تاريخ الإصلاح الدينى.. مارتن لوثر.. قس أثار الجدل داخل الكنسية وخارجها
ثقافة أول اثنين:
كان مارتن لوثر، ضد بيع صكوك الغفران، وذلك على خلفية قيام راهب يدعى “حنا” من أتباع طائفة الدومينكان الدينية طالب ببيع صكوك الغفران، ولكن مارتن لوثر قال إن البشر لا يمكنهم مساومة الرب، وليس من المعقول التخلص من الخطايا بهذه الصكوك، وقام بكتابة احتجاج تكون من خمسة وتسعين حجة ضد هذه الصكوك، وعلقها على باب الكنيسة، وكان من ضمن حججه أن الله هو الذى يغفر الخطايا، وإن الإنسان لا يستطيع أن يشترى الغفران وخلاص نفسه بمبالغ معينة من المال.
وبحسب دراسة نشرت بعنوان “مارتن لوثر وبدعة صكوك الغفران” للكاتب والباحث أشرف صالح، فإن “لوثر” وجد أن الحل فى إصلاح الكنيسة من الخارج، طالما أنها لا تستجيب للدعوات المتكررة للإصلاح من داخلها، فقام سنة 1519، بتوجه الدعوة للأمراء فى ألمانيا ليتزعموا الحركة الإصلاحية وهى الدعوة التى رحب بها العديد لمكاسبها السياسية والمادية التى تعود عليهم، وكانت من ضمن مبادئ لوثر الإصلاحية “إباحة الطلاق للمسيحيين، إلغاء الحج إلى روما، ليس للبابا الحق فى احتكار تفسير الإنجيل، إخضاع رجال الدين للسلطة المدنية، إباحة الزواج للقسس، عدم إنشاء أديرة جديدة وإلغاء عدد من الأديرة القائمة وتحويل نزلائها إلى الحياة المدنية وإلغاء الديرية والرهبنة”.
فى ديسمبر عام 1520، أصدر البابا ليو قرار بحرمان “لوثر” باعتباره مارقا ضد المسيحية، فقام لوثر بنشر رسالته الثانية لإظهار ضعف البابوية ومفاسد الكنيسة، وقام بحرق الحرمان علنا فى ساحة كنيسة وتنبرج، وبعدها فى يناير من العام التالى، مثل “لوثر” أمام أول مجمع إمبرطورى، لمناقشة أفكاره بناء على طلب من الإمبراطور تشارلز الخامس، وبعد إصراره على أرائه صدر قرار باعتباره خارجا على السلطة وتم حرمانه من حقوقه المدنية.
ظل “لوثر” بعد القرار ما يقرب من 10 أشهر تحت الرقابة الإمبراطورية، حيث سمح له بالذهاب لمنزله فقط، وخلال تلك الفترة قام بترجمة جديدة للكتاب المقدس من اليونانية إلى الألمانية فاعتبر ذلك العمل الضخم حجر الأساس فى تاريخ الأدب الألمانى، وفى أحد المرات وهو عائد إلى منزله فى أحد الشوارع الضيقة انقضّت عليه مجموعة من الملثمين حملوه إلى قلعة ورتبورج، وذلك بناء على أمر من صديقه فردريك حاكم سكسونيا الذى كان يخشى على حياة صديقه مارتن ولم يتمكن علناً من توفير الحماية له، فقرر على الأقل اختطافه ووضعه فى مكان آمن.
ونتيجة لإسهامات “لوثر” الفكرية، التى قدمها ودوره الثائر ضد الكنيسة كان ذلك بداية تأسيس الكنيسة البروتستانتية، وانتشرت الپروتستانتية ونالت دعما شعبيا فى سويسرا، انجلترا، وهولندا.