يسارع إلى أعمال البر.. كيف وصفت كتب التراث الخليفة المستظهر بالله
ثقافة أول اثنين:
كان المستظهر موصوفًا بالسخاء والجود ومحبة العلماء وأهل الدين، والتفقد للمساكين، مع الفضل والنبل والبلاغة، وعلوَّ الهمّة، وحسن السيرة، وكان رضيَّ الأفعال، سديد الأقوال، راغبًا في البر والخيرات مسارعًا إلى ذلك، لا يردُّ سائلًا، وكان جميل المعاشرة لا يُصغى إلى أقوال الوشاة في الناس ولا يثق بالمباشرين، قد ضبط أمور الخلافة جيدًا، وأحكمها وعرفها وعلمها، ولديه علم وفضل كثير وفضل كبير.
قال فيه ابن الأثير: كان لين الجانب كريم الأخلاق يحب اصطناع الناس ويفعل الخير ويسارع إلى أعمال البر حسن الخط جيد التوقيعات لايقاربه إليها أحد، يدل على فضل غزير وعلم واسع، سمحا، جوادا، محبا للعلماء والصلحاء، ولم تصف له الخلافة بل كانت أيامه مضطربة كثيرة الحروب وقتل فى عهده أحمد خان صاحب سمرقند المتزندق والسلطان أرغون بن ألب ارسلان وانتشرت فى أيامه الدعوة الباطنية وكذلك احتلت بيت المقدس من قبل الفرنجة الصليبين ولقد قتلوا يومها 70 الف مسلم ومسيحى ويهودى وكانت وفاة المستظهر 14 أغسطس 1118م.
توفي الخليفة المستظهر بالله العباسي عام 512هـ، وقد ولي غسله الإمام ابن عقيل وابن السُّنَّي، وصلى عليه ولده أبو منصور الفضل، وكبر أربعًا، ودفن في حجرة كان يسكنها، والعجب أنه لما مات السلطان ألب أرسلان مات بعده الخليفة القائم بأمر الله، ثم لما مات السلطان ملكشاه مات بعده الخليفة المقتدي بأمر الله، ثم لما مات السلطان محمود مات بعده الخليفة المستظهر بالله، رحمهم الله، وكانت وفاة المستظهر بالله سادس عشر ربيع الآخر من هذه السنة (512هـ) وله من العمر إحدى وأربعون سنة، وثلاثة أشهر وأحد عشر يومًا.