالجبار تشهر السيوف وتنقض على صلاح الدين، فيرفع قراقوش التنكر عن وجهه ويحذرهم معرفا بأن الرجل هو صلاح الدين الأيوبى


صلاح الدين يكشف عن شخصيته فيرتد الجنود.. ويقف عبدالجبار كاظما غيظه


صلاح الدين يخاطب عبدالجبار قائلا إنه لن يسمح بأن يؤذى مصرى فى عهده، وأنه له معه حساب أمام الخليفة.


الشعب يلتفت حول صلاح الدين هاتفًا «الله اكبر والعزة لمصر».

المشهد السابع من فيلم صلاح الدين الايوبى كتبه نجيب محفوظ
المشهد السابع من فيلم صلاح الدين الايوبى كتبه نجيب محفوظ


 

استكمال المشهد السابع سيناريو نجيب محفوظ
استكمال المشهد السابع سيناريو نجيب محفوظ


 


8 ـ قاعة الذهب بقصر الخليفة العاضد


الخليفة جالس يستمع إلى وزيره صلاح الدين


صلاح الدين ينصحه بأن يبعد عبدالجبار عن القصر لأنه لا يجوز أن يبقى فى حماه رجل يضرب الشعب المصرى بالسياط.


الخليفة يعده بدراسة الأمر.. ولكنه يسأله ألا يخشى أن تؤدى المعاملة الحسنة بالشعب إلى التمرد والعصيان؟.. وألا يحسن أن يؤخذ بالشدة حتى يلزم الطاعة؟ فيقول صلاح الدين «وكيف نأمل أن نطرد الفرنج بشعب من العبيد؟».

المشهد الثامن من سيناريو نجيب محفوظ
المشهد الثامن من سيناريو نجيب محفوظ


 


9 ـ جناح المؤتمن جوهر بقصر الخليفة العاضد


جوهر وعبدالجبار وقابيل مجتمعون فى جو يوحى بالمؤامرة


عبدالجبار ـ هذا الذى اختاره الخليفة لضعفه!


قابيل ـ يريد طردنا..


جوهر ـ اتركا الصباح ولندبر أمرنا


وعرض جوهر تدبيره، وهو أن يذهب قابيل سرا برسالة إلى


الفرنج يدعوهم إلى الهجوم على مصر، ويعدهم إذا نهض صلاح الدين لصدهم أن يهجموا عليه من وراء ظهره حتى يقضى عليه. واتفقوا من باب الاحتياط أن تخفى الرسالة فى نعل قابيل


وهم يتحدثون خيل إلى عبدالجبار أن حركة صدرت من وراء ستارة فى الحجرة، فوثب كالمجنون وسل سيفه وأزاج الستار ولكنه لم يجد أحدا


ثم تابع سيره بسرعة فى الردهات القريبة ولكنه لم يعثر على أحد..


يعود إلى مواصلة الحديث..

المشهد التاسع سيناريو نجيب محفوظ عن صلاح الدين
المشهد التاسع سيناريو نجيب محفوظ عن صلاح الدين


 


10 ـ قاعة القضاء بقصر صلاح الدين


صلاح الدين جالس للقضاء، قراقوش واقف بين يديه لينفذ أوامره


يدخل بائع بطاطا وشرطى. البائع يقول إن الشرطى أمره أن يوسع الطريق ليفسح الطريق لموكب مؤتمن الخلافة جوهر، ولكنه لم يكتف بالأمر باللسان، فأوقع عربته وانهال عليه بالسياط، صلاح الدين يقضى بحبس الشرطى شهرا وفصله من الخدمة


امرأة مفرطة فى السمنة تدخل ومعها شاب. المرأة تشكو الشاب بأنه غازلها قائلا «يا تختروان الملك». صلاح الدين يسأل هل من شهود. تدخل أربعة نسوة مفرطات فى السمنة ليشهدن. صلاح الدين يسأل لماذا اعتبرت المرأة أن كلام الشاب موجها إليها هى لا إلى واحدة من هؤلاء؟. المرأة تجيب فى تيه بأنها هى الوحيدة التختروان!. النسوة يغضبن ويوجهن إليها لوما وكل واحدة تقول «لماذا لا أكون أنا؟» حتى يخرجهن الحارس جميعًا.


