أسبوع نجيب محفوظ.. لو لم أكن كاتبًا لأصبحت مغنيًا
ثقافة أول اثنين:
ونقرأ في الكتاب تحت عنوان “لو لم أكن كاتبا لأصبحت مغنيا”:
أثناء دراستى فى كلية الآداب كنت مغرما بدراسة فلسفة الفنون أو علم الجمال، وكنا لا نمتحن فى السنة الثالثة، فقررت أن أنتهز فرصة فراغى بعض الوقت لأدرس الموسيقى عمليا على أمل أن أصل إلى فلسفة الجمال فيها، فالتحقت بمعهد الموسيقى العربية، واختت آلة القانون وانتظمت فى حضور الدروس وتعلمت النوتة وحفظت عدة بشارف ما زلت أحفظ حتى اليوم واحدا منها بالنوتة وهى السماعى الدارج، وأذكر أن المرحوم محمد العقاد كان يثنى على استعدادى الموسيقى ويتنبأ لى بمستقبل كبير بين عازفى القانون. ولكنى بعد حوالى عام من الدراسة اكتشفت أنى لم أصل إلى أى شيء مما تصورته. وأنه لا صلة مطلقا بين تعلم العزف على القانون وبين فلسفة الجمال.
لقد كان للموسيقى فى نفسى أثر كبير يكاد يضارع تأثير التراث الأدبى نفسه، فقد عرفت الرعيل الأول من الموسيقيين الذين طوروا الموسيقى التركية، مثل عبده الحامولى وعبد الحى حلمى والمنيلاوي وصالح عبد الحى ثم بعد ذلك العبقرية الفريدة السيد درويش الذى خطا بالموسيقى العربية إلى عصر جديد تماما، أكمله بعده محمد عبد الوهاب وأم كلثوم.