“ميلان كونديرا والعالم بوصفه شركا” سيرة ذاتية وقراءة فى أعماله

ثقافة أول اثنين:
يقدّم الأديب والمترجم الكبير أمين صالح مادة شاملة حول ميلان كونديرا في “ميلان كونديرا والعالم بوصفه شرَكًا”، إذ ينقل القارئ معه في قراءات مستفيضة لسيرة كونديرا وأعماله وآراءه، وصولًا إلى مقالاته وأهم الحوارات التي أُجريت معه.
ميلان كونديرا يعد من أكثر كتّاب أوروبا المعاصرين أهميةً وشهرةً، ومن القلائل الذين أحرزوا اعترافاً عالمياً واسعاً، إذ صار يُعد أيقونة أدبية عالمية. ففي الثمانينيات، من القرن الماضي، وضَع أدب أوروبا الشرقية على الخارطة الأدبية العالمية عبر نصوصه الجديدة والجريئة، ودعوته إلى الحرية الداخلية.
في بلاده يُنظر إليه ككاتب ومفكّر مهم، كما يُعتبر من أكثر الكتّاب تأثيراً في الروائيين التشيك المعاصرين، وفي غيرهم من كتّاب العالم. كل كتاب يصدره يعدّ حدثاً ثقافياً بارزاً، وكل مساهماته في المحادثات الثقافية والسياسية العامة كانت تثير الكثير من الاهتمام والجدل والنقاش الحيوي.
يشار إلى أن ميلان كونديرا، ولد في الأول من أبريل عام 1929، لأب وأم تشيكيين. كان والده لودفيك كونديرا عالم موسيقى ورئيس جامعة جانكيك للآداب والموسيقى ببرنو، وتعلم ميلان كونديرا العزف على البيانو من والده، ولاحقا درس علم الموسيقى والسينما والآدب، تخرج في العام 1952 وعمل أستاذاً مساعداً، ومحاضراً في كلية السينما في أكاديمية براغ للفنون التمثيلية. نشر أثناء فترة دراسته شعرا ومقالاتٍ ومسرحيات، والتحق بقسم التحرير في عدد من المجلات الأدبية.
التحق ميلان كونديرا بالحزب الشيوعي في عام 1948، وتعرض للفصل هو والكاتب جان ترافولكا عام 1950 بسبب ملاحظة ميول فردية عليهما، وعاد بعد ذلك عام 1956 لصفوف الحزب، ثم فُصل مرة أخرى عام 1970.
ونشر ميلان كونديرا في العام 1953 أول دواوينه الشعرية لكنه لم يحظ بالاهتمام الكافي، ولم يُعرف كونديرا ككاتب هام إلا عام 1963 بعد نشر مجموعته القصصية الأولى غراميات مضحكة.
تحت وطأة هذه الظروف والمستجدات في حياته، كتب كونديرا روايته الشهيرة “كائن لا تحتمل خفته”، التي جعلت منه كاتباً عالمياً معروفاً لما فيها من تأملات فلسفية، تنضوي في خانة فكرة العود الأبدي لنيتشة، وفي عام 1995 قرر كونديرا أن يجعل من الفرنسية لغة لسانه الأدبي من خلال روايته “البطء”.
غلاف الكتاب