ثم يدخل رجل، أبله النظرات، يلبس طرطورًا وثوبًا مرقعًا من عشرات الألوان، وينفخ فى زمارة ثم يدلى بشكواه فإذا به يشكو صلاح الدين يأمر بإرساله إلى البيمارستان للعلاج فيمضى وهو يهتف من الفرح


ثم تجئ امرأة مقنعة يدل مظهرها على الأناقة وتطلب من صلاح الدين الانفراد به. قراقوش ينصح بتفتيشها أولا ولكن السلطان يعفيها من ذلك.


عندما يخلو المكان ترفع النقاب فإذا بها زهراء، فيدهش صلاح الدين، ويدور بينهما حديث يتضمن الأغراض الآتية


صلاح الدين ـ زهراء!


زهراء ـ نعم يا مولاى.


صلاح الدين ـ لا أكاد أصدق عينى


زهراء ـ أن أمورًا كثيرة تحدث بمصر ولا يمكن أن تصدق.


صلاح الدين ـ ولكن هذا مجلس لأصحاب الشكاوى من الشعب فهل يشكو أيضًا سكان القصور؟


زهراء ـ نحن يا مولاى من الشعب وإن رمت بنا المقادير إلى القصور.


صلاح الدين ـ طالما سألت نفسى ترى ألا يمكن أن تقع عليها عيناى مرة أخرى؟


زهراء- وطالما كان هذا السؤال رفيق وحدتى.


صلاح الدين ـ فهل شرفتنى إذن لـ


زهراء ـ كلا يا مولاى. لم أجئ اليوم بدافع من قلبى ولكن الدافع كان  واجبى. 


صلاح الدين ـ واجبك؟


زهراء ـ نعم يا مولاى. إن الخيانة تدبر شرا لهذا الوطن


زهراء تقص عليه كيف وقفت على مؤامرة جوهر، وكيف كاد يفتضح أمرها وتقع فى يد عبدالجبار، ثم أخبرته بميعاد الرسول الذى سينطلق فيه من باب الفتوح مخفيًا الرسالة فى نعله.


صلاح الدين يشكر لها وطنيتها، ويلثم طرف ثوبها باحترام، ثم تودعه وهما يتبادلان نظرات تفيض بالعطف والعاطفة.

المشهد العاشر لسيناريو نجيب محفوظ
المشهد العاشر لسيناريو نجيب محفوظ


 


11 ـ باب الفتوح


خارج باب الفتوح تقف جياد وصلاح الدين وشمس الدين وضياء الدين وقراقوش، فى ناحية منزوية وعلى بعد من البوابة حتى يلحظهم الخارج منها. صلاح الدين يقول إنه يجب القبض على الرسول دون أن يشعر بذلك الذين أرسلوه


يظهر فى الفضاء خارج البوابة شبح رجل ثم يتبين أنه سكران من الذين يسكرون خارج المدينة احتراسًا من الشرطة. وقد اقترب منه ضياء الدين ليعرف أمره فظن الرجل أن ضياء الدين شرطيًا وجعل يتوسل إليه أن يعفو عنه، ويعده بأنه ستكون آخر مرة يعصى فيها ربه فتركه ضياء الدين باسما وراح الرجل يدق البوابة ويساوم الحارس على فتحها حتى أدخله


وعقب دخول الرجل انطلق فارس من الداخل كالسهم متوجهًا نحو الشمال..


يهم رجال صلاح الدين بالانطلاق وراءه ولكنه يمنعهم من ذلك حتى تغلق البوابة وذلك حتى لا يعلم الحارس بالمطاردة


ثم ينطلقون وراء الرسول بأقصى سرعة.


ينتبه الرسول وهو «قابيل» إلى أنه مطارد فيزيد من سرعته


ضياء الدين يقترح قتله بسهم ولكن صلاح الدين يأخذ على نفسه مهمة قتل الجواد خشية أن يكون الأمر كله على غير أساس فيقتلوا رجلا بريئًا.


صلاح الدين يصرع الجواد بسهم فيسقط ويسقط معه قابيل


صلاح الدين ورجاله يحيطون بالرجل.


الرجل يعرفهم ويعجب لماذا فعلوا به هذا وهو رسول جوهر مؤتمن الخلافة فى مهمة للخليفة ومعه جواز المرور بختم الخلافة، وهل يراقب صلاح الدين رجال الخليفة الذى ولاه الوزارة؟


صلاح الدين يخبره بأنه بلغتهم أنباء بأنه يحمل رسالة تهدد سلامة الوطن وأنه لذلك قرر أن يفتشه.


قابيل يحمله مسؤولية الإقدام على تفتيش رجل من رجال الخليفة فيقبل صلاح الدين المسؤولية، فيقول الرجل: فتشونى.. هاكم ثيابى» فيقول صلاح الدين «بل اخلع نعليك»


الرجل يضطرب ثم فجأة يسل سيفه ويوجه ضربة إلى صلاح الدين فيتلقاها الوزير على درعه ثم يهبط عن جواده ويبادله الطعنات حتى يقتله


يستخرجون الرسالة من نعل قابيل. ثم يأمر بدفنه حتى لا يعلم المتآمرون شيئا عن سقوطه فى أيديهم فيفرون.

المشهد الحادى عشر سيناريو نجيب محفوظ عن سيرة صلاح الدين
المشهد الحادى عشر سيناريو نجيب محفوظ عن سيرة صلاح الدين


 

استكمال المشهد الحادى عشر سيناريو نجيب محفوظ
استكمال المشهد الحادى عشر سيناريو نجيب محفوظ


 


12 ـ قاعة الذهب بقصر الخليفة العاضد


منادى الباب يعلن أن الوزير الناصر صلاح الدين الأيوبى داخل لعرض شؤون الملك. يدخل صلاح الدين.


الخليفة العاضد فى الانتظار ومعه مؤتمن الخلافة «جوهر» ومساعده عبدالجبار.


صلاح الدين يتبادل نظرة مع عبدالجبار فينظر إليه هذا فى تحد.


الخليفة يطلب إلى صلاح الدين أن يعرض ما لديه من أوراق فيسلم إلى جوهر مرسوما بعزل عبدالجبار من وظيفته.


جوهر يتلو المرسوم فتسود الدهشة الحضور.


صلاح الدين يعلق على طلبه قائلا إن الخليفة لا يمكن أن يرضى عن استبقاء رجل ثبتت عليه تهمة إهانة المصريين وتعذيبهم


الخليفة يبدو الاستياء فى وجهه، أما جوهر فيقول ألا يحق للخليفة أن يبقى فى خدمته الخاصة من يشاء؟


صلاح الدين يرد قائلا: إنه يشترط فيمن يتولى الوظائف العامة الإخلاص للوطن والرعية. فيقول جوهر محتدًا لقد عشنا حياتنا مخلصين للوطن وللرعية.


صلاح الدين يسلمه رسالته التى أخذها من نعل رسوله وهو يقول «اتل على مولاك هذه الرسالة»


جوهر يتسلم الرسالة وما أن ينظر فيها حتى يمتقع لونه وينظر إلى صلاح الدين ببصر زائغ


عبدالجبار يلمح الرسالة فيعلوه الارتباك والذعر.


صلاح الدين يطالب جوهر بتلاوة الرسالة، فيسل سيفه فجأة وينقض على صلاح الدين فيسل صلاح الدين سيفه ويشتبك معه فى معركة حامية.


عبدالجبار يحاول مساعدة جوهر، ولكن يدخل فى هذه اللحظة قراقوش وشمس الدين وضياء الدين، فيتراجع عبدالجبار ويفر هاربًا.


تنتهى المعركة بقتل جوهر..


يلتقط صلاح الدين الرسالة من يده ويسلمها إلى الخليفة وهو يقول بصوت مرتفع «أن الخيانة تلوث القصر يا مولاى.. وأنى أطالب بتعيين قراقوش مؤتمنا للخلافة فى الحال».


الخليفة يقرأ الرسالة ثم يميل رأسه حزنا، ويخبر صلاح الدين بموافقته على تعيين قراقوش.


هذه هى بعض أوراق السيناريو الذى لم ير النور لصاحب نوبل، الذى تربع على عرش الرواية العربية، ووهب حياته للإبداع، ووجه قبلته نحو محراب الثقافة، وظل سنوات وسنوات داخل عالمه، ولا نزال نكتشف من خلال أعماله الجديد والجديد حتى بعد رحيله.

المشهد الثانى عشر لسيناريو نجيب محفوظ
المشهد الثانى عشر لسيناريو نجيب محفوظ


 

استكمال المشهد الثانى عشر سيناريو نجيب محفوظ
استكمال المشهد الثانى عشر سيناريو نجيب محفوظ


انفراد اليوم السابع


انفراد اليوم السابع

اليوم السابع
اليوم السابع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى